
تكريم 13 حرفيا أبدعت أناملهم في انجاز قطع فنية حفاظا على الموروث التقليدي
تم يوم أول أمس بالجزائر العاصمة تكريم 13 حرفيا أبدعت أناملهم في انجاز فسيفساء من التحف الفنية والحرفية في عدة تخصصات تعبر عن التراث الثقافي والحضاري والتاريخي الأصيل للجزائر وذلك بمناسبة اليوم الوطني للحرفي المصادف للتاسع من نوفمبر من كل سنة تحت شعار “الحرف بين الأصالة والإبداع “.
و أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، خلال إشرافه على مراسم هذا الحفل التكريمي بحضور عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وإطارات أن “معركة رد الاعتبار للحرفيين ينطلق من بالاعتراف بمجهوداتهم في سبيل أن لا يندثر هذا الموروث الثقافي والتقليدي وفي إيجاد أحسن السبل وأنجع الطرق لمرافقتهم في تحمل المسؤولية الملقاة جزءا منها على عاتقهم”.
وألح السيد حمادي على أهمية “حماية هذا التراث التقليدي من الزوال خاصة وان الجزائر –يضيف الوزير ليست مستهدفة في أمنها فحسب بل هي مستهدفة أيضا في تاريخها وحاضرها ومستقبلها من خلال محاولة ضرب عناصر هويتها ومقوماتها ووحدتها ودينها وتقاليدها وعاداتها وكذا حتى قي تصور المستقبل الذي يرجوه أبنائها”.
ويستدعي من الجميع -يضيف الوزير- أن “نكون يقظين متبصرين متحدين حتى تظل الجزائر شامخة بعزها ومجدها لاسيما من خلال إبداعات أنامل الحرفيين”.وذكر في هذا الإطار بما تضمنه مخطط عمل الحكومة الرامي إلى تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بكل “واقعية ومسؤولية” بالوقوف إلى جانب الحرفي وأصحاب المهن والصناعة التقليدية، حيث أكد على “دعم تشغيل الشباب وإنشاء المؤسسات المصغرة وتشجيع نشاطات الصناعة التقليدية والحرف بتسخير كل موارد القطاع وادماجها ضمن رؤية مدروسة وعقلانية تسمح باتاحة الفرصة لاندماج القطاع الموازي ضمن النشاطات الشرعية والرسمية لتوفير الحماية الاجتماعية الدائمة والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني”.
إن مسالة مرافقة المهنيين واصحاب المشاريع والاستجابة لطموحات المرأة الريفية والنساء الماكثات في البيت -يؤكد الوزير- أضحت “ضرورة ملحة لمنحهن فرصة المشاركة في الاقتصاد الوطني وتنويعه بأفكارهن ومهارتهن وابداعاتهن”، مضيفا بان “هذا المجال منح ايضا حيزا هاما في مخطط عمل الحكومة”.
وذكر بتوجيهات ريس الجمهورية “لترقية الصناعة التقليدية والحرف بتنظيم هذا المجال وفق المعايير الدولية لضمان جودة المنتوجات التقليدية واشراك الدبلوماسية الجزائرية في التعريف بالمنتجات التقليدية الوطنية والترويج لها بتخصيص فضاءات من اجل اقامة معارض دائمة”.وأبدى الوزير في ختام كلمته “استعداد قطاعه لمساعدة الحرفيين لولوج بقوة وفعالية مجال الترويج للمنتوج في السوق الوطنية والمعارض الدولية وعبر المنصات الرقمية وتذليل كل العراقيل والصعوبات التي تعترض تسويق المنتوج في الأسواق العالمية من خلال إعداد نصوص ترقي المنتوج الحرفي الوطني تحميه من كل اشكال الاستحواذ والتقليد وتمنحه فرصة التنافسية”.
من جهته اعتبر رئيس الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية محمد شنوفي في كلمة له بان الاحتفال باليوم الوطني للحرفي “دليل على ان الدولة تولي اهمية للحرفيين في المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني وخلق الثروة المستدامة”، مشيدا بالدور الكبير الذي قدمه الحرفيون ابان الثورة التحريرية لتحقيق الحرية واسترجاع السيادة الوطنية.وأشاد السيد شنوفي ايضا بكل “الجهود التي بذلها الحرفيون لمجابهة فيروس كورونا الى جنب الاطباء ورجال الامن وكل الفاعلين حيث قاموا بتحضير الكمامات وكل وسائل التعقيم لحماية المواطنين من الاصابة بهذا الفيروس القاتل”، مبرزا “اهمية حماية التراث التقليدي الذي يعبر عن هويتنا وتاريخنا وثقافتنا وصالة امتنا”.
بالمناسبة تم تقديم الجائزة الاولى في هذا التكريم للحرفية بن مكراديم يمينة من ولاية تيبازة ابدعت في الطرز التقليدي و تحصل على الجائزة الثانية في العمل الرملي الحرفي جديد الطاهر من ولاية الاغواط في حين عادت الجائزة الثالثة للحرفية هبالة بن عمرية مختصة في صناعة الزرابي من ولاية خنشلة.كما تم تكريم عدد من حرفيين من عدة ولايات من الوطن ابدعوا في شتى الحرف و المهن من بينها صناعة كهرباء السيارات والطرز التقليدي و الزرابي والخزف الفني وصناعة الشموع و الشكولاطة والفخار ودباغة الجلود وتغليف الواجهات.كما كرم أربعة عمداء حرفيين معلمين نظير جهودهم في سبيل الحفاظ على الصناعة التقليدية والحرف وكذا تقديم شهادات تشجيعية لشباب مقاولين وتكريم مصمم ازياء مبدع في اللباس التقليدي كريم أكروف إلى جانب تكريم اسر الحرفيين الذين وافتهم المنية جراء إصابتهم بفيروس كورونا.
ق.ث/الوكالات