حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار المتابع فيها زوج مريض نفسي كان يعنف زوجته المصابة بداء السرطان، أين قضت بإدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا، و تعلق الأمر بالمدعو(ع.العربي) في الأربعينيات من العمر.و تجدر الإشارة أنه سبق للمحكمة الإبتدائية و أن عاقبته ب10 سنوات سجنا نافذا.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية التي تعود لتاريخ الثامن والعشرين أكتوبر من سنة 2021 عندما تقدم أخ الضحية أمام أمن دائرة أرزيو للإبلاغ عن تواجد اخته (ش.ف) بمستشفى المحقن بمصلحة الاستعجالات الطبية نتيجة تعرضها إلى الضرب والجرح العمدي من قبل زوجها (ع.العربي) ،وعند انتقالهم تم إبلاغهم بتواجدها بالعناية المركزة لا تستطيع الكلام و في المساء تم تلقيهم خبر وفاتها، و عليه تم فتح تحقيق في القضية وسماع
القاصر ابن الضحية الذي صرح أن والده معتاد الاعتداء بالضرب على والدته لأسباب تافهة وانه بتاريخ 24/10/2021 في حدود منتصف النهار قام والده بضرب والدته وكانت بيده قطعة حديدية و حطم نافذة المطبخ كما قام بتاريخ 27/10/2021 بالاعتداء عليها بالضرب وبقيت بالفراش إلى غاية حضور خالته ونقلتها إلى المستشفى على متن سيارة الحماية المدنية بالرغم أن والدته تعاني من مرض خبيث.هذا و تم عند سماع المشتبه فيه أنكر ما نسب إليه وصرح أن زوجته المرحومة كانت تعاني من مرض سرطان الثدي منذ أربعة سنوات وانه قام بإهمالها والعيش عند والدته وتركها رفقة ابنها القاصر نافيا اعتداءه عليها بالضرب.
الضحية تقدم شكوى بتهديدها بالقتل يومين قبل وفاتها
هذا وكشفت جلسة المحاكمة أن الضحية يومين قبل الواقعة حررت رسالة خطية تؤكد فيها أن زوجها يتعاطى المخدرات والأقراص المهلوسة و مزجها بالمشروبات الكحولية و يقوم بتعنيفها عن طريق الضرب بالرغم من انها مريضة بالسرطان و تم استئصال ثديها، و يهددها بالقتل هي و ابنها الذي يبلغ من العمر 6سنوات و يلحقه الى المدرسة و يشتت تفكيره،كما قامت الضحية قيد حياتها بتقديم الشكوى أمام نيابة محكمة أرزيو.
كما تمسك المتهم خلال جلسة المحاكمة بإنكاره جميع الأفعال المنسوبة إليه مصرحا انه يعاني من مرض منذ صغره و يتناول الادوية، كما انه يحب زوجته التي مرضت مؤخرا و كان يقدم لها المال للعلاج، كما صرح انه كان يعيش مع عائلته و هي كانت تعيش ببيت مع ابنهما لانها كانت مريضة و تريد البقاء لوحدها لترتاح نافيا ضربه لها او تعنيفها خاصة و انه يحب زوجته.
هذا و قد كشفت جلسة المحاكمة أيضا انه يعاني من مرض الذهان الذي هو “مصطلح في الطب النفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل، ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي، الأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، وتعلُّق بمعتقدات توهمية (مثلا توهمات ارتيابية)، وقد يمرون بحالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك تترافق هذه الحالات غالباً مع انعدام رؤية الطبيعة الاعتيادية لهذه التصرفات، وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين، وخلل في أداء المهام اليومية، لذلك كثيراً ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق «فقدان الاتصال مع الواقع».
و هذا ما استند عليه دفاعه كون ان جميع اخوته يعانون من نفس المرض.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع و ثبوتها ضد المتهم بالرغم من إنكاره عبر جميع مراحل التحقيق و ذلك سوى للتهرب من المسؤولية، و خير دليل شهادة ابنهما القاصر الذي أكد أن والده كان يعتدي بالضرب على امه، ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب
