الوطني

 جمعيات بالتلاغمة بميلة تحافظ على الفروسية كموروث ثقافي مميز للمنطقة

تحرص العديد من الجمعيات المهتمة بالتراث والفولكلور ببلدية التلاغمة (جنوب ميلة) على الحفاظ على الفروسية كموروث ثقافي لا مادي مميز لتراث هذه المنطقة التي لا يزال سكانها إلى اليوم يربون الخيل ويهتمون بها كما أنهم لا يستغنون عنها في المناسبات والاحتفالات.و صرح في هذا السياق رئيس جمعية “العزة والكرامة” للفنتازيا والخيالة لبلدية التلاغمة فريد مناصر لوأج: “انتماؤنا للمنطقة وتمسكنا بتراثها هو ما دفعنا على مدار العديد من السنوات لرفع تحدي الحفاظ على إرثها” حاملين في ذلك شعار: “الأمجاد على خطى الأجداد”.

و يعد الفولكلور عموما والفروسية على وجه أخص جزءا مهما من تراث التلاغمة، إذ لا يقتصر الأمر على تقديم استعراضات بل “استذكار لشجاعة ونخوة أجدادنا الفرسان الذي صنعوا أمجادا ظلت حية إلى اليوم منها ما كان من بطولات في مقاومة المستعمر الفرنسي”، وفقا لما أفاد به هذا الناشط الجمعوي.و ذكر أيضا بأن التمسك بهذا التراث والحرص على تواصله يعد من مهام الحركة الجمعوية المحلية قائلا في هذا السياق: “قامت جمعيتنا بتنظيم حدث سنوي بعنوان (التعريف بالموروث الثقافي لمنطقة التلاغمة) نستقبل في كل طبعة من خلاله العشرات من الفرسان من بينهم فرسان أطفال (10-15 سنة) يتنافسون في مهارات التحكم في الخيل و الرمي بالبندقية من على ظهورها وهي تركض في المضمار المخصص لذلك”.يضاف إلى ذلك إقامة معارض تتضمن العديد من الأجنحة التي تعرف بكل ما يتعلق بالفروسية من مستلزمات تربية الخيل والعناية بها ولباس الفارس وما يحمله من أدوات و أسلحة أثناء الركوب وكذا جناح الصور التي تعرف بأهم فرسان المنطقة والمناطق المجاورة داخل ولاية ميلة والولايات المجاورة لها التي تتقاسم معها هذا الإرث.

 

 

جيل جديد شغوف بالفنتازيا

 

بدوره, أوضح الفارس و رئيس جمعية “الوئام للأفراح والحفلات والخيالة والفنتازيا” بالتلاغمة، رمضان محاوشي: “نشاطنا الجمعوي أبان لنا عن تعلق المواطنين بالفروسية وكل ما يصاحبها من فولكلور وفنتازيا فأينما توجهنا لإحياء نشاط أو حفل زفاف أو مناسبة نتلمس ذلك الاهتمام بالخيل والفرسان أولا من خلال نظرات المتتبعين لنشاطنا بشغف كبير ثم من خلال تهافت الصغار والشباب لالتقاط الصور مع الفرسان والأحصنة لتخليد الذكرى وتوثيقها من خلال صورة رقمية أو فوتوغرافية”.و أردف الفارس محاوشي: ” كثيرا ما يبعث فينا هذا الأمر الاطمئنان على مدى تواصل هذا الموروث على مر الأيام كما يؤكد لنا أننا كجزائريين لا نستغني أبدا عن ماضينا و إنكنا قد ابتعدنا عنه بعض الشيء”، مضيفا “إن ذلك الحنين الممزوج بذوق زمان الذي يتجسد في كل ما هو تراثي يجعل غريزة التعلق تطغى رغم هذا التطور فنجد مكانا لموروثنا بين زخم اهتماماتنا والمتطلبات الحديثة في عصرنا هذا”.

من جانبه، إعتبر محافظ التراث الثقافي بالمديرية المحلية للثقافة و الفنون، لزغد شيابة بأن التراث “يعني فكرة الانتماء والفروسية كعنصر من تراثنا اللامادي بما يحمله من رمزية للأصالة والشجاعة والشهامة والنخوة والفخر والاعتزاز لا يمكن أن يندثر بسهولة، خصوصا و أن هناك جهودا حثيثة تبذل لصونه والحفاظ عليه”.

و هذا ما تقوم به الحركة الجمعوية على غرار جمعيات بلدية التلاغمة التي أنعشت نشاط تربية الخيل وما صاحبه من تواصل موروث الفروسية الذي عادة ما ترافقه الاستعراضات الفولكلورية الجميلة في مشهد نجده قد طغى اليوم على غالبية مناسباتنا وأفراحنا،  يضيف ممثل قطاع الثقافة و الفنون.فعلى الرغم من مظاهر التطور والمواكبة من حيث المركبات الفاخرة والموسيقى العصرية، “كثيرا ما نجد الأفراح تتزين بلوحات فولكلورية من بينها استعراضات الخيالة بالزي التقليدي إلى جانب الوصلات الفنية التراثية في الطابع الشاوي أو الزرنة والقصبة وغيرها من الطبوع الخاصة بالموروث السماعي الذي يميز تراثنا الغني”، حسبما خلص إليه نفس المتحدث.

 

ق.ح/الوكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى