
حجم الدمار في غزة هائل ويفوق قدرة أي جهة بمفردها على انتشال الجثث من تحت آلاف المنازل
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، يوم السبت من أن حجم المهام المطلوبة لانتشال الجثث من تحت أنقاض قطاع غزة “هائل ويفوق قدرة أي جهة بمفردها”, مشيرا إلى أن آلاف المباني والمنازل المدمرة تخفي تحتها جثامين لعائلات بأكملها تنتظر من ينتشلها.
وقال فليتشر، في مقابلة من مدينة غزة، أن هناك “عملا كبيرا وعملاقا أمامنا”, موضحا أن انتشار الركام في كل مكان يجعل عمليات البحث والانتشال معقدة للغاية وتحتاج إلى معدات ثقيلة وتجهيزات متخصصة لا يزال الاحتلال الصهيوني يمنع دخول كثير منها.
وأضاف أن الكثير من الأسر ما تزال تنتظر استعادة جثامين ذويها، مؤكدا أن هذا الملف يمثل “قضية إنسانية بحتة” يجب أن تدرج ضمن الالتزامات الميدانية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن الحاجة إلى المعدات الخاصة بالبحث والإنقاذ تمثل أولوية ملحة ضمن خطة الأمم المتحدة، موضحا أن حجم الركام الهائل يجعل الوصول إلى الضحايا صعبا دون تدخل هندسي وتقني كبير، وأن الاستجابة الإنسانية يجب أن تشمل هذه العمليات إلى جانب الإغاثة الغذائية والطبية.ووصف المسؤول الأممي الوضع الإنساني في القطاع بأنه “صعب للغاية”, مشيرا إلى أن المدن التي زارها سويت بالأرض وأن مستوى الدمار “يتجاوز كل تصور”, موضحا أن جولاته تعكس معاناة هائلة تحتاج إلى تضامن دولي واسع.
وأكد أن الجهود تتواصل لإزالة الركام وإعادة فتح الطرق وتسهيل إيصال المساعدات، مضيفا أن الأمم المتحدة تحتاج إلى آلاف الشاحنات أسبوعيا لتوزيع المساعدات الغذائية والصحية والتعليمية، وأن نحو مليون وجبة توزع حاليا على السكان رغم النقص الكبير في الإمكانات.وأشار إلى أن القطاع الصحي يواجه ضغطا شديدا، وأن المستشفيات بحاجة ماسة إلى الوقود والأدوية والمعدات، فيما يظل مئات الآلاف من الأطفال في انتظار العودة إلى مدارسهم ضمن خطة لإعادة إطلاق العملية التعليمية.
وارتكب الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.