الثقافةعاجل

جوهرة المتوسط  التي عانقت أعظم الحضارات وأقدمها…..محاولات تحرير مدينة وهران والمرسي الكبير  من حكم  الإسبانيين

بعد الإنتصار الكبير الذي حققه حسان باشا بن خير الدين في مستغانم ،لم يبقي للإسبان سوي وهران والمرسي الكبير من بلاد الجزائر. لذلك حاول حسان باشا أن يغتنم هذا النصر والمعنويات المرتفعة للجيش العثماني ،فبدأ يستعد ويحضر لمهاجمة وهران والمرسي الكبير حتي يتمكن من تطهير القطر الجزائري كليا من الإستعمار الصليبي الإسباني.

وكان ذلك بعد تعيين حسان باشا للمرة الثالتة علي ولاية الجزائر من طرف السلطان العثماني سنة1562م.لأن البيلرباي الجزائر (حسان باشا بن خير الدين ) عزل وأستدعي للمرة الثانية إلي استطنبول وتم تعيين مكانه أحمد باشا بستانجي ثم قائد يحي مؤقتا ،وذلك نتيجة سخط جيش الإنكشارية عليه ودسائس منافسوه بسبب ميل حسن باشا الشديد لرجال بلاد القبائل وزواجه من إبنة زعيم إمارة كوكوا، فسعوا به لدي السلطان العثماني .لكن حسن باشا كان من السهل أن يبريء نفسه من التهم التي نسبت له أمام السلطان العثماني إلي أن أعاده إلي منصبه .

غادر باشا الجزائر يوم 5فبراير 1563م متجها نحو وهران علي رأس جيش يبلغ ثلاتون ألف مقاتل منهم إثنتا عشرة ألف (12000 ) من زواوة وبني عباس تحت إمرة أحمد أمقران زعيم قلعة بني العباس وخمسة عشرة ألف (15000 ) من رماة البنادق .

إستقر حسن باشا بمنطقة رأس العين يوم 5أفريل 1563م وإستطاع أن يحتل برج القديسينبعد معركة دامية .إذ ذاك قرر حسن باشا أن يفتح مرسي الكبير حتي يجعل أسطوله في مأمن .لما رأي ذلك دون ألونزو دي قرطبةركب مركبا مع كتيبة من حملة البارود وجنود آخرين دوي خبرة ليدافع عن المدينة ،فإستقر ببرج المرسي الكبير الذي سماه الإسبان برج القديس سوفر.

وكان حسان باشا ملزم ومضطر أن يفتح برج القديس سوفر أولا حتي يسهل عليه فتح مرسي الكبير ، فهجم عليه عدة هجمات فشلت كلها.بذلك وجه حسن باشا هجوماته نحو مرسي الكبير ضد الإسبان الذين كانوا تحت قيادة دون مارتان وهو إبن الكونت دالكوديت ،الذي أطلق سراحه حسن باشا وسلم له جثة أبيه بعد معركة مستغانم.حسب ما ذكره أحمد توفيق مدني – وعبد الرحمن بن محمد الجيلالي -والدكتور يحي

بدأت معركة دامية في المرسي الكبير بين الأتراك والجيش الإسباني، فتم قصف المرسي الكبير بالقنابل من طرف العثمانيين ،بعدها قاموا بالهجوم علي مرتين ،فشلوا في الأولي لكن في الثانية إستطاعوا أن يضعوا علميين جزائريين في أعلي الأسوار. وأرسل حسن باشا رسولا إلي دون مارتان يحثه علي التسليم ،فرفض هذا الأخير وتكرر ذلك مرتين .

في ظل فشل الأتراك في إقتحام الحصن نظرا لبسالة دفاع الإسباني، غضب حسن باشا غضبا شديدا ،فرمي بعمامته نحو السور معاتبا جنوده .دام الحصار شهرين ويومين ولم يتمكن الأتراك من فتح المرسي الكبير .

إنسحب حسن باشا من المعركة وقرر الرجوع إلي الجزائر، بعد وصول الأسطول الإسباني الضخم بالقرب من مرسي الكبير . خاصة وأن الجيش الجزائري أرهق وفقد قوته نتيجة المعارك الطاحنة .

 

بقلم: بركان كراشاي هارون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى