الحدثعاجل

رئيس الجمهورية :”لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ”

وجّه صبيحة يوم الجمعة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسالة إلى الجزائريين بمناسبة مرور 60 سنة على عيد النصر.وقال رئيس الجمهورية في الرسالة، “الإحتفال بمرور ستين سنة على يوم وطني تاريخي، خلدته تضحيات الشعب الجزائري وقوافل الشهداء الأبرار رمزا للنصر، وللخلاص من هيمنة الاستعمار البغيض. فلقد كان إعلان وقف إطلاق النار، بعد مفاوضات إيفيان، نصرا وإيذانا بدحر ظلم وظلام المعتدين على أرضنا الطاهرة. الذين راوهم وهم مسخ هويتنا، وطَمس حضارتِنا وثقافتِنا وتراثِنا، فَخابوا أمام إرادة شعب حر ومصمم على البقاء حرا أصيلا”.

 

جرائم الاستعمار الفرنسي لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم

 

وتابع الرئيس يقول:” إن هذه اللحظة التاريخية في مسيرة الأمة المظفرة، ما كانت لتكون بذلك الصدى الـمدوي العظيم الـممتد إلى أصقاع الدنيا. لو لم تكن تتويجا ساطعا، لثورة ملحمية مجيدة. ومحصلة حتمية، لتضحيات سخية مريرة، توالت منذ أن وطأت أقدام المستعمر أديم وطننا المفدى، عبر مقاومات شعبية بطولية. ترسَخت في سجلات الذاكرة والتاريخ، لتستلهِم منها الأجيال – اليوم وغدا – الوفاء للشهداء، وتبعث في نفوس شبابنا الهمة والنخوة، وإرادة البناء والنماء.

 

الجزائر تعمل على تهيئة الأسباب التي تحفظ لها مكانتها في السياق العالمي لراهن

 

كما أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ، أن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري “لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم” وأن “لا مناص من المعالجة المسؤولة والمنصفة والنزيهة لملف الذاكرة”.لقد أشرقت في سماء الجزائر المجاهدة في ذلك اليوم تباشير النصر. واستمد منها الشعب الجزائري القوة والعزيمة، لمجابهة آثار دمار واسِع مهول. وخراب شامل فظيع، يشهد على جرائم الاستعمار البشعة، التي لن يطالها النسيان. ولن تسقط بالتقادم . إذ لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة، وفي هذا المنحى أجدد التأكيد أن هذه المسألة ستظل في صلب اهتماماتنا.. وسنواصل بدون هوادة، وبلا تفريط، استكمال مساعينا بالإصرار على حق بلادنا في استرجاعِ الأرشيف، واستجلاء مصير الـمفقودين أثناء حرب التحرير المجيدة، وتعويض ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا الـمتعلقة بهذا الملف.

كما أكد رئيس الجمهورية أن الاحتفاء بهذه الـمناسبةِ التاريخية الـمتجددة وغيرها من أعيادنا الوطنية، يعيد إلى أذهاننا تضحيات الشجعان الأبطال الذين تدافعوا إلى جبهات القتال، في الجبال والأحراش والأودية. فعانوا وتحملوا – بعزة ومَجد – مشاق طريق الحرية والكرامة.

سنعمل بدون هوادة لاستكمال مساعينا في استرجاعِ الأرشيف واستجلاء مصير الـمفقودين خلال حرب التحرير

 

ونوّه الرئيس ” للجزائريين والجزائريات لما لهم من صلة الأبناء والأحفاد بأولئك الأمجاد الأفذاذ، وبالإرث التاريخي العظيم للجزائر، فإنهم أَحرزوا بذلك أَساسا صَلبا، تَقوم عليه اليوم الدولة الوطنية المستقلة، التي صمدت وانتصرت بمرجعية نوفمبر، أمام الهزات والمحن. وهي اليوم مدرِكة للتحولات العميقة على الصعيد الإقليمي والدولي، وتتجه في كنف الأمن للعمل على تهيئة الأسبابِ التي تحفظ للجزائر مكانتها وموقعها في سياق عالمي.، تطبعه التقلبات والاضطرابات، وفي عالم لن يكون في المستقبل، بنفس التأثيرات التي تحكمت منذ عقود فـي العلاقات الدولية. ولا بنفس مرتكزات التوازنات السياسية والاقتصادية العالمية.

إننا ونحن نعيش مع العالم في هذه الظروف الخاصة الـمعقدة متغيرات إقليمية ودولية حاسمة، نؤكد أَن تطلعنا إلـى بناء جزائر صاعدة، يستوجب إعادة الاعتبار لقيمة الجهد والعمل، والحرص على تعزيز أمنِنا القومي بتعدد جوانبه وفي كل أبعاده، من العوارض والطواريء المحتملة، والسهر على وحدة صفنا، وتكاتف جهودنا، وتعميق الشعور بالواجب الوطني، والاضطلاع بالمسؤوليات على أتم وجه في مختلف القطاعات وفي كل المواقع تجاه الأمة والوطن.

 

 

 

محمد/ل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى