عالجت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية الاستيراد ، الحيازة ،النقل و الإتجار في المخدرات بطريقة غير مشروعة من قبل جماعة إجرامية منظمة،المتابع فيها متهمين اثنين بعد معارضتهما الحكم الغيابي الصادر ضدهما و الذي ادانهما بالسجن المؤبد و تعلق الامر بكل من (أ.محمد)المكنى بونيشة و (ب.محمد) المكنى موسو حيث قضت بإدانتهما ب12 سنة سجنا نافذا .و تجدر الاشارة أنه سبق محاكمة المدعو(ب.سمير) و معاقبته ب 12سنة سجنا في حين لا يزال شقيق احد المعارضين في حالة فرار و هو (ب.عبد القادر) المكنى بوطالب .
وقائع قضية الحال تعود لتاريخ السادس سبتمبر من سنة 2016 ،عندما تم الكشف عن أحد عناصر الشبكة الإجرامية الحالية و التي كان على إثر دورية على مستوى الطريق المؤدي إلى قرية مزوار بلدية تونان ، فتم توقيف سيارة من نوع رونو 20 على متنها 3 أشخاص و يتعلق الأمر بكل من(ب.سمير) وعائلته و لم تكن بمعيته أي وثيقة تثبت هويته ولا وثائق السيارة فأخلى سبيل والده لإحضارها، و بعد التأكد منها أخلى سبيلهم بعدما أخضعوا لنظام رفع البصمات AFIS ، غير أنه و بعد عملية مقارنة البصمات المأخوذة تبين تطابق بصمات المتهم (ب.سمير) و بصمة تم رفعها من المركبة من نوع رونو 25 التي تم حجزها بتاريخ2016/09/06 و التي كانت محملة ب 300 كلغ من المخدرات على مستوى قرية سلام دائرة باب العسة ،في حدود الساعة الثانية صباحا و على إثر دورية لفت إنتباه عناصر المصلحة الجهوية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات لتلمسان حركة مشبوهة بأحد المسالك الترابية ، و على بعد 200 متر من الطريق الرئيسي المؤدي إلى باب العسة، و عند محاولة الإقتراب من عين المكان تم ملاحظة سيارة من نوع رونو 25 و قيام ثلاثة أفراد كانوا بالقرب منها بالفرار عبر أحد الأودية ولم يتمكن عناصر المصلحة من توقيفهم نظرا لصعوبة المسلك و الظلام الدامس، و في عين المكان تم العثور على 7 طرود من المخدرات و بها علامة 02 موضوعة على الأرض قرب المركبة و بتفتيش هذه الأخيرة تم العثور على 5 طرود موضوعة داخل الصندوق الخلفي لها تحمل نفس النوع والعلامة، فتم الاتصال بفرقة تحقيق الشخصية لرفع البصمات و الأدلة ، و بعد الإفراغ من المعاينة تم تحويل المركبة و المحجوزات إلى مقر المصلحة و قدرت كمية المخدرات المسترجعة ب 300 كلغ.
بسماع المتهم(ب.سمير) كان قد سبق له و أن إعترف أمام الضبطية القضائية علاقته بالمخدرات المضبوطة و التي تم إدخالها إلى التراب الوطني من قبل أشخاص مغاربة دخلوا التراب الوطني ثم اتصلوا بالمتهم (ب.محمد )و أخبروه بمكان تواجدها، ليقوم هذا الأخير بتقسيم الأدوار على الشبكة الإجرامية من أجل نقلها و أن مهمته تمثلت في تأمين الطريق ، فيما كان المتهم (أ.محمد) سيتولى قيادة المركبة المحملة بالمخدرات.
خلال جلسة محاكمة المتهمين المعارضين أنكر المسمى(ب.محمد) علاقته بالقضية مؤكدا ان شقيقه و المتهم (ب.سمير) جاءا عنده و عرضا عليه نقل المخدرات لكنه رفض و بعدها تفاجأ بقدوم إليه (ب.سمير) و اتهمه بأنه من ابلغ عنهم رجال الأمن و هدده ان تمت الاطاحة به سيورطه، و فعلا نفذ تهديده ،مضيفا أنه فعلا متعود على تأمين الطريق في وقت سابق لكن في هذه القضية لا دخل له فيها و أنه في نزاع مع شقيقه (ب.عبد القادر) المتواجد بالمغرب.أما (أ.محمد) فقد اعترف و كشف ان المدعو(ب.سمير) عرض عليه نقل كمية من المخدرات من قرية السلام مقابل 10مليون سنتيم أين وافق على العرض على متن سيارة رونو 25 ملك ل(ب.عبد القادر).
و تجدر الاشارة أنه خلال جلسة محاكمة المتهم (ب.سمير) حاول التراجع و انكار التهم المنسوبة اليه،لكن سرعان ما اعترف بدوره في القضية الذي كان تأمين وفتح الطريق أمام السيارة المحملة بالمخدرات ،بعد أن عرض عليه و رفيقه (أ.محمد) الاخوين (ب.عبد القادر) و(ب.محمد) نقل المخدرات و نظرا لظروفه المعيشية الصعبة وافق ،بعد جلسة خمر جمعته بالمتهمين ،لكن تفطن لهم مصالح الأمن ،أين لاذوا بالفرار تاركين البضاعة ،مضيفا ان بصماته التي رفعت على كأس المشروب هي التي أطاحت به.ممثلة الحق العام التمست توقيع عقوبة 20 سنة سجنا مع حرمانهما من حقوقهما السياسية و المالية ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب