أنهى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية, عبد الحميد الدبيبة, مساء يوم الأحد, زيارته الرسمية إلى الجزائر و التي أفضت إلى الاتفاق على إعادة تفعيل العديد من الاتفاقيات الثنائية و كذا تحديد سبل إعادة فتح المعابر الحدودية و استئناف الرحلات الجوية بين العاصمتين.
وكان السيد الدبيبة قد حل, السبت, في زيارة رسمية للجزائر دامت يومين, على رأس وفد هام, استقبل خلالها من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.وقد تناولت المحادثات “سبل تكثيف التعاون الثنائي ودعمه في كل المجالات، لا سيما التنسيق الأمني ومحاربة الجريمة العابرة وحماية الحدود المشتركة، وكذا زيادة التبادل التجاري من خلال فتح المجال الجوي ومنافذ أخرى يمكن فتحها”, حسب ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية.كما شكلت هذه الزيارة كذلك, فرصة لتأكيد “دور الجزائر المحوري في تعزيز المصالحة الليبية-الليبية واستكمال مسار الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية”.هذا و تحادث وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن مع وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج، حيث تطرق بن عبد الرحمن إلى إعادة النظر في الأطر القانونية الحالية.وأوضحت وزارة المالية في بيان لها، أن المحادثات جرت، بحضور إطارات الوزارتين، حيث تطرق الوزيران إلى مختلف القضايا التي تهم القطاعين بما يكفل للعلاقات بين البلدين السمو إلى مستوى الطموحات في مجال تشجيع الاستثمارات وحماية المستثمرين.
وذكّر وزير المالية بالأطر القانونية الموجودة حاليا وضرورة إعادة النظر في مجملها، حيث اتفق الطرفان على ضرورة تحيين اتفاقية منع الازدواج الضريبي والتي يعود تاريخ الإمضاء عليها إلى 1988.كما اتفق الطرفان على ضرورة الإسراع في وضع الإجراءات اللازمة من أجل فتح المعبر الحدودي دبداب-غدامس لتسهيل عبور البضائع و ذلك بتوفير مختلف الآليات الجمركية من الطرفين.كما أشار بن عبد الرحمن إلى أنه تقرر فتح وكالة بنكية على مستوى الدبداب لتسهيل الإجراءات البنكية المتعلقة بالتوطين ومتابعات للعمليات المصرفية المرتبطة بالتبادلات بين البلدين.من جهة أخرى، تطرق الجانبان إلى العلاقات البنكية التي تربط البلدين، حيث أكد وزير المالية على ضرورة تفعيل الشراكات البنكية الموجودة و إعطائها البعد الإستراتيجي و التجاري الذي يسمح بتسهيل المعاملات البنكية للمستثمرين من البلدين.كما أكد على رغبة الجزائر في إحداث وكالات بنكية على مستوى القطر الليبي، وفي هذا المجال أكد الوزير الليبي للاقتصاد والتجارة على سداد هذه الرؤية واقترح أن يتم تجسيد هذا الإقتراح عن طريق إنشاء بنك مشترك جزائري- ليببي برأس مال خاص أو عمومي خاص.و في الأخير أكدا الوزير على ضرورة وضع رزمانة زمنية لتنفيذ كل الإقتراحات المذكورة لتجسيدها على أرض الواقع في أقرب الآجال خدمة للعلاقات الأخوية والإستراتيجية بين البلدين .
وفي ختام زيارته للجزائر, ترحم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على أرواح شهداء الثورة التحريرية, بمقام الشهيد (رياض الفتح), مع قيامه بزيارة المتحف الوطني للمجاهد و المتحف المركزي للجيش.وقد كان للوزراء الليبيين الذين قدموا إلى الجزائر ضمن هذا الوفد, لقاءات ثنائية مع نظرائهم الجزائريين على غرار وزيرة الخارجية, نجلاء المنقوش التي ثمنت -في اجتماعها مع نظيرها صبري بوقدوم- دور الجزائر “الثابت” و”عملها الدؤوب للحفاظ على السيادة الليبية و وحدتها الترابية و صيانة استقلالها” و كذا “تضامنها اللامحدود من أجل تحقيق المصالحة الوطنية”.
محمد/ل