الثقافة

سحيري يؤكد أن تجربته  في مسلسل “ليام” كانت خاصة ومختلفة عن تجاربه السابقة

على خلاف أعداده السابقة، استضاف العدد الجديد من برنامج “تبايُن”، الذي بثه التلفزيون الجزائري أمس السبت، أربعة وجوه من جيل واحد. لكن مبدأ التباين الذي يعتمد عليه البرنامج الثقافي سيتحقق من خلال تخصصات الضيوف واهتماماتهم التي تتوزع بين التمثيل والكتابة والفن التشكيلي.

أول هؤلاء هو الممثل يوسف سحيري الذي تحدث عن مشاركته في مسلسل “ليام” للمخرج نسيم بومعيزة، قائلا إنها كانت تجربة خاصة ومختلفة عن تجاربه السابقة، بسبب ما وصفه بالقطيعة التي غيرت حياته “نوعا ما”، في إشارة إلى توليه في الفترة السابقة منصبا حكوميا أبعده عن ممارسة التمثيل.

يقول الممثل الشاب إن الإداري لم يتغلب على الفنان الذي وقّع عودته إلى مجاله من خلال المسلسل الذي بثه التلفزيون الجزائري في رمضان الماضي، مضيفا: “لم يكن هناك ما يمنع عودتي إلى التمثيل، فحتى لو كنت في المنصب، لا يوجد مانع للتمثيل، لأن القانون يسمح بممارسة ثلاث مهن هي التدريس والنشر والعمل الفني”، لكنه يعقب بالقول إنه كان سيجد صعوبة في التوفيق بين عمله الإداري والالتزام مع المسلسل الذي كان تصويره في بعض الأحيان يستمر لخمسة عشر ساعة في اليوم.

بشكل عام، يصف سحيري تجربة “ليام” بالتجربة الإنسانية، مضيفا: “شاهدت في هذا العمل الكثير من الكفاءات التي تعطي أقصى ما تملك لما تُحب، في ميدان يتطلب كثيرا من التضحيات من الكاتب والمخرج والتقنيين ليظهر الفنان في الصورة”، مشيرا إلى مشاركة عدد كبير من طلبة معهد فنون العرض والسمعي البصري في العمل، والذين قال إنهم حاولوا في هذه التجربة المزج بين الجانبين النظري والتطبيقي.

ثاني ضيوف البرنامج هي الفنانة التشكيلية فايزة بورنان، والتي بدأت الفن التشكيلي قبل عشر سنوات، قادمة من الترجمة. وعن هذا الانتقال بين مجالَين مختلفين، تقول إن المترجمة ليست نفسها التشكيلية، ملخصة هواجسها الفنية في القول: “هي تتمثل في البحث في نفسي قبل كل شيء، فكل موضوع تطرقت له، شكل البحث في نفسي والبحث في الآخرين نقطة اركاز فيه”.

وتعتبر بورنان إن الإنسان والإنسانية هي الثيمة المركزية التي تستهويني وتشغلها في أعمالها التشكيلية، واصفة ذلك بالموضوع معقد جدا، مضيفة أن ما يشغلها أيضا هو طرح الأسئلة.ومن مجال الكتابة الأدبية، استضاف “تباين” الكاتب والناشر محمد رفيق طيبي، مؤسس “دار خيال للنشر والتوزيع”، والذي تحدث عن روايته الأخيرة “257” التي تتناول مأساة الطائرة العسكرية التي تحطمت في مطار بوفاريك عام 2018، حيث تدور الأحداث خلال الدقائق الثلاثة الأخيرة قبل ارتطام الطائرة بالأرض، قائلا إنه بدأ التفكير في الرواية بعد الحادثة التي أثارت تضامنا وتعاطفا واسعين من الجزائريين، مضيفا أن الكتابة عنها هي شكل من أشكل “التضامن الأدبي”.

ويعتبر طيبي أن الرواية تطرح أسئلة مركزية مثل: ماذا يقول إنسان يعلم أن موته محتم بعد دقائق قليلة؟ فيم يفكر وماذا سيتذكر وبم سيحلم؟ مضيفا ان كل هذه الأشياء تمثل مادة خصبة لأي عمل أدبي.وأشار المتحدث إلى أن هذه التجربة تطلبت منه بحثا مستفيضا في الجوانب التقنية المتعلقة بمجال الملاحة الجوية “لكي أتمكن من رسم مشهد مكتمل”.

رابع ضيوف “تباين” هو الممثل أحمد مداح الذي كانت له العديد من التجارب بدءا من المسرح ثم السينما والتلفزيون، وآخرها مشاركته ممثلا في الجزء الثالث من مسلسل “عاشور العاشر” للمخرج جعفر قاسم، والذي يصفه بأنه أحد أفضل المخرجين في الجزائر.

يعترف مداح بأنه تخوف من التجربة في البداية، قبل أن يتحمس لخوضها حين فهم أن شخصية “شداد”، التي يقوم بتجسيدها، أُعيدت كتابتها بشكل كامل ضمن التحضير للجزء الرابع من المسلسل، مضيفا أن الشخصية تتسم بالغموض منذ البداية، وهو ما يجعل التجربة مختلفة عن جميع تجاربه السابقة.

يُذكر أن “تبايُن” من إعداد الصحافية نادية بوشامبة وتقديم الكاتب والشاعر عبد الرزاق بوكبة بالاشتراك مع الصحافي فيصل شيباني والكاتبة هاجر قويدر. ويُبث البرنامج عند التاسعة والنصف من مساء كل سبت على القناة الثالثة الإخبارية للتلفزيون الجزائري.

ق.ث/الوكالات

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى