شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، اللهجة مع مدراء الصحة الولائيين خلال لقاء تقييمي للوضعية الوبائية بالبلاد.وأكد الوزير على ضرورة عدم تكرار الأخطاء السابقة في مكافحة فيروس كورونا في حال قدوم الموجة الرابعة، خاصة فيما يخص مشكل نقص الأكسجين الطبي.
كما عبر بن بوزيد عن غضبه بسبب رفض المستشفيات استقبال المرضى بحجة عدم وجود الأسرة قائلا: “من غير المعقول أن يطالب أحدهم بسرير ويتم رفضه على أساس عدم وجوده. ثم نتصل نحن من الوزارة ويتم إبلاغنا بوجود أسرة”.واقترح نفس المتحدث تخصيص مستشفيات خاصة لمرضى “كوفيد-19” من أجل العناية بهم بشكل أحسن، منتقدا في الوقت نفسه ضعف رقمنة المستشفيات الذي يتيح الاطلاع على الأسرة الشاغرة لتحويل وتوجيه المرضى إليها.
وخلال اجتماع تقييمي مع مدراء الصحة للولايات ومدراء المستشفيات، عبر تقنية التحاضر عن بعد، بحضور إطارات الإدارة المركزية وأعضاء من اللجنة العلمية، حذر السيد بن بوزيد مدراء المستشفيات من رفض استقبال أي مريض أو تحويله إلى مستشفى آخر تحت مبرر “عدم وجود الأسرة الكافية”.وأوضح قائلا: “إذا كانت هناك حالات استثنائية، فإن المستشفى مطالب بإجراء اتصالاته لضمان سرير للمريض في مستشفى آخر مع التكفل بنقله في سيارة إسعاف”.وتحسبا للموجة الرابعة من وباء كوفيد-19، أكد الوزير على “ضرورة عدم تكرار الأخطاء والنقائص التي سجلها القطاع خلال الموجة الثالثة للفيروس”، مشيرا إلى “توفر كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لمواجهة الوباء”.
واعتبر في هذا الإطار أن “أكبر مشكل واجهته الجزائر شهر يوليو الماضي كان نقص الأكسجين”، داعيا مدراء المستشفيات إلى “التجند وتوفير الكميات اللازمة، خصوصا في ظل ارتفاع الإنتاج مقارنة بالسابق، مع اختيار الجودة والنوعية، إلى جانب توفير العدد الكافي من أسرة الإنعاش”.كما لفت الوزير إلى “إمكانية الاستعانة بالأسرة العادية للإنعاش في حال توفر الكميات اللازمة من الأكسجين لتجنب النقص الذي عرفته المستشفيات خلال الموجة الثالثة”، مبرزا أن “بعض الأخطاء التي وقعت كان سببها سوء التسيير”.
وعاد السيد بن بوزيد بالمناسبة للتذكير بتعليماته السابقة المتعلقة بتخصيص مستشفيات ومصالح خاصة بكوفيد-19، وذلك حسب التعداد السكاني والحالات المسجلة بها ودون المساس بالتخصصات ذات الأهمية الكبرى، على غرار مصالح مكافحة السرطان، أمراض النساء والتوليد، الإنعاش، الجراحة العامة، الاستعجالات وطب الأطفال.وكشف في هذا الصدد أنه تم تخصيص 5 مستشفيات لمكافحة الوباء بالعاصمة ومستشفيين (2) على الأقل في كل ولاية تجنبا للضغط.كما وجه تعليمات إلى مدراء الصحة بضرورة معالجة “الاختلالات” الموجودة على مستوى كل ولاية وتوفير “كل الوسائل والمستلزمات” لضمان العلاج للمرضى.وبذات المناسبة، وجه السيد بن بوزيد تعليمات تقضي بضرورة تزويد جميع المستشفيات بمخزون من الأدوية اللازمة، خصوصا تلك المتعلقة بمضادات التخثر، مؤكدا استعداد الوزارة لمرافقتهم وتوفير ما ينقصهم من الاحتياجات.وبهدف التكفل الأنجع بالمرضى، دعا الوزير إلى تكليف فريق مناوبة على مستوى كل مديرية صحة عبر الولايات للإجابة يكون في الإصغاء على مدار 24 ساعة لانشغالات المواطنين.وشدد السيد بن بوزيد على ضرورة “التأهب والاستعداد التام والمستمر، لاسيما على مستوى الاستعجالات، لمواجهة أي طارئ، خاصة وأن المعركة ضد الفيروس –كما قال– “مازالت مستمرة وعدد الحالات في ارتفاع”.
محمد.ل