فصلت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي التي تعود لسبعة عشرة سنة ماضية و ذهب ضحيتها شاب في عمر الزهور، و هذا و بعد توقيف أحد المتهمين الرئيسيين في الجريمة ويتعلق الأمر بالمدعو(ا.عبد الرزاق) الذي قام بمعارضة الحكم الغيابي الصادر ضده أثناء محاكمة شركائه،حيث سلطت ضده عقوبة السجن المؤبد.
بالرجوع إلى تفاصيل الجريمة التي هزت حي مولود فرعون بتاريخ الثلاثين نوفمبر من سنة 2003 في حدود الساعة الرابعة مساء أين وصل إلى علم مصالح الشرطة أن المدعو(ب.ناصر) و هو شاب في ريعان شبابه قد تم إدماجه بقسم الاستعجالات الطبية بالمستشفی الجامعي بوهران نتيجة إصابته بطعنات خنجر على مستوى كامل أنحاء جسمه خصوصا على مستوى الصدر والفخذ الأيسر،این لفظ أنفاسه الأخيرة في صبيحة اليوم الموالي متأثرا بجروحه وعلى إثر ذلك تم فتح تحقيق إبتدائي وتم سماع والد الضحية الذي صرح أن المرحوم هو ابنه و أن المسمى (أ.بلعيد) كان في نزاع مستمر معه حول قضية اختطاف إبنه القاصر بالتبني وأن السالف الذكر رفقة شركائه قاموا بالإعتداء على ابنه ناصر بواسطة أسلحة بيضاء .
كما كشف أحد الشهود على الواقعة أنه كان حاضرا بمسرح الجريمة و شاهد المدعو(ي.هشام ) و (ي.فوزي) والمدعو(ا.مزيان)رفقة أخويه الذين تبين انهما عمه بلعيد و شقيقه عبد الرزاق بالإضافة الى شخصين آخرين يقيمان بحي الدرب وعندما مر عليهم الضحية قال لهم فوزي ها هو نصرو و قام شخص من حي الدرب بضربه بواسطة سيف، وقام فوزي برشه بواسطة قارورة غاز مسيلة للدموع ثم أنهال عليه الجميع بالضرب بالأسلحة البيضاء فسقط الضحية متأثرا بجروحه وقام أحد المعتدين والمقيم بحي الدرب طويل القامة وأسمر البشرة بطعنه الطعنة الأخيرة على مستوى الفخذ ثم لاذوا بالفرار وأن شخصا يدعى حميد لوبيا يعرف جيدا المعتدين گونه يجالسهم .
من جهته صرح القاصر شقيق الضحية بالتبني أنه كان رفقة هذا الأخير بحي مولود فرعون فتقدم إليهم كل المتهمين وكان كل واحد يمسك قارورة غاز مسيلة للدموع وأسلحة بيضاء و قاموا بالاعتداء على أخيه ثم لاذوا بالفرار.و عليه قامت مصالح الشرطة بتوقيف (أ.بلعيد) الذي اعترف أنه دارت بينهم و بين الضحية مناوشة كلامية بخصوص عدم تفاهمهم على اقتسام المبلغ الذي سرقوه سابقا من أحد الفنادق بالمدينة الجديدة و المقدر ب 480 مليون سنتيم ،إلى أن تطورت إلى إعتداء إذ قام المدعو فوزي بضرب الضحية بواسطة سيف كما قام شركائه الأخرين بضربه على مستوى كل أنحاء الجسد بواسطة أسلحة بيضاء إلى أن سقط الضحية وأنه لم يكن يحمل أي سلاح ولم يضرب الضحية،و بناء على ذلك تم توقيف باقي المشتبه فيهم ما عدا ابني أخيه اللذين بقيا في حالة فرار و من بينهما متهم قضية الحال،الذي تم القبض عليه مؤخرا و إحالته على العدالة.
خلال جلسة المحاكمة التي سبق و أن تأجلت لعدة مرات آخرها بسبب طلب الموقوف استدعاء باقي المتهمين كشهود، حيث تعذر ذلك بسبب الظروف الصحية و عدم امكانية تحويلهم من المؤسسات العقابية المتواجدين بها، انكر المتهم(ا.عبد الرزاق) علاقته بالقضية نافيا التهم المنسوبة اليه جملة وتفصيلا. ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع ملتمسا توقيع ضده عقوبة السجن المؤبد، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ
