الوطني

جهود و مساعي مختلفة لحماية البيئة بالوسط الحضري بولاية ورقلة

شكلت مسألة حماية البيئة بالوسط الحضري بورقلة خلال سنة 2023 واحدة من الانشغالات الرئيسية التي حظيت باهتمام السلطات العمومية حيث بذلت مساعي مختلفة للتكفل بالنقائص.ولعل من أهم ما يبرز في هذا الصدد استحداث مؤسسة “ورقلة نات- كوم” خلال سنة 2023 بورقلة والتي تشكل أداة لتدعيم جهود حماية المحيط البيئي بالوسط الحضري.

وقد أسندت لهذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري والتي تعد مكسبا هاما للولاية المهام التي كانت من اختصاص البلديات سابقا في مجال جمع النفايات بكافة أنواعها وتحويلها نحو مركز الردم التقني ببامنديل وإنجاز وصيانة شبكة الإنارة العمومية وتهيئة المساحات الخضراء و فضاءات الترفيه وتنظيف الخنادق وإنشاء المشاتل وكذا تنظيم حملات التشجير.

وتمكنت المؤسسة منذ دخولها حيز الخدمة من تجسيد عمليات مختلفة ببلديتي ورقلة والرويسات تتعلق بالقضاء على النقاط السوداء المنتشرة بجوانب الطرقات الرئيسية وكذا تنظيف البالوعات وقنوات الصرف الصحي، وكذا الأحياء السكنية وإزالة المفارغ العشوائية ورفع النفايات المنزلية والهامدة، مثلما أوضح مدير المؤسسة أحمد يعقوب.

وفي ذات الإطار نفذت عمليات واسعة لتطهير المحيط من خلال إزالة آلاف الأطنان من النفايات المنزلية والصلبة المتراكمة بعدة مناطق عبر البلديتين وتحويلها نحو مركز الردم التقني ببامنديل، حسب ذات المسؤول.وبهدف ضمان استدامة نشاطها فقد تم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية من خلال تحويل ما يزيد عن 70 عونا من البلديات نحو المؤسسة وتوفير 14 شاحنة مخصصة لجمع النفايات بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص في العملية بنسبة 40 بالمائة وذلك بتكليفه بجمع النفايات بالبلديات البعيدة على غرار عين البيضاء وأنقوسة وحاسي بن عبد الله والبرمة الحدودية، كما جرى شرحه.ويرتقب تدعيم المؤسسة ب 20 شاحنة جديدة من ميزانية الولاية وكذا اقتناء آلة لرسكلة النفايات و تدويرها لضمان نشاط تجاري للمؤسسة وتوفير فرص عمل جديدة من خلال إعادة تدوير المخلفات الصلبة.

وتعتزم مؤسسة “نات-كوم” ضمن نشاطها استغلال التكنولوجيات الحديثة في عملية جمع النفايات مما يساعد على وضع مخططات خاصة بتوزيع الموارد البشرية والمادية بشكل مدروس لضمان تسيير أفضل لعمليات الجمع ومعالجة النفايات ومراقبة العمل عن بعد وكذا الحد من تراكم النفايات سيما بالشوارع الرئيسية حيث تتمركز العديد من النشاطات التجارية، وكذا اقتناء حاويات تشغل بالذكاء الاصطناعي، حسب ذات المصدر.

 

 

 

التحسين الحضري… وجه آخر لترقية المحيط العمراني

 

              

ويجري تنفيذ العديد من برامج التحسين الحضري بعاصمة الولاية والتي تندرج في إطار مساعي ترقية المحيط العمراني وحماية البيئة أيضا.وفي هذا الشأن فقد أدرجت السلطات العمومية بالتنسيق مع مختلف الهيئات المحلية والجمعيات الناشطة في المجال البيئي عدة عمليات بهدف استعادة الوجه الجمالي لبلدية عاصمة الولاية، ويتعلق الأمر بالخصوص بفتح وصيانة الطرقات وتهيئة الساحات العمومية وإنشاء مساحات للترفيه بالوسط الحضري وخاصة داخل التجمعات السكنية وتركيب شبكات الإنارة العمومية وغيرها من أشغال التهيئة والتجهيز.

 

كما يسجل من بين المشاريع المنجزة والتي تحظى باهتمام المواطن إعادة تأهيل طريق حي ”الأنصار” بسكرة (بلدية الرويسات) لتسهيل حركة تنقل المواطنين والمركبات من وإلى هذا الحي فضلا عن إنجاز وإعادة تأهيل طرقات حضرية بأحياء ذات البلدية بهدف تخفيف الضغط وتسهيل حركة المرور.

وقد تم ضمن تلك العمليات إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي على مسافة 3.000 متر طولي بحيي ”الطلبة” و”البدر” بذات المنطقة وإنجاز التهيئة الحضرية والإنارة العمومية بمدخل حي ”سيدي بن ساسي” ببلدية ورقلة.ويتعلق الأمر أيضا بأشغال إعادة تهيئة نهج الجمهورية في شطره الممتد من مقر بلدية ورقلة إلى غاية شركة التأمينات، حيث يعد هذا المشروع امتدادا لأشغال أخرى شهدها محيط الأروقة على غرار تسوية الأرضية وجوانب الأرصفة وتبليطها ووضع مقاعد خرسانية وتقليم النخيل وزراعة العشب الطبيعي وتسوية شبكة التقطير.

كما تندرج ضمن ذات الجهود عملية تهيئة وتشجير المساحة العمومية المحاذاة لمستشفى الصداقة الجزائري الكوبي وزرعها بالعشب الطبيعي وإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية على غرار ساحة حي ”البدر” التي تعتبر واجهة عاصمة الولاية، وكذا تهيئة الفضاءات عبر شارع القدس لجعلها متنفسا للعائلات.

 

ويذكر أن جهود المحافظة على البيئة ونظافة المحيط قد تدعمت باستغلال الطاقة النظيفة و المتجددة عن طريق استعمال الطاقة الشمسية للإنارة العمومية على عدة طرقات ببلدية عاصمة الولاية.ولقد انخرطت بذات الجهود العديد من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة من خلال العمل التطوعي على غرار جمعيتي “التكافل الأخضر” و”الزئبق للبيئة”، حيث تعملان بشكل دوري من أجل حماية البيئة والحفاظ على المحيط العام وكذا غرس الثقافة البيئية لدى الساكنة.

ويشكل الوسط التربوي بالنسبة للجمعيات حجر الزاوية في هذا المجال، حيث تحرص على إشراك المتمدرسين في حملات التنظيف وعمليات التشجير وتعريفهم بشروط حماية البيئة وكيفية الاعتناء بالنبات بالمساحات الخضراء وكذا نشر الوعي البيئي لحماية المحيط البيئي من التلوث.ومن جهتهم لم يتوان الفنانون من مختلف مكونات المجتمع في الانخراط في جهود تزيين المحيط وترك بصماتهم التي تبرز على امتداد بعض الطرقات والشوارع الرئيسية بمدينة ورقلة من خلال إنجاز ورسم جداريات ولوحات فنية جميلة سيما على جدران المؤسسات التربوية وبعض واجهات الهياكل الرياضية والترفيهية.

وفي السياق ذاته فقد تم غرس أكثر من 5.000 شجيرة خلال 2023 بولاية ورقلة ضمن حملات التشجير التي استهدفت أحياء وفضاءات مختلفة بالولاية والتي شملت شتلات تتكيف مع مناخ المناطق الصحراوية على غرار “الكاليتوس” و”الكازورينا” و”الدفلة” و”الميلية” وغيرها من الأصناف التي تقاوم الجفاف، حيث بلغت المساحة المخصصة لعملية التشجير ما يزيد عن 20 ألف هكتار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى