
حققت محكمة الجنايات الإبتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية محاولة الاغتيال المتابعة فيها سيدة في الأربعينيات من عمرها أين قضت بإدانتها ب 15 سنة سجنا .
تعود وقائع القضية لتاريخ الواحد و العشرين جوان من سنة 2024عندما تقدم شخص أمام مصالح الأمن من أجل الإخطار عن تعرض ابنته القاصرة إلى الحرق العمدي بالماء الساخن بداخل مسكنه العائلي الكائن بالسانيا أين تم إدماجها بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الحروق ولدى سماعه صرح أنه بتاريخ الوقائع في حدود الساعة 15 : 06 صباحا بينما كان متواجد بمحل إقامته حتى سمع ابنته تصرخ و تقوم بمناداته و هي في حالة فزع أين أخطرته أن شخص مجهول قام برمي الماء الساخن على اختها ليتوجه مهرولا إلى غرفة نومها أين وجدها مبللة على مستوى جسدها وملابسها و أثار الحروق عليها على مستوى الذراع الأيسر والفخذ و وجهها ليقوم بنقلها مباشرة للمستشفى مضيفا أن الوصول إلى داخل مسكنه يتم بكل سهولة كونه يقيم بالطابق الأرضي و بالطابق الأول يقيم شقيقه و زوجته (المتهمة في قضية الحال) و ابنتيهما و بالطابق الثاني شقيقه الثاني و زوجته فاطمة و ابنيه، و لدى سماع الضحية في المؤسسة الإستشفائية بالحروق بحضور ولي أمرها صرحت أنه بتاريخ الوقائع بينما كانت نائمة بغرفتها أين قام شخص لم تشاهده بحكم نومها برمي عليها الماء الساخن لتنهض مفزوعة و تشرع في مناداة والدها لمساعدتها ثم قام بنقلها للمستشفى مشيرة أنها تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الوجه و الفخذ الأيسر والذراع الأيسر.
ولدى سماع المشتبه فيها زوجة عمها صرحت أنه بتاريخ الوقائع في حدود الساعة 04:00 صباحا استيقظت من النوم أين راودتها فكرة إيذاء سلفتها المقيمة معها بنفس العنوان كونها تكن الحقد لها منذ عام تقريبا و تشاجرت معها سابقا و قد فكرت في صب الماء الساخن على جسدها لتتوجه إلى المطبخ وقامت بوضع الماء في قدر حديدي و سخنته على الفرن على مستوى درجة الغليان ثم نزلت درج المنزل إلى الطابق الأرضي مهرولة حاملة معها القدر الحديدي المملوء بالماء الساخن و بعد دخولها و دفع باب الشقة بيدها توجهت مباشرة إلى مكان فراشها حيث تنام و كانت الرؤية شبه منعدمة في و بمجرد وصولها إلى المكان الذي تقيم فيه سلفتها أي زوجة أخ زوجها قامت برمي الماء الساخن على مكان نومها و لاذت بالفرار إلى مسكنها في الطابق الأول و في الصباح في حدود الساعة 08:00 صباحا أخطرتها سلفتها الثانية أن صارة تعرضت إلى الحريق بعد صب الماء عليها من مجهول فتظاهرت بأنه لا علم لها بالقضية و أصابها الندم كونها أخطأت هدفها لأنها كانت تود إيذاء والدتها ، فتوجهت للمستشفى للإطمئنان عليها مضيفة أنها تعاني من إضطرابات نفسية حادة وتزداد حدثها عند إنقطاعها عن تناول الأدوية.
هذا و قد تراجعت المتهمة عن سابق تصريحاتها سواء خلال التحقيق القضائي الابتدائي و كذا جلسة المحاكمة اين أنكرت التهمة المنسوبة إليها و صرحت بأن يومها كانت نائمة بمنزلها بالطابق الأول الذي يعلو الطابق الذي تقيم فيه الضحية و تتراجع عن جميع التصريحات الواردة في محضر الضبطية القضائية ذلك لأنهم قاموا بتهديدها بزج بناتها و زوجها في السجن فأثرت أن تتحمل المسؤولية بالرغم من أنها لم تقترف هذا الجرم و لا يوجد أية مشاكل بينها و بين والدة الضحية أو الضحية نفسها و التي تعتبرها كابنتها،مضيفة انها تعالج عند طبيب نفساني كونها عاشت طفولة صعبة بسبب ظروفها الاجتماعية و اصبحت تتعرض لنوبات خوف و هلع .
من جهتها الضحية و خلال جلسة المحاكمة اعادت سرد تفاصيل الواقعة مؤكدة أنها لم تتوقع الفعل من قبل زوجة عمها التي كانت ليلتها ساهرة مع بناتها و تناولت العشاء عندها بحكم ان والدتها يومها كانت ببيت جدها ككل عطلة نهاية اسبوع ،و لا توجد اية عداوة بينهما ،كما كانت زوجة عمها قريبة جدا من والدتها إلا مؤخرا وقع نوع من التباعد لا تعرف سببه.و هذا ما أكده جميع الشهود من كلتا العائلتين فيما تعلق بعلاقتهما التي كانت جيدة.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المتهمة بدليل اعترافها أثناء التحقيق الابتدائي ،ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب