بلديات غرب بومرداس تتطلع إلى تعزيز حركتها التنموية
تتطلع بلديات الجهة الغربية من ولاية بومرداس إلى تعزيز حركتها التنموية من خلال بعث و تثمين النشاط التنموي و الاستثمار الصناعي و إنجاز منشآت و مرافق البنية التحتية و مشاريع سكنية.ومن أهم البلديات المعنية، والتي يقطن بها أزيد من 500 ألف نسمة، أي أكثر من نصف عدد سكان الولاية، بلدية خميس الخشنة و بودواو و الأربعطاش و أولاد موسى و أولاد هداج و حمادي.وتمس البرامج التنموية، منها ما تم استلامه و ما هو في حيز الإنجاز أو قيد الانطلاق في الإنجاز، كل مناحي الحياة و من شأنها إعطاء انطلاقة تنموية حقيقية لهذه البلديات لتحقيق معظم طموحات قاطنيها.
ويذكر أن هذه البلديات، عانت خلال التسعينيات كغيرها من بلديات الولاية ولأكثر من عشرية من الزمن، من العزلة و الركود التنموي بعدما استهدفها الإرهاب في كل شيء، كما عانت من مخلفات زلزال مايو 2003.ومؤخرا، بدأت تشهد هذه البلديات، التي تكمن أهميتها من حيث موقعها كبوابة للجهة الغربية من الجزائر العاصمة، حركية تنموية، من خلال إنجاز و بعث مشاريع تنموية متنوعة.
واستفادت هذه البلديات، بما فيها مناطق الظل و النائية، في السنتين الأخيرتين من برامج تنموية محلية و قطاعية متنوعة، مست تقريبا كل مناحي الحياة من شأنها دعم التنمية المحلية و فك العزلة و تحسين الإطار المعيشي للمواطن.ومن أهم المشاريع التي يجري إنجازها حاليا وهي على مشارف التسليم و الدخول حيز الخدمة، محطتين من الحجم الكبير لضخ المياه الشروب لفائدة ما يزيد عن 30 ألف نسمة بمناطق الظل عبر بلديتي الأربعطاش و قدارة.ويتضمن المشروعان، حسبما أوضحه مدير الري، كمال عباس، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ، إنجاز زهاء 70 كلم من قنوات نقل المياه الشروب و 4 خزانات للمياه ذات سعة 500 م3 و 200 م3 بغلاف مالي قطاعي إجمالي يتجاوز 830 مليون دج.وعلى مستوى بلديات حمادي و أولاد موسى و أولاد هداج، يجري إنجاز مشروع مدرسة ابتدائية و متوسطة وإعادة تأهيل الملعب البلدي وتدعيم أرضيته بالعشب الاصطناعي إلى جانب مشروع إنجاز زهاء 3500 وحدة سكنية في مختلف الصيغ وقاعات للعلاج. واستفادت كذلك بلديات الأربعطاش و خميس الخشنة من عدة مشاريع هي في طور الانجاز، أهمها بئر ارتوازي و مشاريع لرفع نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي ومحول كهربائي ومركز تكوين مهني وإعادة تهيئة قاعة للرياضة و مشاريع سكنية في مختلف الصيغ و إنجاز و ترميم مدارس ابتدائية و التهيئة الحضرية لعدد من الأحياء.
استثمارات صناعية هامة
ومن بين المشاريع الاستثمارية الصناعية التي يعول عليها كثيرا لتعزيز الحركية التنموية بهذه البلديات و خاصة بمناطقها النائية أو المصنفة بمناطق الظل، حسبما عاينته وأج رفقة السلطات المحلية، من خلال زيارات ميدانية لهذه البلديات، مشروع إنجاز مصنع أو مخبر صيدلاني من الحجم الكبير بخميس الخشنة تابع لمجمع خاص، بقدرة إنتاج 150 مليون وحدة أدوية سنويا، يرتقب دخوله قيد الإنتاج نهاية السنة الجارية.
ومن شأن هذا المصنع الرائد وطنيا والتابع لمجمع “مارينال”، تغطية و إنتاج العديد من التخصصات الصيدلانية في مجالات علاجية مختلفة، لتلبية الاحتياجات الوطنية ودعم قدرات التصدير في المجال.وينسجم هذا المشروع الذي سيوفر زهاء 1000 منصب شغل مباشر، مع الاستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى تطوير الإنتاج الوطني للأدوية في الجزائر لخفض فاتورة الاستيراد و تعزيز الصادرات.
كما يجري إنجاز مشاريع استثمارية أخرى بهذه البلديات تتمثل أهمها في مشروع توسعة مصنع إنتاج الحليب ومشتقاته و آخر يتعلق بإعادة النشاط لمطحنة الحبوب التابع لمجمع صناعي عمومي بقدرة 2000 قنطار من القمح اللين.ويضاف إلى ذلك مشاريع أخرى تتعلق أهمها بصناعة الأثاث ومواد التجميل وتحويل الزيوت وكذا صناعة المنتجات الموجهة للصناعات الزراعية الغذائية والأدوات الصحية والتجهيزات الجماعية ومشروع إنتاج قطع الغيار الدقيقة وغيرها.وعبر عدد من المواطنين خلال تدخلاتهم أمام السلطات الولائية على هامش هذه الزيارات الميدانية، عن انشغالات متنوعة تمحورت في مجملها حول توفير السكن الاجتماعي والاستفادة من إعانات البناء الريفي، كما أشاروا إلى غياب مخططات المرور ما يسبب الاختناق بوسط المدن بهذه البلديات الغربية.
ورفع آخرون انشغالات أخرى تتعلق بوضعية مناطق النشاطات وظروف العمل الصعبة بها ونقص في المرافق الرياضية والعزلة التي تعاني منها بعض قرى البلديات من مختلف النواحي كغياب تهيئة الطرقات والإنارة العمومية وغياب وسائل النقل.كما شدد مواطنون آخرون على “ضرورة قيام منتخبي هذه البلديات بدورهم” من خلال التكفل بمشاكل النظافة العمومية و تسرب المياه القذرة على الهواء والقطع العشوائي للأشجار إلى جانب مشكل استغلال المحاجر و ما ينجر عن ذلك من تلوث و تأثير على البنايات المجاورة وتهشيم للطرقات.وطمأنت السلطات المحلية المواطنين، أنها ستتكفل تدريجيا و حسب الأولويات، بالإنشغالات المطروحة، لتحسين ظروفهم المعيشية و دفع عجلة التنمية لاستدراك النقائص.