
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم أول أمس أن الجزائر تمتلك ما يربو عن ثلث المؤسسات الصيدلانية في القارة الإفريقية إذ من أصل 649 مصنعا بالقارة الإفريقية يوجد حوالي 230 مصنعا بالجزائر فضلا عن أكثر من 100 مشروع جديد قيد الانجاز.
وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر الوزاري الإفريقي حول الإنتاج المحلي للأدوية وغيرها من تكنولوجيات الصحة قرأها الوزير الأول سيفي غريب بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة, بحضور أعضاء من الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة وممثلي عدة مؤسسات وهيئات وطنية ودولية, وممثلي السلك الدبلوماسي الافريقي المعتمد لدى الجزائر, إلى جانب وزراء وممثلي قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة من أكثر من 15 دولة. قال رئيس الجمهورية
” أرحب بكم وأنتم تلتقون اليوم في هذا المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية وغيرها من تكنولوجيات الصحة الذي تحتضنه بلادي الجزائر بناء على اختيار منظمة الصحة العالمية لاعتبارات من أبرزها الإنجازات والإصلاحات التي تحققت في قطاع الصناعة الصيدلانية الجزائرية والقفزة النوعية التي يشهدها هذا القطاع “وأوضح رئيس الجمهورية أنه “من غير المعقول أن تظل القارة الافريقية, مركزالثروات ومنشأ الكفاءات التي تستفيد منها كافة دول العالم, تعاني من التبعية, إذ تستورد بصفة شبه كلية جميع احتياجاتها الصحية”, لافتا إلى أن دول القارة “هي الآن في أمس الحاجة الى توطين تصنيع الادوية الاساسية واللقاحات, والاجهزة الطبية والمواد الاولية”.
ويعد ذلك من “الاولويات السيادية للقارة, حفاظا على صحة شعوبها, في ظل المتغيرات الحالية والعوامل التي تهدد أمنها الصحي”, يضيف رئيس الجمهورية, الذي أشار في هذا السياق إلى أن التحديات التي يشهدها العالم اليوم في ظل التحولات السريعة والعوامل الجيوستراتيجية, على المستوى القاري والدولي, أدت إلى تزايد الضغوطات على سلاسل التمويل والتوريد بالأدوية واللقاحات. وفي هذا الإطار, أكد رئيس الجمهورية “التزام الجزائر الثابت بمبادئ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي, انسجاما مع رؤيتها الرامية إلى جعل افريقيا قارة قوية بسيادتها, موحدة بمصالحها ومتكاملة في تنميتها”.
واعتبر رئيس الجمهورية أن المؤتمر الذي تحتضنه الجزائر, والمندرج في إطار رؤية الاتحاد الافريقي 2063, سيشكل مساهمة فعالة في تنفيذ الإستراتيجية الإفريقية للصناعات الصيدلانية الرامية لتأمين اغلب احتياجات شعوب القارة من الادوية واللقاحات والتكنولوجيات الصحية.كما أعرب عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر “منعرجا حقيقيا في مسار توطيد التعاون الإفريقي في المجال الصحي والصناعي, وذلك من خلال إعلان الجزائر الذي سيتوج أشغال هذا المؤتمر” و الذي سيكون بمثابة “ميثاق للدول الإفريقية لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية, حيث يضع أسس شراكات عملية, تضمن لشعوب قارتنا الحق في الدواء, والحق في الصحة, والحق في التنمية, لتكون إفريقيا قادرة على إنتاج دوائها, وضمان صحة أبنائها, وتحقيق سيادتها”.
وأكد رئيس الجمهورية بأن الجزائر “اختارت أن تكون الصناعة الصيدلانية قطاعا استراتيجيا ذا أولوية وطنية في مسار تحقيق الامن الصحي, حيث خصصت لهذا القطاع منذ سنة 2020 وزارة مستقلة بذاتها, كما أنها تعمل على تنفيذ اصلاحات هيكلية عميقة, شملت تطوير الاطار التنظيمي وتسهيل الاستثمار وتشجيع الشراكات, زد الى ذلك دعم البحث والتطوير, مما مكن من رفع نسبة التغطية الوطنية بالدواء المنتج محليا الى اكثر من 80 بالمائة, مع توجه متزايد نحو التصدير للأسواق الافريقية”.
الوزير الأول يشرف على افتتاح أشغال المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية
للتذكير فقد أشرف الوزير الأول, السيد سيفي غريب, بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة, على افتتاح أشغال المؤتمر الوزاري الإفريقي حول الإنتاج المحلي للأدوية وتكنولوجيات الصحة الذي ينظم, تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.وجرت مراسم الافتتاح بحضور أعضاء من الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة وممثلي عدة مؤسسات وهيئات وطنية ودولية, وممثلي السلك الدبلوماسي الافريقي المعتمد لدى الجزائر, إلى جانب وزراء وممثلي قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة من أكثر من 15 دولة.
وينظم هذا المؤتمر من 27 إلى 29 نوفمبر الجاري, من طرف وزارة الصناعة الصيدلانية ووزارة الصحة, بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, تحت شعار “صناعة صيدلانية محلية من أجل افريقيا مندمجة وقوية”.ويهدف هذا الحدث الاقتصادي إلى توطيد التعاون الإفريقي في مجال صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية محليا, من خلال شراكات متينة تضمن لشعوب القارة الحق في الوصول الى الأدوية والصحة والتنمية.
م.حسان




