قضت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران بإدانة المدعو(ب.احمد) عن جناية الضرب و الجرح العمدي المفضي الى الوفاة دون قصد احداثها و معاقبته ب 5سنوات سجنا نافذا مع تبرئة ساحة زوجته (ب.الزهرة) من نفس التهمة .
بدأت وقائع القضية بتاريخ العشرين فيفري من سنة 2021 عندما تقدمت المدعوة (ب.الزهرة) إلى مصالح أمن عين البية بوهران طالبة التدخل ضد (ط.هواري) وعند انتقال عناصر الأمن وجدوه في حالة سكر جد متقدمة وتم التدخل وإدخاله إلى منزله ، لكن و على الساعة 06 صباحا ،تلقت ذات مصالح الأمن مكالمة هاتفية من العيادة المتعددة الخدمات ببطيوة تفيد استقبالهم جثة (ط.هواري)، حيث صرحت شقيقة هذا الأخير انه في الصباح الباكر من تاريخ الواقعة سمعت صراخ أخيها المتوفي وبعد خروجها من مسكنها وجدت (ب.الزهرة) وزوجها (ب.احمد) يضربان أخيها المرحوم الأولى بمقبض مجرفة والثاني بلوحة خشبية وأخوها ملقى على الأرض ففكت النزاع بينهما، و أدخلته المنزل فصرح لها بأنه يشعر بألم في رأسه أين نصحته بالدخول و النوم.
لكن الضحية خرج مجددا أين عثر عليه في فجر ذلك اليوم ملقى على الأرض جثة هامدة من قبل احد الجيران، ليتم فتح تحقيق، و بسماع المشتبه فيه (ب.احمد) صرح أن المرحوم جارهم ومنذ 3 سنوات وهو يعتدي باللفظ عليهم ويرشق منزلهم ويهددهم في حالة سكر ، وتاريخ الوقائع على الثالثة والنصف صباحا تقدم أمام منزله في حالة سكر وسبهم وشتمهم طالبا إطفاء نور المنزل ولما تمادى في ذلك اتصل بابنته وزوجته للاتصال بالشرطة فتقدمت زوجته إلى المنزل ودخلت وأغلقت الباب وظل المرحوم في السب في الخارج أمام إخوته ويضرب رأسه على الأرض ويقسم بأنه ابوبكر، ولما خرج من منزله بعد اتصاله بالشرطة وجده حاملا سيفا في يده وأراد ضربه به فدافع عن نفسه بضربه على يده بعصا خشبية وان الضحية أخرج ابنه وضرب رأسه عدة مرات وبعد الذهاب إلى الشرطة و تقديم شكوى، رجع إلى منزله، أين عاود الضحية المرحوم الخروج و سبهم فأعاد الاتصال بالشرطة الذين طلبوا منه تركه وشأنه، حتى أعلمه جاره بالعثور عليه ساقطا على الأرض على بعد 6 أمتار من مسكنه، نافيا أن يكون ضربه على مستوى الرأس أو جهة أخرى ما عدا الكتف.
أما المشتبه فيها (ب.الزهرة) فقد أنكرت ضربها للمرحوم الذي كان يعتدي عليهم لفظيا و يهددهم و يسبهم بعبارات نابية و انه سوف يمارس الجنس عليها و على أبنائها،و يوم الواقعة اتصل زوجها بابنتها هاجر يطلب منها الاتصال بالشرطة لأن المرحوم يعتدي عليه فاتصلت بالشرطة فاعلموها بحضورهم وخرجت من المرآب متجهة إلى البيت خوفا على ابنها الذي كان مع أبوه فوجدت المرحوم حاملا بوشية أمام المنزل وأثناء دقها الباب وخروج زوجها تهجم عليها المرحوم فحمل زوجها مقبض المجرفة محاولا ضربه بها فهرب هذا الأخير وحينها خرج أفراد عائلته والجيران وفكوا الشجار ثم قام المرحوم بحمل كيس قمامة ورماها على زوجها وحينها سقط أرضا وسقط منه السكين الذي اخدته أخته وامسكه ابن أخته وحاول الجيران إدخالهم إلى بيتهم لكنه بقي يتبعهم إلى غاية البيت حتى حضرت الشرطة فهرب إلى منزلهم وذهبا هما إلى الشرطة لأخذ أقوالهم و أرجعوهم إلى المنزل فوجدوه أمام منزله مجددا وواصل السب والشتم وبقي يضرب رأسه على الأرض مصرحا « أنا لا اسجد لله ويسجد لابنه إذا لم يغتصب ابنتها هاجر وأمها « ثم لم يسمع له صوت حتى سمعوه يتقيأ وبعد مدة سمعوا رشق في الباب والصراخ مرددين عبارات « قتلوه ، قتلوه» فنادوا الشرطة، مضيفة أنها فعلا حملت عصا خشبية للدفاع عن نفسها لكنها لم تضربه قط.
هذا و قد خلص تقرير تشريح الجثة إلى وجود من الناحية الخارجية جرح سطحي بالرقبة ، كدمة بقاعدة الرقبة ، كدمة بحلمة الثدي، إصابة بين الصدر والبطن وجرح في اليد اليسرى أما من الناحية الداخلية فأثبت التشريح إلى وجود كدمة تحت الجلد باليد اليسري ، كدمة عضلية في الكتف الأيسر والجزء العلوي للظهر والتواء في الفقرات العنقية وارجع هذه الإصابات إلى تعرضه إلى الضرب أثناء الدفاع عن نفسه أو أثناء ضربه للغير ، وارجع الوفاة لأكثر احتمال ضيق التنفس. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد على ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا للزوج و 5 سنوات سجنا لزوجته، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ
