الثقافةعاجل

حكم العثمانيين للجزائر و إدارة  البايات والباشاوات لشؤون تسييرها

بعد وفاة محمد حسن اغا ، بادر السلطان سليمان القانوني بتعيين حسن باشا خير الدين برتبة باي لرباي وذلك إعترافا بفضل والده خير الدين وتلبية لرغبته ، خاصة وأن الباي لرباي السابق خير الدين قد أدركه الهرم .(حسب أحمد توفيق مدني ).

ويضيف عبد الرحمان بن محمد الجيلالي أن أهل الديوان أجمعوا علي تولية الحاج بكير مكان محمد حسن آغا مؤقتا ريثما يتصل بهم الحاكم التركي .حتى قدم حسن باشا إبن خير الدين (حسب عبد الرحمن بن الجيلالي هناك من يقول أن حسن باشا إبن خير الدين بالتبني ).

لقد بادر حسن باشا بن خير الدين إلي حماية أهل تلمسان بعد أن إنتفضوا علي سلطانهم مولاي أحمد الذي حاول هزمهم بحلفائه الإسبان، فغزي حسن باشا تلمسان وإحتلها في شعبان من شهر أكتوبر 1945م بمشاركة عبد العزيز بن أحمد المقراني زعيم قلعة بني العباس وقضي علي حامية مولاي أحمد وحلفائه وولى على عرش تلمسان مولاي حسن تحت راية دولة الأتراك بالجزائر.

ومن المؤسسات التي أنشأها حسن باشا بالجزائر أن أحدث سنة 1548م مقاطعة تيطري وأقام عليها رئيسا يحمل لقب الباي.و وقع حسن باشا معاهدة الصداقة بين حكومة السعديين بالمغرب الأقصي وحكومة الجزائر. (حسب المؤرخ عبدالرحمان بن محمد الجيلالي ) وكانتا الحكومتان عازمتين علي تطهير الإيالة الوهرانية من الإستعمار الإسباني.

تحركت حكومة مراكش وحاصرت تلمسان مدة تسعة أشهر ثم إحتلتها سنة 1550م وتمددت حكومة السعديين علي مستغانم ووصلت حتي شلف، هذا ما أدي إلي خلق صراع وتنافس بين الحكومتين مراكش والجزائر، وهجم الأتراك بقيادة حسن باشا على تلمسان فطردوا المغاربة منها سنة 1552م ،وتمكن الأتراك آنذاك بإلحاق عاصمة الزيانيين بحكومة الجزائر (حسب المؤرخ أحمد توفيق المدني ).

نشأ خلاف بين بيلر باي الجزائر ومفوض دولة فرنسا هذا الأخير الذي إتهم حسن باشا ولطخ سمعته بالوشايات الكاذبة لدي السلطان العثماني بإسطنبول ،هذه دسائس مفوض دولة فرنسا جعلت السلطان العثماني يستدعي حسن باشا الذي غادر الجزائر نحو إسطنبول مستخلفا مكانه صالح رايس سنة 1552م حسب ما ذكره يحي بوعزيز.

بعد تولية صالح رايس سنة 1552م أصبح المجتمع الجزائري يعيش في إرتياح كبير ، خاصة وأنه (صالح رايس ) يعتبر أول حاكم عربي يحكم الجزائر بإسم الأتراك. كما إشتهر صالح رايس خلال مدة حكمه على الجزائر بغزو السواحل النصرانية والزحف نحو أساطيل العدو الراسية بموانئ هذه الشواطئ، وكذلك عرفت فترة إمارته وصول نفوذ العثمانيين لأول مرة إلي مراكش ،بعد أن تقدم الجيش التركي إلي فاس وإحتلها هي وتلمسان في سنة واحدة 1554م ردا على إعتداءات الدولة السعدية في الحدود الجزائرية ، وقام صالح رايس بنفي السلطان السعدي وتنصيب علي عرشها أبا حسون .

وتمكن الأتراك من فتح الجهات الشرقية ،بداية من بجاية بعد حرب ومعارك طاحنة ضد الإسبان برا وبحرا ثم قسنطينة إثر واقعة واد القطن و بونة وتونس سنة 1555م.

عند فراغ صالح رايس من فتح المنطقة الشرقية ،إطلع عن مؤامرة سرية تحاك ضده بين ملك المغرب والإسبان والهدف منها طرد الأتراك من الجزائر،فقرر بيلر باي الجزائر (صالح رايس ) توجيه ضربة قاسية يكون فيها القضاء علي الحكومتين معامغرب-إسبانيافبدأ يستعد لذلك ويحضر لفتح وهران.

 

بقلم: بركان كراشاي هارون

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى