
حكم العثمانيين للجزائر و إدارة البايات والباشاوات لشؤون تسييرها
تم ترقية خير الدين إلي رتبة أمير البحر من طرف السلطان سليمان القانوني سنة 1534م ،مكافأة له علي الإنتصارات العديدة التي أحرزها في البحار ،وبراعته في الحروب. غادر خير الدين الجزائر متجها إلي إسطنبول ليستلم مقاليد هذه الرئاسة ،تاركا مكانه أعز أحد رجاله هو حسن أغا المعروف بالذكاء السياسي وصلابته في الحروب.
إغتنم 《شارلكان》فرصة غياب خير الدين من الأسطول الجزائري الذي كان يهدد به خير الدين سواحل البحر المتوسط ،فشرع مسرعا في تنظيم عملية الغزو علي تلمسان فعين 《الدون مارتين دي قرطبة》حاكما علي وهران في جوان 1534م برتبة جنرال .
فإستعد التلمسانيون لدفاع عن مدينتهم ،فوحدوا صفوفهم وجمعوا قواتهم. في سنة 1535م وصل جيش الإسباني إلي قرية (بن سكران )رفقة جنود إبن رضوان حليف الإسبان كبير شيوخ بني عامر،وبدأت الهجمات وإستمرت المعارك بين الطرفين حوالي ثلات أيام ،فشل فيها الإسبان علي الإستلاء علي تلمسان وإنتهت حملتهم علي عاصمة الزيانيين بالخيبة والحرمان.
بعد فراغ خير الدين من إمتلاك ناصية القيادة العليا للأسطول التركي ،رجع إلي المغرب ليتم فتوحاته ،فعاد في أسطوله الضخم حاملا منصبه البحري الجديد.فبدأ بغزو تونس ،فوقعت معارك عظيمة هناك بين جيش العثماني وجيوش شارلكان المتحالفة مع بني حفص . ثم توجه خير الدين إلي عنابة فطرد منها 《المركيس مندخار 》عامل شارلكان بها الذي إنهزم مع جنوده المقدر عددهم ستمائة أمام جيش خير الدين .بعد عنابة شرع في تأسيس مدينة البليدة بمساعدة الجالية الأندلسية المهاجرة إليها، فأنشأ بها مسجدا جامعا وحماما وبني الناس مساكنهم تمتاز بشكلها الأندلسي وأنشأوا حولها بساتين ومزارع .توفي خير الدين في إسطنبول بعدما كان معتكفا علي تسيير إدارة شؤون إمارة البحر سنة 1546م.
حينما كان خير الدين يتردد بين الجزائر و إسطنبول دائما يترك حسن آغا نائبا عنه وبأمر من الخليفة العثماني سليمان القانوني الذي أقر حسن اغا علي إمارة الجزائر، لأنه كان أحد رجال خير الدين المخلصين ،أو الرجل الأول الذي كان يضع فيه خير الدين الثقة التامة ،وذلك بما فيه من إستقامة ونزاهة .
أصبح حسن أغا شخصية بارزة في الجزائر ومثالا في البطولة والتضحية في سبيل الله ودفاع عن شرف بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي . قام بإخماد نار الفتن التي أضرمها المتعاونين مع الإسبان، بغزو تلك القبائل كما فعل مع حسين إبن القاضي الذي ألزمه حسن أغا علي الطاعة وأداء الزكاة.
فتح مدينة مستغانم سنة 1539م وتوجه نحو الجنوب فإستولي علي بسكرة وأسس فيها حصنا .وكان حسن أغا يغزو الثغور والسواحل الأوروبية ، بموقفه هذا وبطولاته وتضحياته ،إكتسبت الجزائر قدرا عاليا بين الأمم الأخرى جعلتها تحسب لها ألف حساب.
توفي حسن أغا أو كما ذكره أحمد توفيق مدني (حسن محمد باشا ) سنة 1544م مخلفا وراءه آثار عمرانية بالجزائر (العاصمة ) منها برج الفنار المشرف علي المرسي القديم الذي أسسه 1541م. وكذلك قلعة سلطان قالاسي الموجودة في كدية الصابون المعروف أيضا ببرج مولاي حسن أوما يسمي برج بوليلة ،بناه حسن أغا ذكري لإنتصاره علي شارلكان في حملته ضد الجزائر.
بقلم: بركان كراشاي هارون