الثقافة

حفل موسيقي وغنائي ساهر بتاغيت في اختتام الجزء الأول من إقامة “وان بيت الصحراء”

أحيا الموسيقيون المشاركون في إقامة “وان بيت الصحراء”, مساء أمس السبت بتاغيت ببشار, في اختتام الجزء الأول لهذه التظاهرة, حفلا موسيقيا وغنائيا ساهرا قدموا خلاله حصيلة عملهم المشترك وورشات التعاون والتبادل والتأليف الموسيقي التي جرت على مدار أسبوعين.

وتميزت هذه السهرة, التي نظمت في الهواء الطلق بالقرب من النقوش الصخرية لتاغيت وعرفت حضور جمهور كبير من سكان المدينة والمناطق المجاورة والعديد من السياح الأجانب, بتقديم وصلات متنوعة عرفت تمازجا رائعا بين مختلف الطبوع الجزائرية والآفرو-أمريكية والإفريقية على غرار الراي والشعبي والديوان والجاز والبلوز والغاسبل والهيب هوب وكذا الموسيقى الإفريقية التقليدية.كما عرف الحفل انسجاما في الأداء بين مختلف الآلات الموسيقية المستعملة, التقليدية منها والعصرية, كالقمبري والقرقابو والباتري والغيتار والكمان والدف, وهذا بحضور موسيقيين من الجزائر والولايات المتحدة وتونس ومالي وليبيا وموريتانيا وبلدان اخرى بالإضافة إلى الموسيقي شكيب بوزيدي, مدير فني بهذه التظاهرة والمبادر بها, والعازف المعروف على الباتري كريم زياد الذي قدم تجربته لهؤلاء الموسيقيين.

وعزف المشاركون وغنوا رفقة الجمهور الحاضر للسلم والحرية والتنوع الثقافي, وفي هذا الإطار قالت هند بوكلة, وهي مغنية جاز جزائرية وعازفة غيتار, أن “وان بيت الصحراء” تظاهرة “مهمة جدا كونها تسمح للفنانين بتشارك ثقافاتهم والتعرف على الثقافات الأخرى, فالموسيقى لغة عالمية ولغة سلم في المقام الأول”.

وشهد أيضا هذا الحفل مشاركة فرق محلية على غرار “الفردة” من القنادسة التي قدمت وصلات موسيقية وغنائية في الشعر الملحون والقصيد الصوفي وكذا فرقة “عمي ابراهيم برزوق” بقيادة “معلم” جبار, حيث أمتعت الحضور بفقرة في الديوان على أنغام القمبري والقرقابو تكريما للفنان برزوق الذي وافته المنية مؤخرا.وعبر زائر إيطالي يعيش بالجزائر عن سعادته بالتواجد في تاغيت للمرة الثالثة وحضور هذا الحفل مبديا “إعجابه الكبير بالمدينة وجمال طبيعتها ونخيلها وكثبانها الرملية وجبالها الصخرية ..”.وكان هذا الحفل قد عرف حضور السفيرة الأمريكية بالجزائر, أليزابيث مور أوبين, التي اعتبرت أن هدف هذه التظاهرة هو “الاعتراف بتأثير الأمريكيين السود” في تطور الموسيقى الأمريكية و”ربط هذا التطور الموسيقي بجذوره في إفريقيا”, وكذا “تسليط الضوء على أوجه التشابه بين الموسيقى الجزائرية والأمريكية الإفريقية ..”, مضيفة من جهة أخرى أن الصحراء “ألهمت البشر لإبداع الفن” وأن النقوش الصخرية بتاغيت “دليل على التاريخ الثقافي العميق في الصحراء” الجزائرية.

كما حضر زهير بلالو, الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون, والذي لفت إلى أن “الموسيقى لغة كل الشعوب وعامل تواصل وأمان بين الأوطان”, مضيفا أن تظاهرة “وان بيت الصحراء” لها “دور هام في تعزيز روح التعاون المشترك وتثمين التنوع الثقافي لكل البلدان المشاركة, كما أنها إثراء لموسيقانا الوطنية ..”.وقال من جهته والي بشار, محمد السعيد بن قامو, أن هذه الإقامة “مناسبة لإبراز المقومات السياحية” للجزائر و”فرصة للطاقات الشبانية للتعبير عن إمكانياتها في مجالي الفن والسياحة (..) وأيضا لتعزيز الروابط الفنية بين الجزائر والبلدان المشاركة ..”.

واختتمت بتاغيت فعاليات الجزء الأول من إقامة “وان بيت الصحراء”, التي افتتحت في 21 فبراير الماضي, وسينتقل بعدها الفنانون المشاركون إلى العاصمة أين سيقضون أسبوعا آخر بدار عبد اللطيف لمواصلة تدريباتهم وورشاتهم في الأداء والتأليف المشترك على أن تختتم الإقامة ككل بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في 11 مارس.

وتهدف هذه التظاهرة, التي تنظمها السفارة الأمريكية بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون, إلى توفير تكوين عالي المستوى للفنانين المشاركين وإنتاج موسيقى جديدة وأصيلة وكذا فتح آفاق عمل جديدة لهم بالإضافة إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري والإفريقي والأفرو-أمريكي والتعريف بالإمكانات السياحية لتاغيت والجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى