ديناميكية نشطة في وحدات إنتاج الغاز الطبيعي بناحية السطح بإن أميناس
تشهد وحدات إنتاج الغاز الطبيعي بناحية السطح (إن أميناس-ولاية إيليزي) ديناميكية نشطة، تعكس استراتيجية مجمع سوناطراك الرامية للحفاظ على مكانتها الرائدة كمورد موثوق في الأسواق الدولية، وللتكيف مع مستجدات صناعة المحروقات لاسيما في الجوانب البيئية.وتشرف المديرية الجهوية لناحية السطح، التابعة لسوناطراك، على عدة مشاريع تهدف للحفاظ على مستوى الانتاج المطلوب للإيفاء بعقود الامدادات للمجمع تجاه شركائه الاقتصاديين، محليا ودوليا، حسبما أكده لوكالة الأنباء الجزائرية المسؤول الأول بالمديرية، محمد شريف مختاري.وفي هذا الإطار، تقوم المديرية بتطوير مجموعة من الحقول الجديدة في إطار مشروع تنرهرت، والتي سيتم الشروع في الانتاج التدريجي على مستواها خلال السنة الجارية 2024.
ومن بين هذه المشاريع الاستراتيجية بالناحية، نجد كذلك مشروع إنشاء وحدة ضغط الطور الثالث ذات ضغط 7 بار، وكذا مشروع إنشاء وحدة فصل ثاني أكسيد الكربون، بعد إنجاز تلك المخصصة لنزع الزئبق، وفقا للمدير الجهوي الذي أكد بأن هاتين الوحدتين تبرزان حرص سوناطراك على مراعاة معايير النوعية والجودة.ويأتي مشروع وحدة الضغط الجديد بعد إنشاء تلك التي تتمتع بطورين 34 و15 بار، حيث كان من الضروري الاعتماد عليها بسبب الانخفاض الطبيعي للضغط بعد سنوات من الإنتاج.وتشمل المديرية الجهوية لناحية السطح، التي تبعد ب 170 كلم عن الولاية المنتدبة الدبداب، بالقرب من الحدود الجزائرية الليبية، على عدة وحدات رائدة في إنتاج الغاز الطبيعي حيث تصل قدرتها الإنتاجية الاجمالية من الغاز المعالج إلى 7ر24 مليون متر مكعب يوميا.
وبدأ إنتاج الغاز الطبيعي في المنطقة سنة 1984، بعدما كان يقتصر النشاط هناك، منذ 1974، في إنتاج النفط الخام بحقلي السطح ومركسان.ومنذ ذلك الحين، ما فتئت ناحية السطح تتوسع بشكل مستمر، حيث انتقل عدد الحقول التابعة لها من 3 إلى 13 حقلا، وهذا بعد حفر 73 بئرا وتوصيلها تدريجيا بمركب معالجة الغاز ب”ألرار” في إطار مشروع مهيكل.
ويتكون مركب “ألرار” التابع للمديرية من مصنعين، حيث تتم في المصنع الأول عملية الفصل والضغط، ليجري ضخ كميات الغاز المنتجة نحو مصنع المعالجة لاستخراج المكثفات الرئيسية بطاقة 2300 طن يوميا، وكذا غاز البترول المميع ب 2500 طن في اليوم.ويرسل الغاز الطبيعي المعالج بعدها مباشرة عبر قنوات التحويل إلى مركز التجميع بحاسي الرمل قصد تسويقه، أما المكثفات فتحول إلى مركز التجميع المتواجد بحوض الحمرة بحاسي مسعود.وبعد نزع الشوائب الموجودة في الغاز وبهدف الحصول على الجودة المطلوبة وفقا للمعايير التسويقية المتفق عليها، يقوم مختصون مؤهلون على مستوى المخبر الرئيسي للمديرية والمجهز بأحدث التقنيات بتحليل عينات الغاز الطبيعي وغاز البترول المميع.
ولضمان ديمومة الانتاج بشكل طبيعي على مدار ساعات اليوم والحفاظ على أمن وسلامة العمال والأجهزة، يسهر عمال القاعة الرئيسية للمراقبة على متابعة النشاط والابلاغ الفوري في حالة حدوث أي طارئ ليتم احتوائه سريعا.
وحدتان لإنتاج الكهرباء و تركيز على البعد البيئي
من جهة أخرى، تجري المديرية، تطبيقا لمعايير السلامة المعمول بها في مجمع سوناطراك، صيانة وقائية دورية لكل الآبار، قصد الحفاظ على قدرتها الانتاجية بواسطة تجهيزات خاصة لمعرفة الحالة العامة لأنبوب الانتاج العمودي، حسب الشروح المقدمة لوكالة الأنباء الجزائرية من رئيس مصلحة القياس والمراقبة بالمديرية الجهوية، عبد المالك بوكرومة.
وإلى جانب وحدات انتاج الغاز الطبيعي، تتوفر المديرية الجهوية لناحية السطح على محطة تتضمن وحدتين لإنتاج الكهرباء بقدرة إجمالية تبلغ 108 ميغاواط، تعتمد على ست مولدات تشتغل بالغاز الذي يوفره مركب “الغار”.وفي هذا الإطار، أوضح رئيس مصلحة الكهرباء الصناعية بالمديرية، محمد قسوم، أن محطة إنتاج الكهرباء هذه غير مربوطة بالشبكة الوطنية، حيث تزود بالطاقة الكهربائية مختلف وحدات الانتاج وقواعد الحياة المنتشرة التابعة للمديرية الجهوية لناحية السطح والمديرية الجهوية أوهانت، والحقول التابعة لمجمع سوناطراك/سينوباك، وحقل أوجلي بالمديرية الجهوية إن أميناس.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المحطة في الجهود التي تبذلها الدولة من أجل التنمية المحلية في منطقة إن أميناس، من خلال تزويد كل من قرية تيمرولين وقرية أوهانت بالكهرباء.وفضلا عن انخراطها في استراتيجية مجمع سوناطراك في دعم وتطوير الطاقات المتجددة، تولي المديرية الجهوية لمنطقة السطح أهمية قصوى لحماية البيئة من خلال تقليل البصمة الكربونية لأنشطتها، وذلك من خلال اعتماد تقنيات جديدة في الانتاج لاسيما ما يتعلق بالكشف عن تسربات الغاز.
كما تكثف المديرية من جهودها في مجال استرجاع الغازات المحروقة، حيث قامت بإنجاز عدة مشاريع في هذا المجال، لاسيما مشروع ربط وحدات الانتاج المنجز في 2021، مما مكن من استرجاع كمية مقدرة ب8ر1 مليون متر مكعب يوميا من الغازات المحروقة والتي كانت تسبب انبعاثات ملوثة، حسبما صرح به المدير الجهوي.
يذكر أن إدارة مشاريع المديرية في مختلف الانشطة تتم من طرف يد عاملة مؤهلة جزائرية 100 بالمائة، تخضع لتربصات دورية من أجل تحسين وتطوير كفاءاتها المهنية خاصة ما تعلق بالتحكم في التكنولوجيا الجديدة، حيث يعمل بالمديرية أكثر من ألف عامل في مختلف التخصصات أكثر من نصفهم لا يتجاوز أعمارهم 40 سنة.وتعد المديرية الجهوية لمنطقة السطح، بفضل الحركية التي تعرفها، واحدة من بين المديريات التي تجسد ميدانيا استراتيجية مجمع سوناطراك التي تسعى للحفاظ على ريادتها في صناعة الغاز مع اعتماد المعايير الجديدة في مجال البيئة وتقليل البصمة الكربونية.
ق.ح/الوكالات