
حققت من جديد محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في ملف جريمة من أبشع الجرائم التي راحت ضحيتها الطفلة “فتيحة” ذات الست سنوات التي نكلت جثتها و عذبت قبل و بعد وفاتها حتى أنها لم تجد لها قبر حتى يتمكن محبيها من زيارتها ، جريمة كان بطلها زوج أمها في الثلاثينيات من عمره بتواطؤ هذه الأخيرة و والدته اللتين تسترتا عن فعلته التي أثارت إستهجان الحضور،حيث قضت بإدانة الجاني (ب.هواري) عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد،جنحة إخفاء جثة لشخص مقتول و طمس آثار الجريمة،في حين برأت ساحة والدته المدعوة (م.زليخة) عن جنحة عدم الإبلاغ عن جناية، و هذا بعد استئناف المتهم الأول و استئناف النيابة ضد الثانية.
و تجدر الإشارة ان المحكمة الابتدائية قد ادانته سابقا بالاعدام ، في حين أدانت والدتها (ب.هوارية) ب3سنوات حبسا نافذا عن جنح إخفاء جثة لشخص مقتول وعدم الإبلاغ و كذا طمس آثار الجريمة و هي التهم التي بُرِّأت منها والدة المتهم (م.زليخة) في السبعينيات من عمرها و كذا ابن عمه(ب.بومدين) .
بالرجوع إلى تفاصيل اكتشاف الجريمة الشنعاء التي كان مسرحا حي الكميل تعود إلى تاريخ الثاني جوان من سنة 2019 إثر شكوى تقدمت بها (م.زليخة) وابنها محمد بشكوى الى مصالح الامن ضد ابنها (ب.هواري) لتغير تصرفاته مؤخرا لدرجة الافطار شهر رمضان وتعذيب زوجته (ب.هوارية) وشكهم في قضية اختفاء ابنة هذه الأخيرة المدعوة (م.فتيحة) منذ قرابة السنة اذ ان هذه الأخيرة امها و زوجها (ب.هواري) كانا يوهمانهم بأنها عند عمتها دون الإعلان عن هوية هذه الأخيرة لينتقل عناصر الأمن إلى منزل إقامة العائلة الكائن بعمارة بنهج العقيد عميروش كميل وهران و توقيف المشتكى منه الذي كان بغرفته وعلى يمينه مطرقة حديدية كبيرة وعلى يساره زوجته (ب.هوارية) ممدة في حالة يرثى لها عليها جروح وكدمات كبيرة على مستوى عينها التي لا تستطيع فتحهما واصابات على وجهها ولونه ازرق قاتم وإصابات على مستوى كتفيها وفخدها الأيسر والرجلين والساعدين وآثار کي بالسجائر على مستوى يديها وجروح برأسها وعند الاستماع إلى الأم (ب.هوارية) بشأن ابنتها القاصرة الطفلة صرحت أنها عند خالها بحي الحاسي الفوضوي
بوهران لكن بعد الضغط عليها والتأكيد أنها مخفية منذ قرابة السنة أكدت أن زوجها قتلها شهر جوان 2018 المصادف للنصف من شهر رمضان اذ كانت تقيم بمسكن مستأجر بشطيبو رفقة أولاد زوجها وابنتها وكان زوجها يعتدي في كل مرة على ابنتها دون سبب بعصا خشبية ،حزام جلدی أو سلك معدني وبتاريخ جوان 2018 على الساعة 5 مساءا نزع ثيابها وأبقاها عارية وبقضيب معدنی خاص بتثبيت المقعر الهوائي ضربها على أنحاء مختلفة من جسمها خاصة فرجها وقفصها الصدري لمدة قاربت 10 دقائق ولم يكن بالغرفة الا هي وزوجها وابنتها حتى فارقت الحياة بعد سكونها، ولما تأكد من وفاتها
اندهش وطلب منها عدم الصراخ وادخلها الى الغرفة وغطاها وأغلق عليها الباب وفي اليوم الموالي حفر حفرة بفناء المسكن ودفنها فيه وأعاد تسوية الأرضية لكي لا يلفت الانتباه وهددها آن بلغت بدفنها بجانب ابنتها كما كانت تخاف منه جدا و يضربها ضربا مبرحا،و منذ حوالي 06 أشهر طردتهم المستأجرة من المسكن فأخرج زوجها جثة ابنتها حتى لا يفتضح أمره ووضعها بحقيبة ظهرية وكانت هي تحرس حتى لا يدخل عليهما أي شخص وانتقلا الى بيت اهله ، ليعترف (ب.هواري) بقتل ربيبته شهر رمضان 2018 دون قصد إذ كان يقوم بتأديبها كما أنها سبق و أن تعرضت لاعتداء جنسي و تغير سلوكها و منذ ذلك الوقت اصبح يضربها باي شيء يجده أمامه لأنها كانت تثير غضبه وعلى الساعة 11 صباحا من 08 من شهر رمضان 2018 ايقظ الأطفال لشرب القهوة وكانت حينها الطفلة فتيحة تلعب بفناء المنزل فحمل ” کروا” الدراجة النارية وبدأ يضربها لتتوقف عن عادتها حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها وانقلبت عينها الى الخلف ورغم منحها الماء لم تتحرك ،كما قام بصعقها كهربائيا لكنها لم تستجب، فتاكد من وفاتها فغسلها بالمطبخ رفقة والدتها وتركها هناك 3 أيام وخلال اليوم الموالي اتصل بوالدته (م.زليخة) ولما حضرت اخبرها عما جرى للبنت فطلبت منه تسليم نفسه لمصالح الأمن لكنه رفض بطلب من زوجته التي وعدته بالتستر على الأمر،الأمر الذي دفعه الى دفنها بحي شطيبو وبعد مرور سنة استخرجها ووضعها بحقيبة ظهرية وانتقل رفقة أسرته إلى بيت أهله وأخفى الحقيبة التي بها الجثة داخل خزانة خاصة بالاغطية حتى لا يكتشف أمره ،مضيفا أن كل من زوجته و امه على علم بجريمته و يوم انتقالهم من حي شطيبو إلى كميل ساعدتاه في عملية الحراسة عندما أخرج الجثة ،و فعلا تم العثور على الحقيبة فوقها كم هائل من الأغطية والافرشة وبها کیس بلاستيكي اسود وبحضور الجهات المختصة تم فتح الحقيبة التي كانت ممتلئة بالديدان بلون بني ورأس بشري متحلل بالكامل لم يبق منه إلا الجمجمة العظمية التي تعود لطفلة صغيرة في السن وعلى الرأس غطاء نسائي يبدو اخضر اللون وعاين الطبيب أن الوفاة ترجع إلى مدة 06 أشهر والجمجمة تعود لطفل يقارب 10 سنوات .
خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم بالتهم المنسوبة إليه و بكل برودة أعصاب أعاد سرد تفاصيل جريمته الشنعاء في حين تراجع عن اتهام زوجته و امه وكذا ابن عمه ،حيث كان سبب توريطهم في القضية انتقاما منهم خاصة والدته التي لم تساعده في شراء سكن فوضوي،والتي أنكرت بدورها علمها بالقضية .
و تجدر الإشارة ان والدة الضحية والمتهمة في نفس الوقت التي غابت عن جلسة المحاكمة الاستئنافية بعد استنفاذ عقوبتها، التي لم تستطع التحدث و الاجابة عن أسئلة هيئة المحكمة اثناء المحاكمة الابتدائية حاولت نفي تهمة علمها بما فعله زوجها في حق فلذة كبدها ،لكن أمام إصرار النيابة العامة لقول الحقيقة عسى أن تشفع لها يوم القيامة ،رددت بصوت منخفض(كنت عايشة مع وحش ماشي انسان).ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد على ثبوت التهم ضد المتهمين،ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام ضد المتهم الرئيسي و5سنوات حبسا ضد والدته ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ