توالي ردود الفعل المنددة باستهداف الكيان الصهيوني للصحفيين الفلسطينيين
توالت أصوات التنديد والاستنكار ضد عمليات استهداف الصحفيين الفلسطينيين من طرف الاحتلال الصهيوني الذي يحاول جاهدا إسكات كل صوت يسعى لفضح جرائمه و انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في حرب الإبادة التي يخوضها بغزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الصدد، بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ببرقية تعزية الى الصحفي الفلسطيني في قناة “الجزيرة” وائل الدحدوح وعائلته، اثر اغتيال نجله حمزة وائل الدحدوح من قبل الكيان الصهيوني، ليرتقي شهيدا ويلتحق بمعظم أفراد أسرته الشهداء.
و أكد الرئيس تبون أن اغتيال الصحفي حمزة وائل الدحدوح “هو استهداف مقصود للأطقم الإعلامية التي تؤدي دورها، و انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وحق الحماية التي يخولها لهم”.”وإذ يعزي السيد رئيس الجمهورية، والده، وائل الدحدوح وعائلته، فإنه يعزي من خلالهم كل أهالي الصحافيين الشهداء الذين قضوا في هذا العدوان الغاشم المستمر على غزة”، حسب نص التعزية.و أضاف الرئيس تبون أن ذكراهم ستظل “خالدة، ووصمة عار تلاحق الاحتلال، في كل زمان ومكان، شاهدة على تكميم أصوات الحرية وطمس حقيقة الجرائم الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
بدوره، قال الرئيس العراقي، عبداللطيف جمال رشيد، في بيان صحفي إن “ما يتعرض له الصحفيون تحديدا في غزة من استهداف وقتل هو تجسيد حي لمأساة شعب مظلوم تعرض ويتعرض حاليا لأشد أنواع الاضطهاد والانتهاكات، لا لشيء سوى أنه أراد نيل حقوقه المشروعة”.وشدد على أن هذا القتل “يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية”، مجددا مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحصل للفلسطينيين في قطاع غزة والعمل الفوري لإيقاف العدوان الصهيوني.
من جهتها، أكدت مقررة الأمم المتحدة، إيرين خان، أن استهداف الصحفيين في غزة يعتبر جريمة مروعة وجريمة حرب. و أشارت إلى أهمية أن يتفحص أعضاء مجلس الأمن الأممي ما يحدث في غزة، موضحة أن الكيان الصهيوني ينتهك قواعد القانون الدولي.
و أكدت أن هناك أدلة كثيرة تشير حاليا إلى ارتكاب الكيان الصهيوني للجرائم في قطاع غزة، ودعت مسؤولي الأمم المتحدة إلى التحرك للضغط عليه من أجل وقف عدوانه.
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي ب”شدة” استهداف قوات الاحتلال بشكل متعمد العاملين في قطاع الصحافة والإعلام وعائلاتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، أنه ومنذ بداية العدوان على غزة، فإن الاحتلال “يستهدف الصحفيين بشكل مباشر ومتعمد ومقصود حسب كل الدلائل الموجودة”.وتابع أن هذا الاستهداف المباشر للصحفيين، يستدعي تحركا عاجلا من أجل حمايتهم، موضحا انه يتم اطلاع الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الدولية على كل تطور في هذا العدوان.و استنكر الاسطل “استمرار توفير حصانة من الولايات المتحدة للاحتلال الصهيوني، في المجتمع الدولي والمحكمة الدولية ومجلس الأمن، حتى أنها تمنع المحكمة الدولية من ممارسة صلاحياتها في استمرار التحقيق بقضية اغتيال الزميلة شرين أبو عقله”، معتبرا ان “كل هذه القضايا كانت تشجيعا للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم على قاعدة أنه له الحماية الدبلوماسية، والتمويل الكامل لسلاح القتل والإمكانات التي توفرها الولايات المتحدة”.
مطالب بتحريك دعوى ضد الكيان الصهيوني لاغتياله الصحفيين
ويثبت إصرار الاحتلال الصهيوني على استهداف الصحفيين بقطاع غزة وعائلاتهم، خططه الإجرامية في التعامل مع الأدلة التي توثق وتفضح للعالم حجم انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان وحرب الإبادة التي يرتكبها بغزة وبالأراضي الفلسطينية المحتلة.ويهدف تصميم قوات الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في هذه الاعتداءات ضد الصحفيين وعائلاتهم لثنيهم عن أداء مهمتهم و ايصال حجم جرائمه بحق ابناء فلسطين، إلى الرأي العام العالمي، كما هو الحال بقطاع غزة.
ويضاف اليوم الاثنين الى قائمة الصحفيين الذين طالهم العدوان الوحشي لجيش الاحتلال منذ السابع اكتوبر الماضي بغزة، الصحفي عبد الله اياد بريص، الذي استشهد وعدد من افراد عائلته في قصف استهدف منزلهم في مخيم خانيونس، حسب ما اعلنه المركز الفلسطيني للإعلام.و الأحد، التحق بالقائمة الصحفيان الشابان حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، اللذان استشهدا في قصف طائرات الاحتلال الصهيوني لمركبة كانا يستقلانها في منطقة “المواصي” غربي خانيونس بقطاع غزة.
كما استشهد في وقت لاحق الصحفي علي أبو عجوة اثر استهدافه في غارة جوية بغزة، حسب ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.وسيكتب التاريخ بأحرف من دم وسيشهد للكيان الصهيوني تماديه في الارهاب والابادة الجماعية وفي ضربه للحق في الحياة.
وتستمر حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية في الارتفاع حيث بلغت أكثر من 23 ألف، منهم أكثر من 110 صحفيين، لتكون هذه الفترة “الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين”، بحسب تقديرات لجنة حماية الصحفيين الفلسطينيين.و أكدت العديد من الاوساط على ان الصحفيين باتوا “هدفا عسكريا غير معلن” لدى الاحتلال، و استنكرت صمت وتخاذل بعض الدول -التي تتغنى بالحريات وتحظى بتصنيفات متقدمة في التقارير الدولية للحريات الصحافية- أمام جرائم الحرب التي ترتكبها آلة العدوان الصهيونية.وتمتد الاعتداءات الصهيونية لتشمل ليس فقط الصحفيين في الميدان، و إنما كذلك أفراد عائلاتهم في منازلهم، كما جرى الحال خلال استهداف منزل محمد أبو حطب، مراسل التلفزيون الفلسطيني، الذي استشهد هو و 11 فردا من أسرته، و أيضا استشهاد الصحفي في وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”، محمد أبو حصيرة، بالإضافة إلى أكثر من أربعين فردا من عائلته.
وفي ظل هذا الوضع، ارتفعت الاصوات المدينة للجرائم الصهيونية بحق الصحفيين والمطالبة بضرورة تحريك المنظمات الدولية، ومنها الاتحاد الدولي للصحفيين والنقابات الصحفية في العالم، لدعوى ضد الاحتلال الصهيوني لملاحقته على عمليات الاغتيال التي ينفذها بحق الصحفيين وعائلاتهم.كما دعا المجتمع الدولي الى ضرورة تأمين الحماية لرجال الاعلام في قطاع غزة وفي عموم فلسطين، الذين يواصلون الصمود والاصرار على فضح جرائم الاحتلال رغم البيئة الخطيرة التي يعملون فيها.
للإشارة، فإن الاحتلال، و الى جانب استهدافه للصحفيين الفلسطينيين، فإنه يمنع الصحفيين الدوليين من دخول غزة، في أمر اعتبر محاصرة للحقيقة وتضييقا متعمدا لمنع الإعلام الأجنبي من المشاركة في فضح انتهاكات الكيان الصهيوني للقانون الدولي، وللإبادة الجماعية التي يرتكبها كل دقيقة في قطاع غزة.