شرع يوم أمس الثلاثاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى فيدرالية روسيا، تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من رئيس فيدرالية روسيا، فلاديمير بوتين.وستدوم زيارة رئيس الجمهورية، إلى موسكو ثلاثة أيام، (من 14 إلى 16 جوان الجاري). حيث سيلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث العلاقات بين البلدين.
الرئيسان سيوقعان على وثيقة “التعاون الاستراتيجي لدعم العلاقات سياسيًا واقتصاديًا
وسيشارك رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ الروسية.وسبق الإعلان عن زيارة الرئيس تبون إلى موسكو، زيارات لمسؤولين روس إلى الجزائر، آخرها لقاء جمع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي، ديمتري شوغاييف، بقائد أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة.وأفاد بيان لوزارة الدفاع أنّ اللقاء تناول “حالة تقدّم التعاون العسكري والتقني بين البلدين، إلى جانب المسائل ذات الاهتمام المشترك”، دون تقديم أية تفاصيل أخرى.وقبلها، عُقد منتدى الأعمال الجزائري الروسي، الذي تضمن مباحثات بين شركات جزائرية من القطاعين العمومي والخاص، مع 15 شركة روسية تعمل في مجالات متعددة تخص قطاعات الطاقة وتصنيع الطائرات وصناعة القطارات والعربات ومحركات القطارات، والطاقة والزراعة والحبوب والحليب والأمن السيبراني، لبحث فرص التعاون والاستثمار.وشهر جانفي الماضي، أعلنت الرئاسة أن “الرئيس عبد المجيد تبون، اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على زيارة موسكو في شهر ماي المقبل”، غير أنّها تأجلت إلى جوان دون ذكرٍ للأسباب.
ويرتقب أن يوقع الرئيسان على وثيقة “التعاون الاستراتيجي”، خلال الزيارة، والتي ستدعم العلاقات الجزائرية الروسية سياسيًا واقتصاديًا، خاصة في وقت تسعى الجزائر إلى الانضمام إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية”.
تعزيز علاقات البلدين المتميزة والمبنية على الصداقة والتعاون والشراكة الاستراتيجية
هذا و تميزت العلاقات الثنائية بين الجزائر وروسيا، على امتداد ستة عقود، بالتعاون المتواصل و الثقة المتبادلة و الشراكة الاستراتيجية و هي أسس ستعطيها زيارة الدولة التي سيقوم بها ابتداء من اليوم الثلاثاء ، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الى موسكو دفعا جديدا في خدمة البلدين الصديقين.
و تأتي زيارة الرئيس تبون لفيدرالية روسيا التي تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من نظيره الروسي, السيد فلاديمير بوتين , في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.
و خلال هذه الزيارة، سيشارك رئيس الجمهورية في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ.وتوطدت العلاقات بين البلدين ، اللذين وقعا سنة 2001 إعلان حول الشراكة الاستراتيجية، منذ انتخاب الرئيس تبون و ذلك من خلال الإتصال و التشاور المتواصل بين قائدي البلدين و زيارات عدة مسؤولين سياسيين وعدة وفود برلمانية و اقتصادية.
واتسمت العلاقات بين الجزائر وموسكو في السنوات الاخيرة بالكثافة والديناميكية وبدرجة عالية من التشاور حيث ظل الحوار بين البلدين نشطا لاسيما في قضايا دولية واقليمية وتترجمها الاتصالات الهاتفية المتكررة بين الرئيس تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ,حيث كانت هذه الاتصالات بمثابة فرصة لتبادل الرؤى حول الوضع الدولي وملفات اقليمية الى جانب أفاق التعاون الطاقوي.كما اتفق الرئيسان بمناسبة هذه الاتصالات على أهمية تبادل الزيارات الرفيعة المستوى, وهو ما تجسد فعلا على غرار زيارة وزير الخارجية الروسي, سيرغي لافروف الى الجزائر في مايو 2022 حيث اكد خلالها ,عزم البلدين على تعزيز تعاونهما من خلال التوقيع على وثيقة جديدة تكون أساسا للعلاقات الثنائية, بالاضافة إلى الزيارات المتبادلة لمسؤولين عسكريين.وشاركت الجزائر في نوفمبر 2021 بالمملكة العربية السعودية, في أشغال اجتماع مجموعة الرؤية والاستراتيجية “روسيا والعالم الاسلامي” كما شاركت أيضا في 2022 في اشغال الدورة ال12 لهذه المجموعة بمدينة كازان, عاصمة جمهورية تتارستان.
وقامت رئيسة المجلس الفيدرالي للجمعية الفيدرالية لروسيا فالنتينا ماتفيينكو في مارس الماضي بزيارة الى الجزائر ،أكدت خلالها تأييد بلادها لرغبة الجزائر في الانضمام الى مجموعة “البريكس”, معتبرة ان الجزائر شريك موثوق ومهم جدا على مستوى القارة الإفريقية.وفي سنة 2022 تم تنصيب مجموعتين برلمانيتين للصداقة الجزائر-روسيا على مستوى غرفتي البرلمان والتي تعد لبنة جديدة في دعم التعاون بين البلدين.
وعلى غرار العديد من العواصم , والهيئات والمنظمات الدولية والاقليمية والقارية , ظلت روسيا من أبرز الدول الداعمة للجهود الدبلوماسية للجزائر ودورها الريادي في حل القضايا الدولية والاقليمية عن طريق الحلول السلمية وتشجيع الحوار, وتجلى هذا الدعم بإشادة موسكو في اكثر من مناسبة بجهود الدبلوماسية الجزائرية بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون لحل العديد من الازمات على غرار ازمة ليبيا التي تحرص فيها الجزائر على وحدة وسيادة هذا البلد.كما اكدت موسكو في أكثر من مرة تطابق مواقف البلدين بخصوص العديد من القضايا والنزاعات لاسيما القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية التي يدعم فيها البلدان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق ما تقره الشرعية الدولية.
وفي هذا الاطار ,أكد الرئيس الروسي, في 5 فبراير 2020 , دعم بلاده للخط المتوازن الذي تتبعه الجزائر في الشؤون الدولية والإقليمية, مبرزا بالمناسبة انه يرى آفاقا جيدة لتعزيز التعاون والتنسيق الاقتصادي والعسكري- التقني من أجل تعزيز الاستقرار والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء والساحل.وفي نفس السياق رحبت موسكو في 14 أكتوبر الفارط, بإعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الذي انعقد بالجزائر تحت اشراف الرئيس تبون , كما أشادت بدور الجزائر في إبرام هذا الاتفاق الذي يفتح الطريق امام تحقيق الوحدة الفلسطينية.كما ثمنت روسيا مخرجات القمة العربية ال31 المنعقدة في الجزائر مطلع نوفمبر الفارط , مؤكدة وجود تقارب بين مخرجات هذه القمة ووجهة نظر موسكو, خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
روسيا تدعم دور الجزائر المتوازن في القضايا الدولية والاقليمية
ومؤخرا هنأت روسيا الجزائر على انتخابها عضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة وأكدت أن هذا الحدث له أهمية كبيرة بالنسبة للدول العربية والقارة الافريقية وكل العالم, لافتة إلى زيادة الوزن الدبلوماسي والاقتصادي للجزائر في عالم متعدد الأقطاب, سريع التغير, وكذلك جهودها لدعم السلام والأمن والعمل الهائل الذي تقوم به في سياق حل الأزمات في مالي وليبيا.وفي الشق الاقتصادي ,تنتظر الجزائر وروسيا العديد من فرص التعاون والشراكة الاقتصادية الجديدة الواعدة في مجالات مختلفة, خاصة في اعقاب الزيارات المتبادلة لرجال أعمال البلدين ومشاركتهم في العديد من المعارض والتظاهرات التي أقيمت بالجزائر وروسيا وما شكلته من فرصة للجانبين لبحث فرص الشراكة والاستثمار في عديد المجالات كصناعة السيارات والالكترونيك والصناعات الصيدلانية والفضاء الى جانب الطاقة والفلاحة وغيرها.وكانت الدورة ال10 للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني عقدت اجتماعها في سبتمبر الفارط , وتم خلالها التأكيد على ضرورة تكثيف الاستثمارات المشتركة مع نقل التكنولوجيا والخبرة ,لاسيما وان الجزائر قد شرعت في تنفيذ برنامج جديد للإنعاش الاقتصادي يرمي إلى استحداث اقتصاد قوي ومتنوع, خلاق للثروة والشغل, يولي أولوية لمشاريع الشراكة والاستثمار الأجنبي المباشر, مع الانفتاح على السوق الدولية خاصة في ظل الامتيازات التي توفرها الجزائر في قانون الاستثمار الجديد .
محمد/ل