الوطني

حركية كبيرة للمدينة الجامعية لوهران في تحويل مذكرات تخرج الطلبة إلى مؤسسات ناشئة و مشاريع مبتكرة

عرفت مؤسسات التعليم العالي للمدينة الجامعية لوهران حركية في سياق تطبيق القرار الوزاري 12-75 القاضي بتحويل مذكرات تخرج الطلبة إلى مؤسسات ناشئة و مشاريع مبتكرة منفتحة إنفتاحا تاما على الإقتصاد المحلي و الوطني.

و تطبيقا لهذا القرار الوزاري, عملت مختلف المؤسسات المكونة للمدينة الجامعية لوهران خلال سنة 2022-2023 على تكثيف عمليات التحسيس و التوعية حول هذا القرار الذي جاء بطرح جديد يضيف للجامعة دورا آخر فضلا عن دورها في التعليم و البحث العلمي وبنظرة استشرافية إلى مستقبل بعنوان ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي.

و حسب رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب الدكتور, أحمد شعلال, فقد عرفت الجامعة “ديناميكية حقيقية في التحول من مؤسسة مهمتها تخريج الطلبة بشهادة جامعية للبحث عن منصب عمل إلى منبت أساسي لإنتاج الكفاءات الجامعية و تحويل الأفكار المبتكرة على مشاريع مبتكرة و مشاريع مؤسسات مصغرة و ناشئة”.

فإلى جانب مهامها التعليمية, صارت هذه الجامعة تعنى بالبحث العلمي وتثمين مخرجات البحوث العلمية، بالإضافة إلى كونها مرتبطة بالحياة الاقتصادية، باعتبارها جامعة منتجة، سواء تعلق الأمر بالمنتجات الابتكارية أو بالخدمات التي تقدمها للمجتمع، يضيف ذات المسؤول.و سجل على مستوى المدينة الجامعية لوهران التي تضم ثماني مؤسسات جامعية 149 مذكرة تخرج في طور الماستر تم مناقشتها خلال تلك الفترة في إطار القرار 12-75 من أجل انجاز مشاريع مبتكرة و خلق مؤسسات ناشئة و مصغرة.

و يتعلق الأمر ب 37 مشروعا مسجلا لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” و 24 للمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات “موريس أودان” بوهران و 21 للمدرسة العليا للاقتصاد و 18 لجامعة العلوم و التكنولوجيا “محمد بوضياف” و 17 لجامعة وهران 2 “محمد بن أحمد” و15 للمدرسة العليا للعلوم البيولوجية و14 للمدرسة العليا في الهندسة الكهربائية والطاقوية.و تم في هذا الإطار تسجيل 59 طلب براءة اختراع منها 21 لصالح للمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات و15 للمدرسة العليا للعلوم البيولوجية لوهران و 12 لجامعة وهران 1 و 6 لجامعة العلوم و التكنولوجيا و 4 لجامعة وهران 2 و 1 للمدرسة العليا للاقتصاد.

و تم إسداء وسم مشروع مبتكر ل 14 مشروعا مبتكرا منها 6 لجامعة العلوم و التكنولوجيا و 5 للمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات و 1 لجامعة وهران 1 و 1 لجامعة وهران 2 و آخر للمدرسة العليا للعلوم البيولوجية.و أوضح المصدر قائلا “نحن حاليا في مرحلة تقييم العمل الجبار الذي تم القيام به في ظرف أقل من سنة و إطلاق الحملات التحسيسية و التوعية لفائدة طلبة طور الليسانس خاصة السنة الأولى و توجيههم نحو خلق المشاريع المبتكرة و المؤسسات الناشئة و حتى نحو المقاولة الكلاسيكية”.

و أردف قائلا “سوف نمنح للطالب بعد تخرجه في حال لم يتم مشروعه بضعة أشهر إضافية في الجامعية حتى يتمه بصفة نهائية و يكون جاهزا بنسبة مائة بالمائة و سنعطيه صفة “طالب-مقاول”، مشيرا الى أن التحدي خلال السنة الجامعية الحالية هو غرس هذه الأفكار في طلبة السنوات الأولى حتى يبدؤوا في التفكير في مشاريع.

و أكد على الدور الأساسي الذي يلعبه الأساتذة في إنجاح هذا القرار حيث يجب عليهم أن ينخرطوا بأكثر فاعلية إضافة إلى العمل أكثر على تكثيف علاقة الجامعة بالنسيج الاقتصادي والصناعي في وهران إذ أن بعض المشاريع يجب أن تجسد داخل المصانع والمؤسسات الاقتصادية ويجب إشراك المؤسسات الاقتصادية من أجل احتضان والتكفل ببعض المشاريع التي تهمهم.كما يعد الهدف الأول خلال السنة الدراسية الحالية هو الوصول إلى انخراط من 70 إلى 80 من الطلبة في هذا المسعى خصوصا طلبة التخصصات التقنية مع عدم إهمال التخصصات الأدبية واللغات و العلوم الاقتصادية والحقوق وغيرها الذين كانت لديهم هم أيضا أفكار جريئة مبتكرة و أفكار لخلق مؤسسات ناشئة.

و قد كانت تجربة السنة الماضية استثنائية بالنسبة لحاضنات أعمال المؤسسات الجامعية بوهران. فعلى سبيل المثال حاضنة جامعة وهران 1 رافقت ما يقارب ال 40 مشروعا نفذها في تخصصات مختلفة هي الصيدلة وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية والكيمياء والذكاء الاصطناعي وغيرها و تنوي هذه الهيئة مضاعفة هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف خلال السنة الجامعية الحالية.

 

مرافقة دائمة للمشاريع المبتكرة

 

 

و قد تم مرافقة مشاريع مبتكرة ذات أهمية كبيرة على غرار اختبار PCR للكشف عن مرض السل و هو اكتشاف غير مكلف و سريع النتيجة من إنجاز طالبتين من كلية علوم الطبيعة و الحياة بالجامعة المذكورة تخصص الكيمياء الحيوية وعلم المناعة يعد المشروع الوحيد الذي تحصل لحد الآن على وسم مشروع مبتكر في الجامعة.كما تم مرافقة مشروع أنجزته طالبة من نفس الكلية شعبة البيوتكنولوجيا و الميكروبيولوجيا التطبيقية يتمثل في إنتاج عدة منتجات مختلفة صيدلانية و شبه صيدلانية من نبتة طبيعية دون تدخل من الإنسان حيث قامت الطالبة بصنع مكملات غذائية طاقوية على شكل أقراص لمقاومة التعب والإعياء ومنتجات طبية (تيزانة) لعلاج آلام الجهاز الهضمي علاوة على استخراج من نفس النبتة زيوت طبيعية للبشرة والوجه و الشعر مع تثمين بقايا هذه النبتة من أجل صنع مقشر للبشرة. و قد تم إيداع طلب براءة اختراع حول هذا المشروع و ينتظر أن يتم اسداء العلامة قريبا.

و من جانبها, رافقت حاضنة أعمال المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات حوالي 21 صاحب مشروع منها طابعة ثلاثية الأبعاد ذات رأس مزدوج و ماكينة تصنيع الخيوط للطابعات ثلاثية الأبعاد، حسب مسؤولة الحاضنة, مباركي آمال.أما المدرسة العليا للعلوم البيولوجية بوهران فقدم طلبتها عدة مشاريع مبتكرة على غرار مشروع تطوير مجموعات مبتكرة لاستخراج الحمض النووي (مجموعات عزل الحمض النووي) حصلت من خلاله المدرسة على أول علامة لمشروع مبتكر لهذه المؤسسة الجامعية.

و كان للعلوم الإنسانية و الاجتماعية حظها أيضا من الإبتكار حتى و لو كان في منتهى الصغر مقارنة بالتخصصات التقنية غير أن طلبتها قاموا ببعض المشاريع على غرار مشروع المكتبات الإلكترونية بدون انترنيت الذي تحصل صاحبه من كلية العلوم الإسلامية على أول علامة مشروع مبتكر لجامعة وهران1 اضافة الى مشروع آخر يتعلق بتطبيق للإختبارات النفسية بجامعة وهران 2 ومشاريع أخرى في التجارة الالكترونية و البيئة.

و يتوقع أن يزيد إقبال الطلبة بشكل عام و العلوم الإنسانية و الإجتماعية خاصة على المشاريع المبتكرة حيث أنهم لا يفوتون يوما تحسيسيا أو تظاهرة إعلامية حول قرار 12-75، وفق ما ذكره لوأج مسؤول حاضنة أعمال جامعة وهران 2, مطاهري ضياء الدين.

 

 

ق.ح/الوكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى