عالجت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران فاجعة كانت ضحيتها ام لولدين احدهما توفي و الثاني متواجد بالسجن عن جناية القتل العمدي و ذلك دفاعا عن والدته البالغة من عمرها أكثر من السبعين سنة التي كانت تتعرض لأبشع أنواع التعنيف والضرب والإهانة من قبل ابنها العاق المتوفي في الأربعينيّات من عمره،حيث أدانت المدعو(ي.بن يعقوب) في الخمسينيات من عمره ب20 سنة سجنا مع إفادته من ظروف التخفيف.
بالرجوع إلى الواقعة الأليمة التي كانت مسرحها منطقة بن فريحة ببلدية البرية بتاريخ الثامن عشر أفريل من سنة 2018،عندما بدأ الضحية بسبّ والدته و مطالبتها بإعطائه الأموال و الفعل الذي بات يتكرر في كل مرة أين يهددها و يقوم بتكسير الأواني و كذا أغراض المنزل ،و يوم الحادثة بدأ يكرر نفس السيناريو و يسب والدته و طالبها بإعطائه مبلغ ألف دينار لكن والدته ردت عليه بأنها لا تملك المبلغ و لديها فقط 400دينار فقط حينها ثارت ثائرته و أصر عليها تدبير المبلغ كامل فلم تجد الأم المسكينة سوى اللجوء إلى ابنها الأكبر المريض الذي استيقظ على صراخ شقيقه و سبه لوالدته طالبته بإكمال المبلغ لأخيه فصرح لها بأنه لا يملك المال و عليه الذهاب للعمل،أين توجه إليه و همّ بنهيه للتوقف عن اهانة والدته و ضربها و عليه البحث عن عمل للحصول على المال لكن الأخ الأصغر واصل في حالتة الهيستيرية التي كان عليها و رد عليه بعدم التدخل،ليجيبه الابن المدافع عن والدته بان يكف عن طلب النقود كالفتاة،الكلمة التي أشعلت نار غضبه و امسك بمزهرية و ضرب أخيه الأكبر على مستوى الرأس ثم بواسطة طاولة ما جعله ينزف دما لتتدخل الأم المغلوبة عن أمرها محاولة فك النزاع و الدفاع عن ابنها الأكبر لكن الابن العاق دفعها و أسقطها أرضا، و لحق بأخيه(ي.بن يعقوب) إلى المطبخ حاملا قضيب حديد و انهال عليه ضربا حينها لم يجد هذا الاخير امامه سوى خنجر المطبخ للدفاع عن نفسه و وجه له ضربات أصابته إحداها على مستوى الفخذ الأيسر والتي كانت كفيلة بإزهاق روحه.
خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم بضربه لأخيه الذي كان ينغص حياة والدته التي كانت تتعرض للإهانة و السب والضرب خاصة وأن شقيقه المتوفي كان مدمن مخدرات،و يوم الواقعة حاول الدفاع عن والدته لكنه واصل في معاملته السيئة لهما و قام بضربه و في لحظة غضب و دفاع عن النفس أصابه بطعنات لا يتذكر عددها،مضيفا انه مريض و كان يعالج بمؤسسة الأمراض العقلية منذ سنوات التسعينات أين أصيب بمرض الفوبيا والخوف من كل ما حوله،ما جعله حبيس المنزل لا يغادره أبدا، مطالبا من هيئة المحكمة ان تنظر اليه بعين الرحمة و الشفقة.
من جهتها الأم توسلت هيئة المحكمة أن تخلي سبيل ابنها الذي شهدت له بطاعتها و حبه لها و انه لا يستطيع إيذاء حشرة.ممثلة الحق العام التمست مباشرة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا مع حرمانه من حقوقه السياسية و المدنية،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ