
دعت الجزائر على لسان الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إلى التصرف بشكل سريع ومنع المزيد من التدهور في قطاع غزة.وجدد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، يوم الاثنين بنيويورك، التأكيد على حتمية وقف اطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا، دون شروط، لا سيما في ظل انخفاض تدفق المساعدات الانسانية الى القطاع.
وقال بن جامع في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الامن الدولي، حول “الوضع في الشرق الاوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”، أنه “لا بد من تناول مسألة جد خطيرة اثر فقدان ستة عمال من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) مؤخرا”، والتي اعتبرها “مسألة لا تستدعي فقط الإدانة بل تذكرنا بشكل صارخ بالتآكل الخطير للمعايير الدولية التي لطالما سعينا لإرسائها”.وأضاف الدبلوماسي أن هذه الحادثة, إضافة إلى الهجمات على الأفراد العاملين في المجال الإنساني, بما في ذلك القافلة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي, “ما هي إلا خنجر في صميم مبادئ القانون الإنساني الدولي”.
وعليه -يقول السفير بن جامع- “اننا نقف اليوم أمام منعطف خطير, فكلما طال أمد الافلات من العقاب, رأينا أن القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ستصبح غير ذات أهمية ولا يكترث لها”.وبعدما أشاد بجهود تنفيذ القرار الأممي 2720 “الذي ولد من رحم نية حسنة وسعى لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى سكان غزة الذين يتضورون جوعا”, لفت إلى انه بعد انقضاء تسعة أشهر من تبني الوثيقة, “يجب علينا أن نواجه الواقع المرير”.
واسترسل بالقول إن الآلية التي تم تأسيسها, على الرغم من أنها “سليمة من الناحية العملية, الا أنها لم تحقق النتيجة المرجوة” حسب ما تؤكده الأرقام التي تذكر بهذه الحقيقة الدامغة وهي ان “توصيل المساعدات بمعدل يومي قد انخفض منذ اعتماد القرار 2720 في شهر ديسمبر الماضي, حيث اكدت بيانات الامم المتحدة دخول 62 شاحنة فقط الى القطاع بشكل يومي خلال الايام العشرة الأولى من شهر سبتمبر وذلك مقارنة ب97 شاحنة في ديسمبر من عام 2023”.وأبرز بن جامع أنه قبل اعتماد القرار, تم تسجيل دخول أكثر من 500 شاحنة العام الماضي يوميا, منتقدا “سياسة السلطة القائمة بالاحتلال الذي بات تعاونها ضروري من اجل تيسير الجهود الإنسانية بدلا من الوقوف في وجهها”.
وأضاف : “يجب علينا ان نعترف بأن جهودنا لكي نواجه ازمة سياسية, باستخدام الأدوات والسبل الإنسانية واللوجستية البحتة, قد ثبت أنها غير كافية”, مجددا التأكيد على حتمية وقف اطلاق النار في قطاع غزة دون أي شروط.وعلى الرغم من هذه الظروف “الحالكة”, يقول الدبلوماسي الجزائري, “نرى بارقة أمل من خلال حملة التحصين ضد شلل الأطفال والتي بلغت الى غاية 13 سبتمبر أكثر من 560 ألف طفل من إجمالي 625 ألف طفل في قطاع غزة”, مبرزا ان هذه الحملة هي “برهان على ما يمكن ان يتحقق اذا توفرت الإرادة السياسية”.وهنا, تطرق بن جامع إلى نقطة مهمة وهي “عدم الاستغناء مطلقا عن دور الاونروا, وهو ما رأيناه في اطار حملة التحصين ضد مرض شلل الأطفال”.وتابع السيد بن جامع أن “الدرب امامنا واضح ولكنه معبد بالعديد من التحديات, وبالتالي فإن الوفاء بالولاية التي نص عليها القرار 2720 لا تتطلب فقط التوصل إلى وقف اطلاق النار, بل إنما تتطلب أيضا عودة الاستقرار في غزة وتنفيذ خطة إعادة أعمار شاملة منسقة بشكل جيد”.وختم الدبلوماسي الجزائري بالقول أن المجتمع الدولي “يتحمل مسؤولية ثقيلة حيث يجب العمل بلا كلل نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار و إرساء أسس لمستقبل أكثر استقرارا و ازدهارا للمنطقة”.
محمد/ل