
حققت أمس محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية الفعل المخل بالحياء على قاصر من طرف أحد الأصول، المتابع فيها أب في الخمسينات و الضحايا طفليه البالغين من عمرهما 8و 11سنة ،حيث قضت بإدانته عن الأفعال المنسوبة إليه و معاقبته بأربع سنوات حبسا نافذا.
بالرجوع إلى ملخص وقائع القضية حسب ما جاء خلال جلسة المحاكمة إلى تاريخ التاسع و العشرين جوان من سنة 2020 عندما تقدمت زوجة إلى مصالح الدرك الوطني بكنستال بشكوى ضد زوجها مفادها أنه قام بالاعتداء جنسيا على طفليه،حيث كشفت أن زوجها تغيرت سلوكاته و أصبح يطالبها بما حرمه الله خلال معاشرتهما الجنسية و كانت ترفض طلباته ،إلى حين بدأت تلاحظ اختلائه بالطفلين و يغلق عليهما باب الغرفة و كان يدخل معه مناديل معطرة كما كانت تنبعث منه رائحة كريهة حينها قررت مراقبته إلى يوم شاهدته عاري الثياب و يقوم بافعال مخلة بالحياء يهتز لها عرش الرحمان ،و عليه تم سماع الطفلين اللذين جاءت تصريحاتهما مطابقة لتصريحات والدتهما ،كما تم عرضها على الطبيب الشرعي الذي خلص أنهما تعرضا لاعتداء جنسي و بهما آثار لذلك حديثة ،و بناء على ذلك تم استدعاء المشتكى منه و توجيه له التهم التي انكرها جملة و تفصيلا عبر جميع مراحل التحقيق. خلال جلسة المحاكمة تمسك المتهم بنفي ما نسب إليه من أفعال مخلة بالحياء مؤكدا أن الضحيتين هما فلذة كبده و لا يمكنه ممارسة مثل هذه الأفعال المشينة ضدهما خاصة و أنه يعمل بمؤسسة تربوية تعج بالأطفال.
من جهتها الشاكية فجرت مفاجأة بالتنازل عن شكواها و أن التصريحات التي أدلت بها من نسج خيالها و هي مصابة بمرض نفسي جعلها خلال سنة 2019 تتابع لدى طبيب مختص أين وصف لها أدوية و أمرها بعدم توقيفها ،لكنها و دون استشارته توقفت عن تناولها ،أين تدهورت حالتها الصحية النفسية و بدأت تتخيل اشياء غريبة و وسواس قهري و بدأت تشك في أقرب الناس لها ،كما صرحت أن في أحد الأيام شاهدت زوجها عاري الثياب و قامت بالمناداة على أخته لتجعلها شاهدة على تصرفات أخيها لكنها اندهشت و أكدت لها انها تتخيل و زوجها في حالة طبيعية و يرتدي ملابسه ،و لم يقف وسواسها عند هذا الحد بل أصبحت تشاهده في وضعيات مخلة بالحياء مع أطفالها حينها توجهت إلى بيت والدها و من هناك إلى مصالح الأمن و قدمت شكوى ضده ،كما كشفت أنها من أرغمت الأطفال لاتهام ابيهما و تأكيد كل ما جاء على لسانها ،كما أضافت أنها عاودت الاتصال بطبيبها و استأنفت العلاج، لتتفطن بعدها حجم الخطأ الذي ارتكبته ضد اب طفليها حينها قررت التنازل عن شكواها أمام قاضي التحقيق لكن لم يؤخذ بها و زج به داخل السجن ،و اما بخصوص الشهادة الطبية التي أثبت أنهما تعرضا لاعتداء جنسي من الدبر فأكدت أن طفليها يعانيان من امساك شديد منذ طفولتها و هذا سبب تلك الجروح التي تمت معاينتها.كما سمعت المحكمة لتصريحات الطفلين الذي كشف أحدهما أن والدهما لم يعتديان عليهما و بما أنه كان ينصحهما بطاعة والدتهما بقوله امك،امك،امك ثم ابوك لهذا لم يستطيعا مخالفتها. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد ثبوت التهم ضد المتهم بدليل تصريحات الضحايا خلال التحقيق و كذا الشهادة الطبية، و ما تراجعهم عن تصريحاتهم لأسباب مجهولة ،ملتمسا توقيع عقوبة 10سنوات سجنا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ