الثقافةعاجل

بن دودة:”ثورة نوفمبر لم تكن ثورة نار ودم فقط بل كانت بالكلمة والصورة… والسينما امتداد لرسالتها الإنسانية..”

أكدت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، في كلمتها خلال افتتاح الطبعة الثالثة عشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، مساء الخميس 30 أكتوبر، أن هذا الحدث السينمائي يشكل فضاء فنيا راقيا يعبر عن روح التحرر والإبداع، ويتزامن مع الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، التي وصفتها بأنها إحدى أعظم ثورات القرن العشرين، ليس فقط لأنها كانت ثورة نار ودم، بل لأنها كانت أيضا ثورة ناعمة حملتها الكلمة والأغنية واللوحة والكاميرا.

تحت شعار الفن المقاوم وصوت الحرية، افتتحت مساء الخميس  فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي يحتفي هذا العام بعدة رموز من الفن السابع العربي، ويجمع تحت سقفه نخبة من المبدعين والمخرجين والنقاد من مختلف الدول العربية والأجنبية. جرت مراسم الافتتاح في أجواء احتفالية راقية عكست مكانة المهرجان كأحد أبرز التظاهرات السينمائية في المنطقة، بحضور عدد من الشخصيات الفنية والثقافية، وضيوف من داخل الوطن وخارجه.

في كلمتها الافتتاحية ، أكدت الوزيرة أن هذا التجمع الفني الرفيع يتزامن مع مناسبة غالية على قلوب الجزائريين والعرب كافة، وهي الذكرى الحادية والسبعون لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، قائلة:

“لم تكن ثورة نوفمبر ثورة نار ودم فحسب، بل كانت أيضا ثورة ناعمة حملتها الكلمة والأغنية واللوحة والكاميرا، واستطاعت أن تتحول إلى ظاهرة إنسانية عالمية بفضل ثقافتها الراقية ودبلوماسيتها الرفيعة.” معتبرة أن الإبداع في مجالات الصورة والكلمة هو شكل من أشكال المقاومة، وقالت: ” بالكلمة نروي قصص كفاحنا، فالفن حين يكون صادقا يصبح سلاحا في وجه النسيان والتزييف.”

كما تطرقت الوزيرة إلى الوضع الإنساني في غزة، مؤكدة أن ما يشهده العالم اليوم من مأساة يكشف عن يقظة ضمير إنساني واسع يرفض الوحشية الصهيونية، مضيفة أن “الفن هو صوت الحرية حين يصمت السلاح، وهو الذي يذكر العالم بأن العدالة لا تموت.”وتابعت الوزيرة  حديثها قائلة إن السينما العربية تواجه اليوم تحدي الذاكرة في زمن النسيان، داعية المبدعين إلى أن يكونوا حراس الحقيقة ورواة التاريخ وصناع الأمل. وأبرزت أن مهرجان وهران ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هواستمرار لمسيرة نوفمبر التي تقول للعالم إن شعوبنا ترفض الظلم وتنتصر للعدالة وتصنع مصيرها بالإبداع والروح والإنسان.

و شهدت سهرة الافتتاح عرضا فنيا متنوعا جمع بين الموسيقى والصورة، وخصصت إدارة المهرجان تكريما لعدد من الأسماء البارزة في السينما العربية التي تركت بصمتها في تاريخ الفن السابع، تأكيدا على الوفاء لذاكرة الإبداع العربي المشترك.

ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات المهرجان على مدار أسبوع كامل، من خلال عروض أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية، إلى جانب ورشات وندوات فكرية تبحث في دور السينما في الدفاع عن القضايا الإنسانية والهوية الثقافية، بمشاركة نخبة من النقاد والمخرجين من الجزائر، تونس، مصر، لبنان، فلسطين.وبذلك تؤكد وهران، عاصمة البحر والسينما، من خلال هذه الطبعة الجديدة، أنها منبر دائم للفن العربي .

ب. ليلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى