
ناقشت من جديد محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية تكوين جمعية أشرار و القتل العمدي مع سبق الاصرار و الترصد و السرقة الموصوفة و كذا حمل السلاح الأبيض المحظور و المتورط فيها كل من (ي.محمد) 26 سنة و (ج.عبد القادر) 32 سنة و اللذان راح ضحيتهما الشاب (ه.توفيق) ذو السادسة والعشرين من عمره ،حيث أدانت المتهم الرئيسي بعقوبة الإعدام و الثاني بالسجن المؤبد .
تفاصيل الجريمة الشنعاء كانت قرية سي هجام بحاسي مفسوخ مسرحا لها و راح ضحيتها الشاب (ه،توفيق) سائق سيارة كلوندستان ،الذي لم يمر على نشاطه في هذا المجال سوى أشهر معدودات حيث تنقل و كالعادة الى موقف السيارات بأرزيو لنقل الأشخاص وكان ذلك بتاريخ السادس عشر سبتمبر من سنة 2015 ،أين تقدم اليه شخصان لغرض ايصالهما الى منطقة الشهايرية مقابل مبلغ 500 دينار جزائري ،لينطلق بهما الى المكان المراد الذهاب إليه و في الطريق تبين أن الراكبين في حالة سكر ،حيث حدثت مناوشات بينهما و بين السائق الذي حاول هذا الأخير نهيهم عن شرب الخمر في سيارته ،هكذا و لدى وصولهم الى منطقة سي هجام و بالقرب من إحدى المزارع أمر الراكبان السائق بالتوقف لأنهما يقطنان بتلك المنطقة حينها أشهر المدعو (ج.عبد القادر) الخنجر في وجهه بعد أن شده من يده مطالبا إياه بترك مفاتيح السيارة و النزول ،فيما قام (ي.محمد) المكنى “كريك” بشده من الخلف عندما حاول السائق مقاومتهما ليوجه له الأول طعنة على مستوى العنق و الجانب الأيمن ما جعله ينزع مفاتيح السيارة و يخرج منها هاربا طالبا النجدة (عمي عمي سلكني باغي يقتلوني…) عندها نزل المدعو( ي.محمد) من المقعد الخلفي و لحق بالضحية أين وجه له طعنتين الأولى على مستوى القلب و الثانية على مستوى الرئة كانتا كفيلة بأن يلفظ على اثرها أنفاسه الأخيرة ،حيث لم يكتفي الجاني بفعلته بل رفعه من ثيابه و نظر إليه جيدا حتى تأكد من وفاته ثم رماه أرضا، ليركبا السيارة و يلوذان بالفرار لكن شاء القدر أن يفقد المتهم السيطرة على السيارة التي انقلبت بهما بمدخل مدينة الشهايرية ليواصلا طريقهما هاربين الى مسكن المتهم الرئيسي أين غيرا ملابسهما وافترقا فالاول بقي بمنزله والثاني توجه الى مدينة أرزيو محل إقامته.
تفاصيل هذه الجريمة الشنعاء رواها زوجان كانا بمحض الصدفة سالكين الطريق نفسه ،و اللذان فور مشاهدتهما للواقعة اتصلا بالرقم الأخضر الخاص بمصالح الدرك الوطني التي تنقلت الى عين المكان لتجد جثة الضحية مرمية على الأرض غارقة في دمائها ،كما تم العثور على سيارته بمدخل منطقة الشهارية محطمة كليا.
التحريات الاولية و بناءا على المواصفات المقدمة من قبل الشاهدين تم التعرف على المشتبه فيه الرئيسي الذي و لدى تنقل مصالح الدرك الى منزله أبدى مقاومة شديدة و هددهم بالسلاح الأبيض حيث كان في حالة جد متقدمة من السكر ليتم توقيفه واقتياده للتحقيق كما كشف عن شريكه في الجريمة.
خلال جلسة المحاكمة تراجع (ي.محمد) عن تصريحاته وقال انه لما ركبا سيارة كلوندستان اخرجا الخمر لتناوله بالمركبة ، الامر الذي اثار غضب الضحية و ارغمهما على النزول و ضربه بمفتاح السيارة حينها اشهر الخنجر و ضربه به و لا يتذكر أين اصابه ولا عددها نافيا تورط شريكه فيها و صرح انه لم يكن في وعيه و كان تحت تأثير الكحول، و هذا ما اكده المتهم الثاني. و هذا عكس ما حدث اثناء المحاكمة الابتدائية،اين أعاد المتهم الرئيسي سرد تفاصيل الواقعة مبررا فعلته بأنه كان تحت تأثير الكحول و المهلوسات،مضيفا انه يومها اتفق رفقة شريكه في الجريمة على تناول الكحول و سرقة سيارة ،حيث قبل هذا الأخير الفكرة على أن يكون الضحية ليس من المنطقة حتى لا يكتشف أمرهما ،فترصدا سيارة من نوع قريتوال التي أعجبتهما و نفذا خطتهما، في حين المتهم الثاني أنكر قيامه بطعن الضحية و أنه لم يشاهد ماذا حدث كونه كان ثملا لا يعي ما يجري.
والدة الضحية خلال الجلسة بكت بحرقة فراق فلذة كبدها الذي خسرته و هو في ريعان شبابه ،حيث تمنى والده لو مات في حادث مرور أهون عليهم بكثير من الطريقة التي أزهقت بها روحه الشابة، تلك الكلمات هزت مشاعر كل من كان في القاعة .
ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لبشاعة الجريمة التي ارتكبت عن سبق الإصرار و الترصد ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام للاول و المؤبد للثاني ،لتنطق هيئة المحكمة وبعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ