يبذل قطاع الثقافة والفنون لولاية معسكر جهودا مضنية لتثمين الموقع الأثري لرجل تيغنيف القديم الذي يعتبر من أهم المواقع بالمنطقة بالنظر لقيمته التاريخية والحضارية والإنسانية.
ويعد هذا الموقع الأثري المتواجد بالجهة الغربية لمدينة تيغنيف ويتربع على مساحة تفوق 1 هكتار عبارة عن كتلة صخرية ارتفاعها ما بين 25 و30 متر حيث تعود الاكتشافات الأولى به سنة 1870 من خلال استغلال المرملة المتواجدة بمدينة تغنيف (قرية بالكاو سابقا) التي تم داخلها جمع بعض العظام المتحجرة فضلا عن اكتشاف البقايا الحجرية من مادة الصوان وفأس مصقول.
وجرى اكتشاف سنة 1954 بقايا لعظام رجل تيغنيف تمثلت في ثلاثة أجزاء من فك سفلي وعدد من الأسنان المتفرقة وبقايا الأحجار المصقولة حيث حدد تاريخ هذا الإنسان الذي يعود الى فترة ما قبل التاريخ أي أكثر من 600 ألف سنة قبل الميلاد.
وبغية تعميق البحوث العلمية حول هذا الموقع الأثري والعمل على حمايته وتثمينه قامت وزارة الثقافة والفنون بإرسال فرق مختصة من المركز الوطني للبحوث في ما قبل التاريخ والانثروبولوجيا للجزائر العاصمة تحت اشراف الباحثين محمد سحنوني وزهير حريشان وذلك لتجسيد حفريات بذات الموقع في الفترة من 2013 إلى 2023.وأسفرت نتائج اكتشافات هذه الفرقة العلمية ضمن هذه الحفريات على أن الموقع الأثري لإنسان تيغنيف يعود إلى مليون سنة ما قبل الميلاد.
وبرمجت المديرية المذكورة بالتعاون مع ذات المركز قبل نهاية السنة الجارية حفريات علمية أخرى على مستوى نفس الموقع الأثري وذلك بغية توسيع البحث حول المراحل التاريخية التي عرفها وكذا التنقيب عن بقايا حجرية قديمة تعود إلى فترة العصر الحجري الحديث.وأكدت نفس المديرية بأن لهذا الموقع الأثري الذي تم تصنيفه في السنوات الأولى بعد الاستقلال ضمن قائمة التراث المادي الوطني قيمة تاريخية علمية تؤهله لكي يصنف ضمن قائمة التراث العالمي.وتبذل حاليا مساعي بمعية المركز الوطني المذكور لاستحداث ورشات بحث بغية حفظ كل الأشياء المكتشفة على مستوى الموقع فضلا على اقتراح انجاز متحف خاص به ضمن برنامج التنمية للسنة المقبلة.
برنامج خاص لتثمين الموقع الأثري لرجل تيغنيف
ومن جهة أخرى أعدت مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع المركز الوطني للبحوث في ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا للجزائر العاصمة وجامعة “مصطفى اسطمبولي” لمعسكر مطلع السنة الجارية برنامجا خاصا لتثمين الموقع الأثري لرجل تيغنيف , استنادا إلى نفس المديرية.ويشمل هذا البرنامج تكثيف الحفريات العلمية على مستوى ذات الموقع الأثري الذي يبقى محل اهتمام العديد من الباحثين والمختصين في علم الآثار وفترة ما قبل التاريخ ببلادنا.
كما يتضمن البرنامج غير محدد زمنيا تنظيم زيارات بيداغوجية إلى هذا الموقع لفائدة طلبة قسم الآثار وتخصص تاريخ قديم بجامعة معسكر وكذا تلاميذ المؤسسات التربوية بغية التحسيس بأهميته التاريخية والعلمية إلى جانب إعداد كتيبات للتعريف بهذا المعلم الأثري , وفق ذات المصدر.وبرمجت بالمناسبة محاضرات ومداخلات علمية وأيام دراسية ستسلط الضوء على هذا الموقع الأثري لاسيما من الناحية الأكاديمية وذلك بتأطير من أساتذة وباحثين من جامعة “مصطفى اسطمبولي” لمعسكر والمركز الوطني للبحوث في ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا للجزائر العاصمة .ويهدف هذا البرنامج أساسا إلى نفض الغبار عن الموقع الأثري لإنسان تيغنيف والتعريف به والعمل على تصنيفه ضمن قائمة التراث العالمي.
