
ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار و المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار و كذا عدم الإبلاغ عن جناية و عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر المتابع فيها 15 متهما منهم ثلاث جزائريين و الباقي سوريين لا يزال اثنين في حالة فرارو الذي راح ضحيتهم شاب جزائري بسبب عملية الهجرة غير شرعية ،حيث قضت بإدانة المتهم الرئيسي السوري (د.مسلم) ب 15 سنة سجنا نافذا و ب 5 سنوات سجنا ضد 7 من شركائه من نفس الجنسية ،في حين قضت ببراءة الجزائريين المتابعين بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية و عدم مساعدة شخص في حالة خطر كما برأت ساحة سوريين اثنين و جزائري عن جناية المشاركة في القتل.في حين أدين المتهمين الفارين غيابيا.
بالرجوع الى تفاصيل القضية فتعود لتاريخ الثامن عشر أوت من سنة 2022 عندما تلقت مصالح الأمن الحضري التاسع بوهران نداء مفاده تواجد شخص ملقى على الأرض مصاب بإصابة بليغة على مستوى البطن بنهج بلماحي عبد الله حي العقيد لطفي، ولدى وصول، عناصر الأمن لمكان تواجد الضحية تبين أنه قد فارق الحياة ويتعلق الأمر بالمدعو (ه.لطفي) أين عثر عليه ساقطا أرضا و أحشائه خارج بطنه أين تم نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر ايسطو وهران، كما تم العثور على سلاح أبيض من نوع اوبينال بعين المكان، وبعد التحريات تبين أن وفاة الضحية كان نتيجة لشجار بين مجموعة من الأشخاص من جنسية سورية ومجموعة أخرى من جنسية جزائرية، كما كشفت التحقيقات عن وجود شخص آخر أصيب في الشجار بإصابة بليغة على مستوى الصدر ويتعلق الأمر بالمدعو (د.عبد الحق)، وبحسب التحريات تبين أن المرحوم (ه.لطفي) وصديقه (د.عبد الحق) كانا قد تنقلا إلى حي العقيد لطفي من أجل إتمام صفقة تتعلق بالهجرة السرية مع مجموعة من الرعايا السوريين على متن مركبة من نوع كيا بيكانتو سوداء اللون كان يقودها صديقهما (ب.وليد)،- و الذين تمت متابعتهم بجنح عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر -في نفس اليوم تبين وجود شخص على مستوى الاستعجالات الطبية من جنسية سورية مصاب على مستوى اليد بجروح بليغة بواسطة أداة حادة ويتعلق الأمر بالمدعو (د.مسلم) الذي صرح لمصالح الأمن أنه تعرض لحادث بمطبخ منزله بواسطة سكين عند محاولته تقطيع اللحم.
قاموا بضربه و طعنه بـ”بوشية “على مستوى البطن حتى خرجت احشائه…!!!
كما كشفت التحريات الأولية أن الأشخاص السوريين كانوا يستغلون مسكن يقع بحي 90 مسكن الطابق الخامس العقيد لطفي وهران، وبعد الحصول على إذن بالتفتيش للمنزل تم ضبط بداخله 15 شخص من جنسية سورية كانوا بصدد الهجرة السرية عبر البحر بعد دخولهم إلى الإقليم الوطني بطريقة غير شرعية، وفي نفس الوقت تم تفتيش المنزل
المستغل من طرف المشتبه فيه (د.مسلم) الكائن بالطابق السابع بنفس العمارة أين تم العثور على معدات تستعمل في تهريب المهاجرين بينما لم يتم العثور على أي سكين أو حتى اغذية بمطبخ بذات المسكن المستغل من طرف المشتبه فيه (د.مسلم)الذي صرح لدى سماعه أمام الضبطية القضائية أنه دخل التراب الوطني بطريقة غير شرعية و قد كان بشقة برفقة 14 شخص كلهم من جنسية سورية وكانوا جميعا بصدد الهجرة بعد اتفاقه مع شخص يقوم بتنظيم الرحلات يدعى ياسر من جنسية سورية رفقة أشخاص آخرين من جنسية جزائرية، إلا أنه كان يتهرب ويتقاعس بالرغم من حصوله على الأموال المقدرة ب 2200 أورو وقد كان يتشاجر معه في كل مرة يلتقيان مضيفا أنه لم يكن حاضرا في الشجار و لا يعرف كل من الضحية (ه.لطفي) و(د.عبد الحق)لكنه سرعان ما تراجع عن تصريحاته مؤكدا أنه فعلا كان حاضرا في الشجار أين كان يحمل عصا خشبية و كان برفقة مجموعة من السوريين احدهم يدعى بويكا و الآخر دجوار كانا يحملان عصي خشبية والمدعو احمد علي كان يحمل بوشية والمدعو فيصل المكنى البطل كان يحمل سلاح متوسط الحجم وشخص آخر يدعى احمد المكنى أبو حميد به وشم کثیف على مستوى ذراعه كان يحمل خنجر وهو من طعن الضحية كلهم كانوا على متن مركبة من نوع هونداي اي 10 بيضاء اللون بعدما أخبرهم المدعو ياسر عن وجود شخصین جزائريين المشرفان على الرحلة وهما من استوليا على أموالهم وطلب منهم الاعتداء عليهما،مضيفا أنه قد شارك في الشجار أشخاص آخرين من جنسية سورية كانوا على متن مركبة من نوع رونو الجيل 04 جتيلاين رمادية اللون ملك للمدعو ياسر الذي كان حاضرا في الشجار وكان يحمل سلاح أبيض، كما شارك سوريين آخرين كانوا على متن مركبة هيونداي اكسنت بالإضافة إلى مجموعة اخرى كانوا يستغلون شقة بالقرب من مكان وقوع الاعتداء كانوا بصدد الهجرة وتعرف عليهم بغرفة التوقيف للنظر، مضيفا أن المدعو (د.عبد الحق) قام بضربه بواسطة سكين على مستوى اليد عند نزوله من المركبة، وقد شاهد صديقه الضحية ملقى على الأرض والأشخاص السالفي الذكر ينهالون عليه بالضرب عندها قام بدوره بضربه باستعمال عصي كان يحملها معه ثم قاموا بالفرار معا.
شاهد يروي تفاصيل الجريمة ….!!!
تم سماع احد الشهود الذي عاش الواقعة و هو حارس بالحظيرة كاشفا أنه بتاريخ الواقعة في حدود الساعة السادسة مساءا شاهد مجموعة من الأشخاص يقدر عددهم بحوالي 20 شخصا من جنسية سورية أكراد يقيمون بإحدى العمارات بالحي الذي يزاول نشاطه
فيه وهم يحملون بأيديهم عصي خشبية وأربعة منهم كانوا يحملون أسلحة بيضاء كبيرة الحجم من نوع بوشية ويقومون بالاعتداء على شخصين من جنسية جزائرية وقامو بالاعتداء عليهما بالعصى ثم قام أحدهم بتوجيه طعنه على مستوى البطن للمرحوم الذي سقط أرضا بينما تمكن صديقه الثاني بالفرار على متن مركبة من نوع بيكانتو كان يقودها شخص ثالث، مضيفا أنه من بين الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء هو (د.مسلم) كان حاملا بوشية وهو من قام بالاعتداء على الشخص الثاني الذي تمكن من الفرار ثم رجع للشخص الأول المرحوم الذي كان ملقى على الأرض وقام بطعنه على مستوى البطن حتى خرجت أحشاؤه ،وقد كان يرتدي الفاعل قميص رياضي ابيض ثم لاذ الجميع بالفرار على متن ثلاثة سيارات إلى وجهة مجهولة،مضيفا بأنه في صبيحة نفس اليوم تقدم إليه نفس المتهم برفقة شخصين آخرين وطلب منه توفير لهم 07 أسلحة بيضاء من نوع بوشية مقابل تسليمه مبلغ مالي قدره 5000 دج،لكن و أثناء مواجهته بالمشتبه فيه قال أنه ليس هو نفس الشخص.
تقرير تشريح الجثة كشف عن وجود جرح عميق و نافذ على مستوى البطن مع نزيف داخلي حاد أدى إلى وفاته و أن الجرح كان بواسطة أداة حادة وثاقبة وان الوفاة كانت نتيجة إجرام عنيف.خلال جلسة المحاكمة أنكر جميع المتهمين الأفعال المنسوبة إليهم جملة و تفصيلا و أن لا علاقة لهم في الشجار و إنما هناك أشخاص آخرين تم إطلاق سراحهم و سماعهم كشهود فقط هم من قاموا بالاعتداء على الضحية حيث أكد المتهم الرئيسي أنه لم يقتل الضحية في حين لم ينكر مشاركته في الشجار و أنه كان حاملا عصا خشبية فقط و لا يعرف المتهمين الموقوفين معه في القضية متمسكا بسابق تصريحاته خلال التحقيق.من جهتهم أصدقاء الضحية أكدوا أنهم وقعوا بدورهم ضحية هؤلاء السوريين و تعرضوا للضرب و لم يكن بإمكانهم إسعاف صديقهم كون أن أحشائه كانت خارج جسمه .ممثل الحق العام خلال مرافعته اكد ثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة بين 5 و الإعدام ضد المتهمين ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب