تحضيرات و معارك ضخمة صاحبت فترة فتح وهران و طرد الإسبانيين منها
لقد كان صالح رايس معروفا عند الشعب الجزائري وعند رجال الإدارة والحكم، كيف لا وهو أحد الرجال الأبطال الذي كان رفقة عروج وخير الدين وجاهد معهم في كل الميادين، وكان يمتاز بقيادة الحكيمة في البحر والبر.
محاولات إسترجاع وهران :
أخد صالح رايس في تعبئة حوالي سبعين سفينة لغزو وهران أما جيش المجاهدين فبلغ عشرة آلاف مقاتل (حسب أحمد توفيق مدني )وهناك من قال أربعين ألف جندي،بينما صالح رايس يستعد لفتح وهران، فإذا بالطاعون ينهي حياته، فالقدر لم يمهله، فتوفي عن عمر يناهز سبعين عام سنة 1556م.فخلف صالح رايس في مهمة فتح وهران حسن قورصو بعد أن نصبه السلطان العثماني علي عرش الجزائر سنة 1556م(باي لرباي ).فتوجه بنفسه علي رأس حملة شديدة إلي وهران وكان مرافقا له القائد يحي.
فحوصرت وهران حصارا شديدا، فتم فتح حصن رأس العين حسب يحي بوعزيز (أما أحمد توفيق مدني يقول ان حصن صانطوس الذي تم فتحه ).كاد حسن قورصو أن يدرك النصر ويطرد الإسبان من وهران، لولا أن السلطان العثماني طلب منه رفع الحصار والعودة إلي الجزائر، لمقابلة أعداء الخلافة الإسلامية الذين إجتمعوا في قوة تحت قيادة 《 أندري دوريا 》فاضطر حسن قورصو رفقة القائد يحي لرفع الحصار عن وهران ، بداعي واجب الجهاد والدفاع عن دار الخلافة وطاعة لأوامر السلطان العثماني .
الولاية الثانية لحسن باشا بن خير الدين
تقلد حسن باشا بن خير الدين منصب البيلرباي مرة ثانية سنة 1557م ،وفرح أهل الجزائر لولايته، لما عرفوه عنه من حسن تسيير شؤون الدولة وحزمه الشديد ، وكان من رجال الأتراك الممتازين في وضع أسس النضم الإدارية لدولة التركية وكذلك كون والدته جزائرية .
شرع حسن باشا بن خير الدين بتنظيم المخازن وزيادة في مرتبات ورفع أجور الجيش ، وإنشغل بمحاربة دولة السعديين ،فقام بطردها من تلمسان بل غزاها في عقر دارها بمراكش وقضي علي سلطانها (سلطان مراكش) سنة 1557م..
في سنة 1558م جمع حسن بن خير الدين قوة كبيرة ليهجم بها على وهران .فسمع حاكم وهران الإسباني بالأمر، فأعد قوات ضخمة إتجه علي رأسها نحو مستغانم ،حتي يتم إعتراض علي أسطول حسن بن خير الدين هنالك قبل وصوله إلي وهران.
معركة مزغران في سنة 1558م غ
ادر الحاكم الإسباني 《الكونت الكوديت》وهران علي رأس قوة عسكرية كبيرة متجها نحو مزغران وفتحها دون أية مقاومة وأخدوا منها الأحجار ليصنعوا القذائف .فشجع هذا الإنتصار جيش الإسباني وقائدهم علي مواصلة مسيرتهم نحو مستغانم بفتحها.لكنه فشل في تحقيق ذلك الحاكم الإسباني لوهران لأن حسن بن خير الدين عرف كيف ينضم المقاومة وكان جنوده يدافعون عن المدينة بطرق بطولية وأكثر عزيمة ، والكونت الكوديت ينتظر وصول أسطول عسكري حتي يقوم بهجوم الثاني ،لم يستطع الوصول إلي مبتغاه (حاكم وهران ) لأن حسن بن خير الدين إعترض علي هذا الأسطول في خلبج أرزيو وإستولي عليه ، ففشل الجيش الإسباني في إكتساح مستغانم ،بل وإنهزموا هزيمة شنيعة ،فإنسحبوا إلي قرية مزغران خاصة ان الجيش الأتراك تدعم بجنود من القبائل المجاورة.
تعرض الجيش الإسباني إلي كارثة أخري في مزغران وقتل الكثير من جنوده وأسروا آخرين بعد ان اوقدت النيران في مخازن البارود فانفجرت وكان عدد القتلي والأسري فاق أثني عشر ألفا حسب ما جاء به أحمد توفيق مدني أما بن ميمون ذكر ثمانية مئة قتيل والبقية أسروا كلهم ، وقتل كذلك حاكم وهران الإسباني (الكونت الكوديت )وتم أسر إبنه (دون مارتان )،ثم أطلقوا سراحه وسلموا له جثة أبيه . وفي يوم 26أوت 1558م إحتل الأتراك نواحي مازغران هذا ما ذكره المؤرخ والجنرال ديديي وكذلك أحمد توفيق مدني وبن ميمون….(يتبع)
بقلم: بركان كراشاي هارون