الثقافة

جوهرة المتوسط  التي عانقت أعظم الحضارات وأقدمها…سقوط مدينة وهران مجددا تحت  حكم الدولة السابعة الإسبانية

لم يزل الإسبان مند أن طردوا من وهران يترقبون الفرصة لإستعادتها إليهم من جديد ، فتجهزوا بحملة عسكرية هائلة تمثلت في خمسة مئة وخمسة وعشرين سفينة حربية تحمل نحو ثلاتين ألف مقاتل وبها من العتاد سبعة مئة وعشرين مدفعا، ومن البارود إثنتا عشرة ألف وأربعة مئة وسبعة وعشرين قنطار ،وكذلك القنابل مختلفة الحجم ستة عشرة ألف وأربعة مئة وعشرين ،وثمانية ألاف صندوق من الرصاص ،وإثنتا عشرة الف بندقية ، ستة وخمسين ألف قنبلة يدوية بالإضافة إلي مليونان من وجبة طعام الجيش .

وفي يوم 29جوان 1732م وصلت الحملة إلي وهران تحت قيادة دوق مونتيمار او كما يسمي الكونت مونتيمار،وأنزلت جيوشها بعين الترك التي تقع غربي وهران علي بعد 15 كيلوميتر.وخرجت الحامية التركية لرد الحملة الإسبانية في عدد من الجيش يبلغ حوالي ألفين مقاتل تحت قيادة الباي بوشلاغم (حسب ما ذكره بن ميمون ) أما أحمد توفيق مدني فقال ألفين وخمسة مئة من الجند وعشرين ألف مقاتل من الشعب. هذا ما ذكره أحمد توفيق المدني وإبن ميمون ونقل عنهما الدكتور يحي بوعزيز

ونشبت الحرب بين الطرفين وكاد أن ينتصر المسلمون علي عدوهم الإسباني خاصة بعد أن قتل في المعركة قائد الحملة الإسبانية ،لكن سرعان ما تدارك الإسبان الموقف وذلك لقة عدد المسلمين مقارنة بعدد الضخم للقوات الإسبانية الذين إحتلوا المدينة وإستولوا علي مئة وستة وأربعين مدفع التي كان بها (عدد المدافع التي كانت بوهران )

يومئذ خرج الباي بوشلاغم من وهران وإقتدي به سكانها وخرجوا معه ،ودخل الإسبان المدينة 1جويلية 1732م فوجدوها خاوية علي عروشها.   وسمع الداي عبدي باشا بخبر الهزيمة وبلغ به الأسف والحزن إلي حد أنه إنقطع عن الطعام والشراب وإعتزل الناس . ثم قام بتعبئة الكتائب وبعث بالجنود تحت قيادة ولده محمد لمقاتلة الإسبان بوهران.

وبينما الجند في ميدان القتال إذ فاجأهم خبر موت الداي ،فحبطت  معنويات جند الأتراك ودب الفشل فيهم ثم إنسحبوا من المعركة وعادوا إلي مراكزهم .( نفس المصادر )

بعد هزيمة المسلمين أمام الجيش الإسباني الذي إستولي علي وهران وذلك لظروف التي ذكرناها من قبل تتمثل في عدم تكافؤ القوتين، وأيضا وفاة الداي بالجزائر مما أثر سلبا على معنويات الجيش التركي .واصل الباي بوشلاغم كفاحه وأخد ينظم هجمات من مدينة مستغانم التي إلتجأ إليها حين ظاعت منه وهران.

ففي 4نوفمبر 1732م شن المسلمون هجوما تحت قيادة الباي بوشلاغم علي وهران ،فوقعت معركة عنيفة أستشهد فيها إبن بوشلاغم .ثم في يوم 12نوفمبر 1732م جرت معركة أخري وثأر الباي بوشلاغم لموت ولده بقتل المركيز دي سانتاكروزوعدد كبير من أفراد الجيش الإسباني. سنة 1733م هجم المجاهدون علي وهران وتكبد الإسبان خسائر كبيرة وقتل قائدهم المركيز دي ميروسنيل .بعد عام من ذلك اي سنة 1734م نفد الباي بوشلاغم هجوما آخر إستهدف من خلاله برج العيون لكن فشل في إستلاء عليه.

توفي الباي بوشلاغم سنة 1734م بمستغانم حيث دامت مدة حكمه ما يقارب ستة او سبعة وأربعين سنة (1686م-1734م )ودفن بجوار أغته السيد البشير بن أحمد البحثاوي (بمستغانم ).وما يلاحظ أن الإسبان لم يلاقوا صعوبات لفتح وهران ومرسي الكبير والسبب في ذلك أن الباي بوشلاغم لم يهدم ويخرب الحصون مما سهل عليهم إستغلالها بسرعة في تحصين مواقعهم بعد أن عادوا إليها .من هم الإسبان : إتفق المؤرخون أن الإسبان من ولد يافث بن نوح عليه السلام .لكن الإختلاف يكمن في هل من ولد يافث أو حفيده وكذلك إختلاف آخر الذي وقع بين المؤرخين هل الإسبان هم إخوة الفرنج أم الروم وهذا ما جاء به مزاري بن عودة .

يري أبي رأس الناصري في عجائب الأسفار أن الإسبانيين هم من الاتينيين الذين يتفرعون من لاتين بن يونان ويضيف الناصري أن الاتينيين هم المعروفين بالروم من بني يونان ويقول أيضا في موضع آخر أن النسابين والمحققين يرجعون الروم جميعا إلي يونان الإغريقيين، والاتنيين واليونان من ولد يافث وإسمه ياقمان

وقال أبو راس الناصري في عجائب الأخبار أن الإسبان هم فرقة من الروم ولا من فرنج. ويري محمد بن يوسف الزياني لا خلاف أن الإسبانيين من ولد يافث وإنما الإختلاف هل يونان ولد يافث أو حفيده .لكن محمد بن يوسف الزياني قال أن الإسبان إخوة الفرنج ويشتركون معهم في الاتينية والكتوليكية عكس ما ذكره أبي رأس الناصري.

بقلم: بركان كراشاي هارون

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى