
ناقشت محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء وهران جناية السرقة المقترنة بظرف الليل ، التعدد و إستحضار مركبة، الاغتصاب و الفعل المخل بالحياء و جنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح المتابع فيها 4متهمين في حين لا يزال خامسهم و هو المتهم الرئيسي في حالة فرار ،حيث قضت بإدانة الموقوفين ب 15 سنة سجنا نافذا ،مع الإشارة أنه سبق للمحكمة الإبتدائية و أن عاقبتهم ب 12 سنة سجنا و الحكم غيابيا على المتهم الفار.
انطلقت وقائع القضية الشنعاء بتاريخ الخامس والعشرين سبتمبر من سنة 2022 عندما تقدمت إلى مصالح أمن دائرة عين الترك فتاة بشكوى بخصوص قضية النصب والاحتيال مع هتك عرض ضد مجهولين حيث صرحت انه منذ حوالي شهر و نصف راودتها فكرة الهجرة السرية و هذا بعد إلحاح زوج صديقتها الذي قام بالهجرة السرية أيضا ويقيم حاليا بفرنسا و قام بإعطائها رقم هاتف و طلب منها الاتصال به و الاتفاق معه فقامت بالاتصال به و تبادلا أطراف الحديث ثم صرح لها أن شقيقه هو من يتكفل بهذه الأمور وقام بإعطائها رقم هاتفه و أن هذا الأخير هو من سوف يتصل بها ، و فعلا قام السالف الذكر بالاتصال بها و تبادلا أطراف الحديث وعندما سألته عن الثمن صرح لها 85 مليون سنتيم و سألها عن الشخص الذي سوف يقوم بمرافقتها فأجابته أنه ابن شقيقتها فاتفقا و صرح لها أنه سوف يقوم بالاتصال بها هاتفيا ثلاثة أيام قبل الإقلاع ،ليأتي اليوم الموعود و طلب منها الالتقاء بعين الترك شارع 20 أوت و بعد انتظار طويل تقدمت نحوهم سيارة “سامبول” ترقيم ولاية معسكر،أين قامت بالصعود رفقة ابن شقيقتها في المقاعد الخلفية و تركت الملبغ المالي المقدر ب 170 مليون عند شقيقها مخطار على أن يقوم بإعطائهم لسائق مركبة رونو سامبول بعد التأكد من ركوبهما و التوجه عرض البحر ، ثم قام سائق المركبة سالف الذكر بنقلهما إلى أحد المزارع بعين الترك أين دخلا و وجدا شخصين جالسين بالحوش حيت طلبا منهما الدخول إلى الغرفة ، وفجأة و بدون سابق إنذار جاء شخص من ورائها يحمل سلاح أبيض من الحجم الكبير سيف و وضعه بجنبها الأيسر
ولحقه الشخصين الآخرين و هما يحملان سلاحين أبيضين من الحجم الكبير سيف أيضا و طلب منهما الجلوس دون إحداث أي شيء، ثم تقدم منها الأول وطلب منها إعطائه المبلغ المالي بالعملة الصعبة وكل شيء تملكه حيث أعطته مبلغ 600 أورو وهاتفها النقال من نوع “سامسونغ” في حين قام الآخرين بربط ابن شقيقتها على مستوى الرجل و وضع شريط لاصق بفمه ، ثم قام بوضع سلاح أبيض على مستوى وجهها وطلب منها الاتصال بشقيقها مخطار و إخطاره أنهما سوف يقومان بالإقلاع بعد مرور ربع ساعة رفقة أشخاص آخرين فقامت بذلك تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض و قاموا بعدها بإدخالها إلى إحدى الغرف المجاورة ، وبعدها قام أحدهم بربطها من يدها و رجلها ثم إغماض عينيها بواسطة قماش و طلبوا منهما الجلوس دون إحداث أي ضجيج ، و في تلك الأثناء كانت تسمع تبادل أطراف الحديث بينهم و بين شخص آخر رفقة فتاة حيث تعرضا لنفس الطريقة التي تعرضا لها ، و بعد خروج ذلك الشخص رفقة الفتاة تقدم إليها أحدهم و طلب منها الاتصال مجددا بشقيقها وطلب منه إعطاء المبلغ المالي إلى سائق المركبة من نوع رونو “سامبول” الذي قام بنقلهم فقامت بالاتصال به ونفذت الغرض المطلوب تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض و قامت بالاتصال به و أخطرته أنهم متواجدون بالمياه الدولية و عليه قام بإعطاء المبلغ له ثم بعدها قام اثنين منهما بإخراج ابن شقيقتها و أخذه للغرفة الثانية و بقي الثالث معها أين وجه لها لكمة على مستوى الفم و سألها عن مكان إخفاء مبلغ مالي آخر فأخبرته أنها لا تملك أي شيء ، فقام بفك يدها و رجلها و أبقى على عينها مغمضتين و بعدها قام بنزع حذائها و ملابسها موجها لها لكمة أخری و سبها و شتمها بعبارات خادشة للحياء، ثم قام بتمزيق قميصها و أبقاها عارية وطلب منها هتك عرضها فرفضت ذلك فهددها بالسلاح الأبيض و أسقطها فوق الفراش و اعتدى عليها جنسيا بوحشية حتى دخل أحدهم و طلب منه التوقف من أجل المغادرة قبل فضح أمرهم ، و بعد ارتدائها لملابسها قاموا بنقلهم على متن مركبة لا تعرف نوعها و قاموا بإنزالهما بعمارات مارينا و قاموا بالفرار بعدها ، كما أكدت أن عددهم كان ثلاثة بالإضافة إلى سائق المركبة من نوع رونو “سامبول “و أنها تستطيع التعرف على الشخص الذي قام بالاعتداء عليها وهتك عرضها، مصرة في الأخير على المتابعة القضائية.
و هي نفس الطريقة التي طبقت على زوجين قادمين من ولاية مستغانم و آخر من الشرق الجزائري الذين تم استدراجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي “تيك توك” و استولوا على مبالغ مالية معتبرة بالعملة الوطنية و الأجنبية.،و عليه تم فتح تحقيق و التوصل إلى المشتبه فيهم الذين و بعد توقيفهم تمت مواجهتهم بالضحايا الذين تعرفوا عليهم جميعا.
خلال جلسة المحاكمة أعادت الضحية سرد تفاصيل الواقعة التي لا تزال راسخة في ذهنها موجهة أصابع الاتهام لجميع المتهمين.المتهمون جاءت تصريحاتهم بين الاعتراف و الإنكار و أن المتهم الرئيسي في قضية الحال متواجد في حالة فرار.ممثلة الحق العام خلال مرافعتها تطرقت لخطورة الوقائع و بشاعتها ملتمسة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب