
فصلت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران بعد عدة تأجيلات في قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار المتابع فيها شابين في العشرينيات من عمرهما و الذين كان ضحيتهما صديقهما (ب.عبد القادر)المكنى”قيقة” في نفس عمرهما و يتعلق الامر بكل من (ح.سيف الدين)المكنى”بيفو” و (م.عبد الحفيظ) المكنى “تيتو” حيث ادانتهما المحكمة ب20سنة سجنا نافذا عن التهمة المنسوبة لهما، و هي نفس العقوبة المسلطة عليهما من قبل محكمة الجنايات الابتدائية.
حيثيات الجريمة انطلقت بتاريخ التاسع عشر أكتوبر من سنة 2018 اثر إخطار مصالح الأمن الحضري 23 بوهران عن شخص ملقى على الأرض بالحديقة المقابلة لمحور الدوران الباهية،و تعلق الأمر ب (ب. عبد القادر) (المكني قيقة)، مصابا بجروح بليغة على مستوى الرأس والصدر الذي وافته المنية بعد 4ايام متأثرا بجروحه، وعليه تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الواقعة و بسماع شقيقة الضحية صرحت أن هذا الأخير غادر المسكن رفقة صديقه (م. عكاشة)، الذي يشتغل معه في بيع الفواكه بالطريق العمومي قرب حديقة الباهية، هذا الأخير کشف أن الضحية كثير التردد على الحديقة لممارسة الرذيلة مع المخنثين، وله علاقات مع عدد منهم كالمكنى بيفو (ح. سيف الدين)، و آخر من واد تليلات (م. عبد الحفيظ)، كما كشف التحقيق عن شاهد عيان و هو الحارس الليلي للحظيرة الواقعة بحي الأمير خلف حديقة الباهية الذي كشف أنه بتاريخ الوقائع في حدود الثانية صباحا، شاهد سيارة (قولف الجيل الثالث) بيضاء اللون، نزل منها ثلاثة أشخاص، وغادر السائق، فوقع شجار بين(م. عبد الحفيظ) (المكني تيتو) والضحية الذي كان يمسكه عند الحائط، وسمع (م.عبد الحفيظ) يقول “أطلقني”، أما الشخص الثاني (ح.سيف الدين) (المكنى بيفو) كان يحمل سلاحا أبيض من نوع أو كابي، والشخص الثالث كان بعيدا عنهم بحوالي 20 مترا، يخبأ وراءه شيئا لم يره.. وأضاف أن الضحية والمشتبه فيهم خرجوا عبر فتحة بالشباك الحديدي الفاصل بين حي الامير وحديقة الباهية فأحدثوا ضوضاءا وصراخا، وفي اليوم الموالي علم أنه تم العثور على شخص ملقى على الأرض في حديقة الباهية،مواصلة للتحقيق و بعد اختفاء المشتبه فيهما عن الأنظار، تم تكثيف الأبحاث لتوقيفها اين وردت معلومات عن تواجد (ح. سيف الدين) بحي الضاية، فتم مراقبته، لكنه بمجرد أن لمح عناصر الأمن بالزي المدني، لاذ بالفرار، فتم تتبع تحركاته، مع وضع حاجز أمني قرب المحطة البرية الباهية، فأسفرت العملية عن توقيفه، بعدما ركب حافلة نقل إلى دائرة وادي تليلات. وبتاريخ لاحق تم توقيف شريكه الثاني (م.عبد الحفيظ) بمقر إقامته بوادي تليلات.
المشتبه فيهما صرحا أنه تربطهما علاقة صداقة منذ الصغر ويترددان على محور الدوران الباهية، والحديقة المقابلة له، للجلوس إلى غاية ساعة متأخرة من الليل. ويوم الوقائع كانا متواجدين بمسكنيهما بوادي تليلات ناكرين الجلوس مع الضحية، واعترفا أنهما من الشواذ جنسيا، ومسبوقين قضائيا وكانا يقومان بالتجول ليلا معا، قصد ممارسة الرذيلة وجني الأموال وفي بعض الأحيان يتوجهان إلى الطنف الوهراني قصد قضاء السهرات بالملاهي الليلية كما أنهما مدمنين على استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية بأنواعها ناكرين الوقائع جملة و تفصيلا،لكن استغلال شريحة الهاتف النقال لاحد المتهمين أظهرت تواجدهما بمسرح الجريمة بتاريخ الوقائع عكس ما صرحا به.
خلال جلسة المحاكمة تمسك كلا المتهمين بانكارهما التهمة الموجهة اليهما حيث طالبا عدة مرات باستحضار تسجيلات كاميرات المراقبة،مع العلم انه السبب الرئيسي وراء تأجيلهما القضية لعدة مرات سابقة، لكن هيئة المحكمة اكتفت بتصريح الشاهد العيان و كذا تحديد الموقع الجغرافي المتواجدين فيه وقت ارتكاب الواقعة.ممثل الحق العام خلال مرافعته اكد على ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 20سنة سجنا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ