حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار و الترصد ،السرقة باستعمال العنف و التعدد المتابع فيها ثلاث متهمين و الذي راح ضحيتهم شيخ في الثامنة و السبعين من عمره، أين قضت بمعاقبة جميع المتهمين بالإعدام مع عدم استفادتهم من ظروف التخفيف .
بالرجوع إلى تفاصيل القضية فتعود لتاريخ العشرين أكتوبر من سنة 2023 على الساعة السابعة والنصف صباحا عندما تقدم إلى مصالح الأمن الحضري لسيدي البشير بوهران شخص للتبليغ عن العثور على والده جثة هامدة داخل فناء حديقة منزله بدوار البواشخة بحي بن داود بسيدي البشير ليتنقل عناصر الشرطة لمكان الجريمة ليجدوا الضحية البالغ من العمر قيد حياته 78 سنة ممدا على الأرض دون حركة و يده اليسرى مكبلة بقميص كان يرتديه يبدو انه،فارق الحياة ويبدو على رأسه أثار التعنيف والرقبة و ساعد ذراعه الأيسر و بينت شهادة الوفاة أن سبب الوفاة هو تعرض الضحية للتعنيف لينقل الضحية لمصلحة حفظ الجثث،ليتم فتح تحقيق و سماع ابن الضحية صرح أنه وفي حدود الساعة السادسة و خمسة و أربعين دقيقة صباحا سمع طرقا على الباب بقوة بمنزله القريب من بيت والده المتوفي وعند فتحه للباب وجد زوجة أبيه تصرخ قائلة أن أشخاصا قاموا بالولوج لداخل منزل والده و حاولوا خنقها و سرقة ما لديهم و لما توجه برفقتها لمنزل والده وجد أغراض المنزل مبعثرة و عند سؤالها عن والده أجابته أنها لا تدري مكان تواجده ليباشر البحث عنه في كامل أرجاء المنزل و عند توجهه لفناء منزل والده وجده ملقى على الأرض و به أثار الضرب على مستوى الجبهة و الرقبة ليتوجه لمصالح الشرطة للتبليغ،من جهتها زوجة الضحية صرحت أنها بتاريخ الوقائع على الساعة السادسة و الربع صباحا و بينما هي نائمة بغرفة نومها دخل عليها ثلاثة أشخاص كانوا ملثمين و يرتدون ملابس داكنة قام أحدهم بتغطية فمها تجنبا لصراخها مهددا إياها بواسطة سلاح أبيض ليسألها عن مكان تواجد الأموال لترد أنه لا وجود للمال بمنزلها ليقوموا بتفتيش البيت كاملا ليستولوا على هاتفين نقالين ملكها و ملك زوجها كانا فوق الطاولة بغرفة نومها ليستولوا كذلك على جهاز تسجيل كاميرا خارجية ليفروا بعدها.
بعد تكثيف التحريات من قبل الضبطية القضائية تم التعرف على هوية الفاعلين و توقيفهم،و لدى سماع المشتبه فيه الأول اعترف بقتله للضحية برفقة شريكيه ، مضيفا أنه منذ ثلاثة أيام قبل تاريخ الوقائع التقى بهما ليخبره أحدهما بأن الضحية قام ببيع قطعة أرض ملكه بمبلغ معتبر و بأن الأموال متواجدة بمنزله العائلي ليلتقوا و اتفقوا على اقتحام منزل الضحية ليلتقوا على الساعة الرابعة صباحا بالقرب من المدرسة الابتدائية بحي البواشخة ليتوجهوا مباشرة لمنزل الضحية ثم صوب قطعة أرضية ملك له بها باب حديدي كبير ليتوغلوا داخل المنزل عن طريق تسلق نافذة تؤدي إلى مستودع المنزل مرتدين قفازات قام هو بوضع قميصه على رأسه لتخبئة وجهه كما وضع شريكه قناع واقي على وجهه وبقوا في انتظار الضحية وترصده ليخرج من فناء منزله ليتهجم عليه المتهم الثالث من الخلف ليقوم بخنقه و ساعده الثاني ليتوجه هو لداخل المنزل ليجد زوجة الضحية نائمة ليخرج لتبليغ شركائه ليجدهم قد كبلوا الضحية ووضعا على فمه قطعة قماش من القميص الذي كان يرتديه ليدخلوا لغرفة نوم زوجته لتستفيق من نومها ليضع شريكه الثاني يده على فمها طالبا منها عدم الصراخ ليسألوها عن مكان تواجد الأموال لترد أن أحد أبناء الضحية أخذ الأموال ليقوم بتفتيش كامل المنزل ليستولوا على مبلغ 40.000 دج و جهاز قراءة الكاميرا و كذا هاتفين نقالين و عند مغادرتهم للمنزل تفقدوا الضحية فوجدوه ساكنا لا يتحرك ليفروا من الباب الحديدي متوجهين لمنزل ثالثهما لتقاسم المسروقات و هذا ما أكده المتهم الثاني و صرح أنه يعمل في مجال البناء بمنزل ابن الضحية كما أن سابقه كان أيضا يعمل بمنزل ابن الضحية في مجال الكهرباء و أنهم علموا من السالف ذكره كانت لديه معلومات بان الضحية يحوز على أموال معتبرة يخبئها داخل منزله ليبدءا بالتخطيط لسرقة الضحية.
خلال جلسة المحاكمة تمسك المتهم الأول و الثاني بسابق تصريحاتهما و أن ثالثهما هو من قام بخنق الضحية،لكنه هذا الأخير أنكر ما جاء على لسان شريكيه و أنهما قاما بتوريطه ظنا منهما أنه من ابلغ عنهما و كذا بسبب رفضه بيعهما الأقراص المهلوسة لعدم دفع مستحقاتها.ممثلة الحق العام خلال مرافعتها تطرقت لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسة توقيع عقوبة السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب
