الثقافة

  جوهرة المتوسط  …وهران تحت حكم الدولة الثامنة “الترك” بعد تحريرها من الإستعمار الإسباني

من هم الترك أو كما يسموا الأتراك : حسب ما ذكره المؤرخ مزاري بن عودة ،أختلف في سبب تسميتهم حسب قولين. القول الاول إنما سموا بذلك نسبة لجدهم ترك بن كومر بن يافث بن نوح عليه السلام فهم إخوة الفرنج ما جاء به أبو راس الناصري .أما إبن سعد المغربي يقول أن الجد ترك بن عابر بن شئويل بن يافث بن نوح عليه السلام فيجتمع نسبهم مع ياجوج وماجوج، والفرنج،والخزر،الصقالبة،التاريس،الصين،والكار، والمنسك عند الجد يافث.

أما القول الثاني :يري إبن هشام سبب تسميتهم بالترك ،أن قبيلة من ياجوج وماجوج آمنوا بالله ،فتركهم ذو القرنين لما بني السد بأرمينية (لذلك سموا بالترك ).أيضا يقول القسطلاني في شرحه للبخاري ، أن ياجوج وماجوج إثنان وعشرون قبيلة بنا ذو القرنين السد علي إحدي وعشرين وترك واحدة لذا سميوا بالترك.

في سنة 1704م هجم الاسبان علي نواحي وهران ،فقاموا بأسر مئتين وخمسين عربيا ،هذا ما جعل الداي حسين خوجة بالعاصمة أو كما يسمي (الداي محمد بكداش ) يستعد لحملة ضدهم ،فجهز جيشا يحتوي علي ثمانية آلاف وخمسمائة رجل من الجند النظامي ،بالإضافة إلي المتطوعين من سائر طبقات الشعب الجزائري الذين كان يفوق عددهم الجيش النظامي ، وتميز بمشاركة وإنخراط طلبة  العلم ،وكذلك أمد الداي هذا الجيش  بثلاثة آلاف وثلاتمائة قنطار من الدخيرة.

وأقلعت هذه الكتائب متوجهة نحو وهران تحت قيادة حسن أوزون وكان علي رأس الجيش الباي مصطفي بوشلاغم سنة 1707م

هجمت القوات التركية في البداية علي برج العيون ،فلقيت مقاومة شديدة من طرف جنود الإسبان ولم يستسلموا إلا بعد أن قام حسن أوزون بتفجير أسوار الحصن ،وكانت الحصيلة خمسة مئة وخمسة وأربعين أسير من جنود الإسبان وستين أسير من قبيلة قيزة (جيزة ) المتعاونة مع الإسبان ،وعدد القتلي بلغ أربعين رجل من الجيش الإسباني. زيادة علي ما غنموه من دخائر وسلاح ومؤن. بعد تحرير برج العيون توجه جيش الفتح نحو برج سانتاكروز أو كما يسمي برج الجبل نسبة لجبل المائدة (جبل مرجاجو-جبل هيدور ) ،قام المجاهدون بالهجوم علي هذا البرج وتضييق الخناق علي أهله ورميه بالقنابل ،وبعد قصف متبادل فشل الإسبان في مواصلة الدفاع عن الحصن والصمود أمام بسالة وشجاعة المجاهدين ، فسلموا البرج للأتراك، وإمتلك المسلمون جميع ما كان يحتوي عليه برج سان تاكروز من سلاح ودخائر حربية .

وكان عدد الأسري مئة وستة إسباني ،وستة نسوة وقيل ثلاتة وكان ذلك يوم 25سبتمبر1707م.ما ذكره (احمد توفيق مدني -يحي بوعزيز- وبن ميمون )

تابع الفاتحون سيرهم إلي الأمام، فإندفعوا نحو برج بن زهوة (بن زهوة أحد ياهود وهران ) ويسمي كذلك برج القديس غريغوارويعتبر ثالت حصن هوجم من طرف الأتراك بعد برج العيون وحصن الجبل . فهو حصن منيع مجهز بعدد كبير من المدافع ، لذلك لم يفتحه المسلمين إلا بعد حصار طويلا دام شهرين (حسب ما ذكره يحي بوعزيز- أما محمد بن ميمون فقال دام الحصار سبعة وثلاتين يوما ) .كلف ذلك المسلمين عدد وافر من الشهداء .

حاصر المجاهدين البرج ،وحفروا الخنادق ووضعوا الألغام لكن نظرا لحصانة البرج لم يتمكن حسن أوزون بتفجيره وإقتحامه إلا في المحاولة الثالتة، حيث أحدث التفجير ثقبا في سور البرج، من خلاله دخل المجاهدين إلي الحصن وفتحوه كان ذلك من شهر شعبان مئة وعشرين قتيل وثمانية أسير هي حصيلة تكبدها الإسبان في برج سان غريغوار. (نفس المصادر السابقة )

ثم إنتقل ميدان القتال داخل مدينة وهران ،وقام المجاهدون بمحاصرتها ثم فتحها وإقتحامها بسهولة يوم 20جانفي 1708م،وسبب في ذلك أن حسن أوزون قد إحتل كل الحصون الرئيسية التي كانت تدافع عن وهران مما سهل علي الفاتحين غزو المدينة ولم يبقي أمام جيش المسلمين لي إتمام الفتح في وهران  إلا برجين برج الأحمر -برج الجديد 》.

بقلم: بركان كراشاي هارون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى