
أكد وزير الصحة، الأستاذ عبد الحق سايحي، خلال زيارة عمل قادته أول أمس إلى ولاية وهران، أن الدولة ماضية في تعزيز قدرات المنظومة الصحية الوطنية، سواء من خلال إنجاز هياكل جديدة أو تجهيز المستشفيات بمعدات عصرية، مشيرا إلى أن القطاع شهد منذ سنة 2020 إنجاز 603 منشأة صحية جديدة، ما يمثل قفزة نوعية في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وقال الوزير، الذي كان مرفوقا بوالي ولاية وهران سمير شيباني ومدير الصحة والسكان ، إن دعم المستشفيات لا يتوقف فقط على الجانب المادي أو التجهيزي، بل يشمل أيضا تعزيز الكفاءات الطبية وتمكينها من أداء مهامها بأفضل الظروف، مضيفا: “نحن فخورون بما يقدمه الطاقم الطبي وما تحققه مستشفياتنا من نتائج، والدليل أنه منذ تدشين رئيس الجمهورية لمستشفيات الحروق في زرالدة ووهران والشرق والجنوب، لم نسجل أي حالة علاج في الخارج، حيث تم التكفل محليا بـ 1377 حالة” .
سايحي يعلن عن إنجاز 603 منشأة صحية جديدة منذ 2020 وتجهيزات عصرية لدعم التكفل بالمريض
وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الجزائر باتت قادرة على تقليص التحويلات الطبية إلى الخارج، مشيرا إلى أن القطاع يسعى حاليا نحو آفاق جديدة تشمل زراعة الأعضاء، مضيفا: “لم لا نتجه مستقبلا نحو زراعة كبد للأطفال، اعتمادا على الكفاءات الطبية والعلمية الجزائرية”.
وزير الصحة :”علاج 1377 حالة للحروق محليا بدل إرسالها إلى الخارج”
وخلال هذه الزيارة التي شملت بلديات وادي تليلات، الكرمة، بئر الجير وسيدي الشحمي، أشرف الوزير على تدشين مجموعة من المنشآت الصحية الجديدة، ووقف على واقع أخرى، مشددا على أهمية تطوير الهياكل والموارد البشرية لتحقيق تغطية صحية شاملة وذات جودة عالية .وقد تضمنت الزيارة تدشين عدد من الهياكل الصحية الجديدة، أبرزها المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الإستعجالات الطبية والجراحية “الدكتور محمودي محمد” بوادي تليلات، بطاقة استيعاب تقدر بـ 120 سريرا. هذا الصرح الصحي الهام يضم عشر مصالح استشفائية، من بينها الإنعاش، جراحة الأعصاب، جراحة العظام والرضوض، وأمراض القلب، إلى جانب غرف عمليات حديثة ومصلحة للصدمات، ما يجعله مكسبا استراتيجيا لتخفيف الضغط عن المؤسسات المجاورة، لاسيما لقربه من الطريق السيار شرق-غرب.
كما تم تدشين المؤسسة الإستشفائية المتخصصة “عيسى بن علي” ببلدية الكرمة، والتي توفر 60 سريرا في إطار نموذج متكامل للتكفل الصحي المحلي، يشمل مصالح الجراحة العامة، طب الأطفال، أمراض النساء والتوليد، إلى جانب قسم خاص بالاستعجالات الطبية الجراحية. هذه المؤسسة التي تمتد على مساحة 5100 م² تمثل إضافة نوعية ضمن الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى توسيع التغطية الصحية عبر مختلف الولايات.
وبسيدي الشحمي، عاين الوزير مستشفى “بلاسكة محمد” بحي النجمة، بطاقة استيعاب قدرها 240 سريرا، والذي يضم عددا من المصالح المتخصصة على غرار أمراض القلب، الأعصاب، الأمراض المعدية، الطب الشرعي والإنعاش، بالإضافة إلى أجنحة مهيكلة على طوابق تضم عيادات، مخابر، مصالح استشفاء وعناية مركزة. و ضمن برنامج الزيارة، دشن وزير الصحة مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب الأطفال “الدكتور بوخروفة عبد القادر”، والتي توفر 120 سريرا وخمس قاعات عمليات مجهزة بأحدث المعدات. ويأتي هذا في إطار توجه القطاع نحو تعميم إنجاز الهياكل المتخصصة في طب الأطفال والجراحة، تماشيا مع حاجة هذه الفئة إلى رعاية صحية دقيقة وشاملة.
كما شملت زيارة الوزير تفقد العيادة الطبية الخاصة “الجزائر” ببلدية بئر الجير، وهي منشأة صحية من شأنها أن تساهم في دعم الهياكل العمومية من خلال التكامل بين القطاعين، حيث أكد الوزير على أهمية إشراك المؤسسات الخاصة في تحسين العرض الصحي العام وتوفير خدمات ذات جودة للمواطنين.
وفي تصريحاته، أشار وزير الصحة إلى أهمية التحول الرقمي في تسهيل التكفل بالمريض، معلنا عن اعتماد الملف الإلكتروني الموحد للمريض، الذي سيسمح له بالتنقل إلى أي مؤسسة صحية عبر الوطن دون الحاجة إلى حمل ملف ورقي. وأضاف أن هذا النظام سيساهم في اتخاذ قرارات آنية وفعالة من طرف الطاقم الطبي، وتحقيق مردودية أكبر في تسيير الحالات.
وفي ختام زيارته، جدد وزير الصحة التزام الدولة بتحسين جودة الرعاية الصحية، مشددا على أن كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا التوجيهات المباشرة لرئيس الجمهورية، وحرص الحكومة على رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، و العمل على توفير تغطية صحية عادلة ومتوازنة في كل ربوع الوطن”.
ب. ليلى