زراعة الحمضيات تنتعش بوهران بفضل جهود المزارعين و إعانة الدولة
تعرف زراعة الحمضيات بولاية وهران التي توسعت المساحة المخصصة لها انتعاشا هذا الموسم الفلاحي و ذلك بفضل جهود المزارعين و إعانة الدولة في مجال السقي و توفير المياه الذي كان يشكل هاجسا للمنتجين، حسبما استفيد الاثنين لدى المديرية المحلية لمصالح الفلاحة.
وقد ارتفعت المساحة المزروعة بالحمضيات من 369 هكتار خلال الموسم الماضي إلى 394 هكتار هذه السنة، أي بزيادة تقدر بحوالي 25 هكتارا، حسبما أبرزه رئيس مصلحة الإنتاج و الدعم التقني بالنيابة بذات المديرية مصابيح محمد أمين.وتتوقع ذات المديرية إنتاج 42.588 قنطارا من الحمضيات خلال موسم الجني الحالي مقابل 35.446 قنطارا خلال السنة الماضية، كما أضاف السيد مصابيح أي ما يفسر ارتفاعا ملحوظا.
ومن أجل إعادة الاعتبار لشعبة الحمضيات بعاصمة الغرب الجزائري، قدمت مديرية مصالح الفلاحة مؤخرا طلبا لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية لتزويدها ب 10 ألاف شتلة، كما أشار إليه ذات المسؤول.وتنتج وهران ثمانية أصناف من الحمضيات أشهرها برتقال “كليمونتين مسرغين” المعروف بجودته و لذته الفريدة من نوعها مما أكسبه شهرة محلية و عالمية، حسبما ذكره رئيس مصلحة الانتاج و الدعم التقني الذي أشار إلى أن هذا المنتوج ينتشر أكثر ببساتين منطقتي مسرغين و بوتليليس.وتبلغ المساحة المخصصة ل كليمونتين مسرغين حاليا 175 هكتار من المساحة الإجمالية للحمضيات بعد أن كانت تقدر ب 159 هكتار خلال الموسم الماضي، حيث ينتظر أن يصل إنتاجها إلى 18.190 قنطار هذا الموسم مقابل 326. 15 خلال السنة الماضية، وفق السيد مصابيح.
ويعود الفضل في توسيع المساحة المزروعة بصفة عامة إلى إعانة الدولة المقدمة لمنتجي الحمضيات لاقتناء تجهيزات السقي، مع اعتماد تقنية التقطير و كذا جهود المزارعين لاسيما المختصين في إنتاج “كليمونتين” للحفاظ على هذا الصنف من الزوال و تفانيهم في العمل بغية إعادة الاعتبار لهذا الصنف الذي ظل مع مرور الزمن رمز بلدة مسرغين التي “تعتبر مهد هذا النوع من البرتقال”، كما أشير إليه .
كما أن تكتل منتجي “كليمونتين مسرغين” في جمعية أعطى نفسا جديدا لهذا النوع من زراعة الأشجار المثمرة، مما سمح بحل مشكل نقص المياه حيث قامت شركة المياه و التطهير لولاية وهران (سيور) و مديرية الموارد المائية بتدعيمهم بثلاثة آبار لسقي بساتين الحمضيات، وفق ذات المصدر.واستفادت من هذه المنشآت ثلاثة مزارع و هي “العقيد لطفي” التي تتربع على مساحة 70 هكتارا و “خير الدين” (50 هكتارا) و “قوايدية بودية” (حوالي 12 هكتارا) و جميعها تنتج أجود البرتقال منها “كليمونتين” و “طامسون”، حسبما أوضحه رئيس المجلس المهني المشترك للحمضيات، دربال محمد.
وقد جاء قرار تزويد منتجي الحمضيات بهذه الآبار الذي يعد مكسبا لشعبة الحمضيات بعد انتظار دام أربع سنوات و ذلك بفضل تظافر الجهود بين مصالح الولاية و غرفة الفلاحة و قطاعي الفلاحة و الموارد المائية، كما أضاف السيد دربال.ولتطوير زراعة الحمضيات تم لأول مرة بوهران إدخال نظام التسميد عن طريق السقي بالتقطير عن طريق وضع محطة تسميد و تصفية مما يسمح بزيادة الإنتاج و تحسين حجم المنتوج من أجل تصديره، حسبما ذكره المزارع خليل بن خدة صاحب هذه المبادرة و رئيس الجمعية الولائية لمنتجي “كليمونتين مسرغين”.
كما يسعى المجلس الولائي المهني المشترك لشعبة الحمضيات بمعية الجمعية المذكورة التي تأسست في 2018 و تضم 15 منتجا لهذا النوع من الفواكه إلى توسيم هذا النوع من البرتقال، علما بأنه تم إيداع الملف على مستوى وزارة الفلاحة و التنمية الريفية منذ أكثر من سنتين .ومن جهتها تعمل جمعية ترقية المرأة الريفية “اليد في اليد” بوهران على تطوير صناعة مربى البرتقال التقليدي مع إدخال عليه بعض النكهات الجديدة، كإضافة تابل الزعفران الأصلي الذي تقوم بإنتاجه و ذلك من أجل تثمين منتوج الحمضيات، ناهيك عن تحسين وضع الأسرة الريفية و زيادة مداخليها، حسبما أوضحته السيدة علو رحو رئيسة الجمعية.