من دون مفاجأة تمكن المنتخب الوطني بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش من ترسيم التأهل لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية 2026 وهذا بعد الفوز المحقق أمسية الخميس بالمركب الرياضي هدفي ميلود بالباهية وهران بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد من توقيع عمورة على مرتين والقائد رياض محرز.
وكما كان منتظرا كان المركب الرياضي هدفي ميلود مملوء عن آخره بمحبي الخضر والذين حلّوا بالباهية وهران من جميع أنحاء الجزائر رغم أن معظم الأنصار كانوا من أبناء الباهية والذين كان في قمة السعادة باستقبال رفقاء محبوب الجماهير، يوسف بلايلي، وأن يرسم اللحاق بالمونديال لخامس مرة في تاريخ الكرة الجزائرية من الباهية وهران مثلما كان في 82 من قسنطينة. وعاش مركب هدفي ميلود أجواء بهيجة من الصبيحة إلى السهرة وما بعد اللقاء، خاصة وأن مدينة وهران عرفت الاحتفالات بعد نهاية المواجهة والكل كان سعيد بهذا التأهل.
فيما يخص اللقاء في حد ذاته كان شكليا لأن الكل يعرف أنه لا وجود لمجال المقارنة بين “الخضر” ومنتخب يتواجد في المراتب الأخيرة من ترتيب الفيفا، خاصة وأن رفقاء محرز سهلوا المهمة على أنفسهم من البداية، رغم أن المنتخب المنافس كان منظم جيدا فوق المستطيل الأخضر وحاول من البداية غلق المنافذ لتصعيب مهمة الخضر في هذا اللقاء، لكن بعد توغل “الكابتن” من الجهة اليمنى لمنطقة العمليات نحو بونجاح برأسية، الحارس يرد الكرة في أرجل “الفتى” عمورة الذي يؤكد علوّ كعبه وأنه هدف حقيقي ويفتتح باب التسجيل في الدقيقة السابعة مفجرا ملعب هدفي ميلود ومانحا الطمأنينة للجميع أن مونديال أمريكا يقترب أكثر فأكثر.
وقد تواصلت سيطرة الخضر باحثين عن الهدف الثاني للطمأنينة وبعد عدة محاولات جاء هذا الهدف بعد عمل من الجهة اليسرى وتوغل في منطقة العمليات الكرة تصل إلى القائد رياض محرز والذي من دون عناء يضع الكرة في الشباك ويشعل الأضواء من جديد في وضح النهار بالباهية بتسجيل الهدف الثاني.
وقد بقيت الكرة جزائرية، لكن حدث نوع من الفتور في اللعب وتضييع بعض الفرص من أبرزها فرصة بغداد بونجاح وأيضا كرة شايبي التي اصطدمت بالقائم لينتهي الشوط الأوّل بهذا التفوق بهدفين دون رد، في الوقت الذي كان الحاسر أليكسندر قندوز في راحة، رغم أنه كانت محاولة من المنافس وهذا بعد خطأ ارتكبه الوافد الجدد بلغالي ولكن المحاولة مرّت بسلام.
في الشوط الثاني، دخل الخضر بنفس العناصر وبقي يبحث عن الهدف الثالث وكان له ذلك عن طريق “الطفل”، عمورة الذي إثر فتحة من الجهة اليمنى من القائد رياض محرز يتمكن من إضافة الثالث والثامن له منذ بداية تصفيات المونديال.
بعدها قام الناخب الوطني بإقحام كل من بلايلي، حاج موسى، غويري، مازا وياسين بن زية، وهذا ما أعطى حركية جديدة للقاطرة الأمامية التي صنعت العديد من الفرص، لكن للأسف الفعالية كانت غائبة وانتهت المواجهة بهذا الفوز الكبير بثلاثية نظيفة ما يرسم تأهيل الخضر للمونديال وسط فرحة عارمة بالملعب وبكل الباهية وهران، رغم أن اللقاء في حد ذاته كان شكلي أمام منافس جد متواضع، لكن التأهل للمونديال يبقى حدث كبير نجح الخضر في تحقيق لخامس مرّة في تاريخهم، وهذا بعد غياب دام سنة لدورتين كاملتين ومن دون أن ننسى خيبة البليدة أمام الكاميرون.
الآن الخضر سيسعى لكي ينهي التصفيات بفوز ضد أوغندا كما جاء في تصريحات بيتكوفيتش بعد نهاية اللقاء وبعدها سيضع الجميع المونديال جانبا ويبدؤون التفكير في تحضير نهائيات كأس أمم إفريقيا مع نهاية سنة 2025 وبداية 2026…
ل.عبد القادر
