الوطني

زيغود يوسف …البطل نموذج للوحدة بين جيش التحرير الوطني والشعب للدفاع عن القضية الوطنية

أكد باحثون مختصون في سيرة الشهيد زيغود يوسف (1921-1956) على أن هذا البطل يمثل رمزا للوحدة بين جيش التحرير الوطني والشعب من أجل الدفاع عن القضية الجزائرية، و ذلك ما تجسد خلال هجمات الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 1955.

في إطار إحياء الذكرى الـ66 لوفاة البطل زيغود يوسف، الذي سقط في ميدان الشرف يوم الأحد 23 سبتمبر 1956، أكد أساتذة مختصون في سيرة هذا الشهيد أن قائد الولاية التاريخية الثانية (1955-1956) نجح ببراعة في تشكيل قوة مسلحة مكونة من أفراد جيش التحرير الوطني و فدائيين و مدنيين من الشعب لشن إحدى المعارك الباهرة ضد المستعمر، دونت في سجلات التاريخ يوم 20 أغسطس 1955.

و بالنسبة للأستاذ الدكتور عبد الله بوخلخال (صاحب عدة بحوث حول هذا الشهيد و مدير سابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)، فإن زيغود يوسف كانت له عدة مزايا وعوامل لتجسيد الوحدة الوطنية، لذلك بعد استشهاد حليفه و قدوته الشهيد ديدوش مراد و قبل سنة كاملة على انطلاق هجمات الشمال القسنطيني شرع في التحضير لمشروع التوحيد بين جيش التحرير و الشعب، فباشر في نشر التوعية و التحفيز عبر قرى و مداشر الشمال قسنطيني من أجل إعداد برنامجه لجمع الشمل و الرد العسكري على المستعمر.زيغود يوسف، الذي ولد سنة 1921 ببلدية كوندي سمندو الواقعة شرق الجزائر و التي تحمل اسمه حاليا، كان حدادا في ريعان شبابه وكانت تربطه علاقات جيدة بالفلاحين لأنه كان يصنع لهم الأدوات اللازمة للعمل و يقوم بتوصيلها لهم إلى عدة قرى. هذا ما أكسبه سمعة جيدة و عرفه بخصوصيات كل منطقة و طرقاتها و المسالك الجبالية و كذا نمط حياة سكانها، مثلما أبرزه ذات الباحث، مضيفا أن إبداعه في فن الحدادة مكنه من صنع مفتاح للهروب من سجن عنابة سنة 1951.

من جهته، أشار الدكتور أحسن تليلاني (أستاذ باحث بجامعة سكيكدة، رئيس مؤسسة زيغود يوسف و كاتب سيناريو فيلم عن هذا الشهيد), أن زيغود كان ناشطا سياسيا بحزب الشعب الجزائري ثم بحركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل أن يقود مظاهرات 8 مايو 1945 على مستوى قريته، معتبرا أن هذه التجربة جعلت منه شخصية ذات شعبية كبيرة و مكنته من التأثير في أوساط الشعب .و أرجع ذات الباحث سبب انضمام الشعب إلى جيش التحرير الوطني إلى ثقة المواطنين بقائد منطقة الشمال القسنطيني، الذين كانوا يلقبونه بـسيدي أحمد، حيث كانوا يشيدون بصفاته كونه مخططا استراتيجيا و عقيدا منضبطا وملتزما بالسرية، و لهذا كان الجميع يحترمه و ينفذ أوامره.

 

 

إعداد جيل من حديد … الهدف الأساسي لزيغود يوسف

 

 

من جانبه، كشف المجاهد موسى بوخميس الذي كان تحت إمرة هذا البطل أن هدف زيغود يوسف طيلة حياته كان إعداد جيل من حديد، يلتزم أبناؤه بتعاليم الإسلام ويقدمون التضحيات الجسام من أجل سيادة الوطن.و أفاد ذات المجاهد أنه انضم, و عمره 18 سنة، إلى المواجهة المسلحة رفقة مواطنيه المدنيين الذين توافدوا بأعداد كبيرة بعد أن بلغهم نداء زيغود يوسف.

وأضاف موسى بوخميس : “البلاغة التي كان زيغود يتحدث بها، و طريقته في الاستشهاد بالنصوص الدينية حول الجنة كمكافأة لمن يستشهدون دفاعا عن وطنهم، كانت دائما تشكل حافزا للمجاهدين للتضحية بأنفسهم من أجل تحرير الوطن”.و قبل أيام قليلة من شن هجمات 20 أوت 1955، توجه زيغود يوسف إلى مزرعة عائلة بوخلخال الواقعة في المكان المسمى “كاف لكحل” (حي جبل الوحش شمال قسنطينة حاليا) حيث باشر لقاءاته بالفدائيين و كان يقدم لهم مواعظ و دروسا في حب الوطن و التضحية في سبيل استقلال الجزائر, حسب ما ذكره الدكتور عبد الله بوخلخال.

ق.ح/الوكالات

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى