الدولي

توسع الجفاف في أنحاء من أوروبا بسبب تعاقب موجات الحر الشديدة

تتعرض مناطق كثيرة من القارة الأوروبية لموجات متعاقبة من الحر الشديد، متسببة باتساع دائرة المناطق التي تواجه جفافا غير مسبوق، لاسيما في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبدرجة أقل إسبانيا.

ففي بريطانيا، أعلنت السلطات المحلية،، حالة الجفاف في عدة أجزاء في إنجلترا وذلك جراء موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد حاليا، وانخفاض معدلات هطول الأمطار على مدى الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى معاناة ثماني مناطق في جنوب وجنوب غرب ووسط وشرق إنجلترا من حالة جفاف ما استوجب وضع قيود على استخدام المياه للأغراض المنزلية والتجارية لسكان هذه المناطق، حيث بدأ بالفعل عدد من الشركات بوضع قيود على استخدام المياه، وفرضت حظرا على استخدام خراطيم المياه.

و قال ستيف دوبل وزير المياه في الحكومة البريطانية، في بيان، إن شركات المياه أكدت أن الإمدادات الأساسية ما زالت آمنة، مضيفا أن الحكومة مستعدة بشكل جيد لفترات الطقس الجاف مع مواصلة مراقبتها الوضع عن كثب، بما في ذلك الآثار السلبية المترتبة على المزارعين والبيئة.

من جهته، لفت جون كيرتن، مدير العمليات بهيئة البيئة، إلى أن فترة الجفاف ستطول، محذرا من احتمال فرض قيود على زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.و تأتي موجة الجفاف التي تضرب بريطانيا في ظل موجة حر شديدة تضرب البلاد خلال الأيام الأخيرة بلغت ذروتها في النصف الثاني من شهر يوليو الماضي مع بلوغ مستوى أربعين درجة مئوية، كما أدى نقص هطول الأمطار إلى انحسار مستوى المياه في الأنهار وآبار وخزانات المياه.

و في سياق متصل، وصل عناصر إطفاء من دول أوروبية عدة، اليوم، إلى فرنسا لمساعدتها على مكافحة حرائق تلتهم الغابات بسبب موجات حر وجفاف تاريخية، بينها حريق هائل في جنوب غربي البلاد.

فقد توجه 361 عنصرا من قوات الإطفاء الأوروبيين إلى جنوب غربي فرنسا لدعم 1100 عنصر إطفاء يعملون ليلا ونهارا لاحتواء حريق هائل اشتعل مجددا في /لانديراس/ بعد أن أتى في شهر يوليو الماضي على مساحة 14 ألف هكتار من المساحات الغابية بذات المنطقة.و سجلت فرنسا، حتى الآن، تضرر أكثر من أربعين ألف هكتار من الغابات هذا العام، وفقا لمؤشرات حكومية، ونحو خمسين ألفا بحسب بيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية، وأيا تكن المساحة، فهي تفوق المتوسط السنوي للأعوام الـ15 الماضية، كما هو الحال في إسبانيا، بينما لم ينته فصل الصيف بعد، وفي ظل توقعات بتعرض منطقة البحر المتوسط لموجة حر شديدة أخرى بداية من بعد غد /الأحد/.

بدورها، تتعرض أجزاء من ألمانيا لمستويات غير عادية في درجات الحرارة، الأمر الذي دعا المزارعين لإطلاق تحذيرات من احتمال حدوث خسائر كبيرة في المحاصيل خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي يكافحون فيه توسع دائرة الجفاف وارتفاع تكاليف الطاقة.

إلى ذلك، لفت يواخيم روكفيد، رئيس اتحاد المزارعين الألمان، إلى أنه في حال عدم نزول الأمطار في وقت قريب، ستتراوح الخسائر في المحاصيل بين 30 و40 بالمئة، مضيفا أن القطاع الزراعي في البلاد يستعد لفصول صيف أكثر جفافا وحرارة خلال الأعوام المقبلة، وسط توقعات بعدم الوصول إلى مستوى حصاد سنوات التسعينيات.

و يرجح علماء المناخ أن تواجه أوروبا أعدادا متزايدة من الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري، قد تصل الى ثلاثة أضعاف مستوياتها الحالية، وذلك بحسب مدى الاحتراز العالمي خلال القرن الحالي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى