الوطني

 ترقية اللغة الأمازيغية مرهون بمدى استعمالها اليومي في المؤسسات الاجتماعية والتربوية

تظل مسألة ترقية اللغة الأمازيغية والمحافظة عليها مرهونة بمدى استعمالها اليومي في المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية للبلاد, حسبما يرى عديد الناطقين بهذه اللغة بمنطقة وادي ميزاب (غرداية).

وأوضح طلبة في تصريحات لـ”وأج” بمناسبة الاحتفالات المزدوجة باليوم العالمي للغة الأم (21 فبراير) وأسبوع اللغات الإفريقية أن المكاسب المحققة فيما يتعلق بدسترة وترقية اللغة الأمازيغية “يتوجب دعمها وتشجيعها بشكل استباقي من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي والأدبي والسينمائي والموسيقي في المتغير الأمازيغي المحلي”.

بالنسبة لسكان غرداية الناطقين بالأمازيغية, فإن هذه اللغة مستعملة بكثرة في أوساطهم في مختلف المستويات, لاسيما في التجمعات واللقاءات الاجتماعية وكذا التواصل بواسطة وسائل الإعلام الآلي والمواقع الإلكترونية والإذاعة وغيرها, فضلا عن انتشار أغاني محلية باللغة الأمازيغية التي كانت في السابق تعتبر من بين الطابوهات.وفي هذا الجانب, يرى يوسف لعساكر, أحد المهتمين باللغة الأمازيغية ” أن الأغاني والأناشيد الأمازيغية المحلية ساهمت في تخليد هذه اللغة على مر العصور”, لافتا إلى أنه “لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يتعين القيام بها من أجل ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية في المنطقة”.

وسمح التغير التدريجي في الذهنيات باتخاذ خطوة هامة في تسعينيات القرن الماضي في مجال الفن, من خلال بروز عديد الفنانين الشباب الذين يؤدون أغانيهم باللغة الأمازيغية المحلية, مما ساهم, حسبه, في المحافظة عليها وتعزيز مكانتها.وبشأن تعليم اللغة الأمازيغية في غرداية, أوضح من جهته مفتش اللغة الأمازيغية بقطاع التربية بالولاية ماسينيسا واعلي, أن ما لا يقل عن ستة (6) آلاف طالب يدرسون حاليا المتغير المحلي في منطقة ميزاب, ويؤطرهم نحو 40 أستاذا ومعلما وفقا برنامج أعدته الوزارة الوصية.

واعتبر السيد واعلي أن مسألة ترقية اللغة الأمازيغية ينبغي أن تمر من خلال “إعادة الاعتبار إلى النشاطات الثقافية والفنية, فضلا عن الممارسة اليومية لها”.وقال: “لقد استخلصت من خلال خبرتي المهنية أن الفنون الدرامية والمسرح والإنتاج الأدبي هي وسائل مناسبة من شأنها أن تعمل على تطوير اللغة الأمازيغية التي تعد رأس مال أساسي لشخصيتنا وهويتنا”.

 

 

خطوات هامة في مسار تعليم اللغة الأمازيغية

 

 

حققت الجزائر “تقدما معتبرا” في مجال تعليم اللغة الأمازيغية وتعزيز مكانتها وإثرائها, في كل متغيراتها ألـ13 التي يتحدث بها عبر مختلف مناطق الوطن, كما أكد بدوره أستاذ متقاعد بغرداية.وأشار في هذا الصدد الأستاذ نور الدين سماوي ” أن  تطوير الثقافة الأمازيغية بحاجة إلى تضافر جهود جميع الفاعلين, من مؤسسات وأفراد وجماعات”.وأشار في ذات السياق أن “الاستعمال اليومي لهذه اللغة وكذا الإبداع الثقافي سيساهمان وحدهما في الحفاظ عليها”.وبرأيه, فإن تعزيز مكانة الثقافة واللغة الأمازيغية في النسيج الثقافي الوطني يتطلب إنجاز دراسات بحثية لغوية, وإنتاج أدبي وتشجيع الترجمة من لغات أخرى, فضلا عن تكوين الأساتذة والمعلمين, مع تشجيع الأفراد على المطالعة.

من جانبه, أشاد السيد أ- بكير, العامل بالإذاعة المحلية, بإدراج اللغة الأمازيغية في المناهج المدرسية بالولاية, مشيرا في هذا الشأن أن الإذاعة المحلية تؤدي هي الأخرى دورا بارزا من خلال بث برامج يومية مخصصة للمرأة والأسرة, إلى جانب برنامج إعلامي باللغة الأمازيغية.

وأكد أن الإنتاج الإعلامي المتنوع الموجه للجمهور الواسع الناطق باللغة الأمازيغية عبر القناة الرابعة التابعة للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري التي تبث يوميا برامج إعلامية وثقافية وترفيهية, بالإضافة إلى إطلاق وكالة الأنباء الجزائرية لموقع إلكتروني باللغة الأمازيغية بمتغيراتها, عناصر أتاحت الفرصة للمهنيين بقطاع الاتصال والجمهور للاطلاع على الأخبار.وبالإضافة إلى ذلك, فإن عديد الأشخاص في المجتمع المحلي يستخدمون اللغة الأمازيغية عبر وسائل التواصل الإجتماعي وخدمة الرسائل النصية القصيرة في الحملات الإعلامية التحسيسية والتجارة.

ق.ح/الوكالات

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى