
سوريا: ملف الممرات الانسانية و إعادة دمشق الى الجامعة العربية على طاولة اجتماع روما
يعكف وزراء خارجية المجموعة “السبع الكبار” ودول عربية وإقليمية يوم الاثنين في روما، على بحث ملف الممرات الإنسانية “عبر الحدود” في سوريا قبل انتهاء تفويضها في 10 يوليو القادم، فيما تريد الولايات المتحدة اثارة رغبة دول عربية في إعادة دمشق إلى الجامعة العربية.
ويعد هذا الاجتماع الذي يترأسه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره الايطالي لويجي دي مايو، بمشاركة 14 وزير خارجية من “السبع الكبار” ودول عربية وإقليمية، أول لقاء سياسي رفيع المستوى لإدارة الرئيس جو بايدن على الملف السوري، كما أنه يأتي بعد أيام قليلة على قمة بايدن ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في جنيف.
ووسع بلينكن دائرة المدعوين للاجتماع بحيث لا يضم فقط مجموعة السبع (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان) الى جانب السعودية والأردن ومصر، بل وجه الدعوة أيضا إلى تركيا وقطر والمبعوث الأممي غير بيدرسن، ليضيف الجامعة العربية، في آخر لحظة، فيما تغيب كل الحكومة السورية و روسيا وايران، عنه.
وينظم اللقاء مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية القرار الدولي، في 10 يوليو القادم، والذي يسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود التركية حيث تشكل هذه النقطة أحد أكبر التحديات لإدارة بايدن، خاصة وأن الفيتو الروسي هو الذي سيكون سيد الموقف.وفي حال رفض موسكو الاستجابة للمطالب الأمريكية والأوروبية في هذه القضية، فإنها ستكون بداية مرحلة “انهيار” التفاهمات الروسية-الأمريكية بشأن سوريا، بحسب خبراء سياسيين.ويأتي انعقاد الاجتماع بمبادرة بلينكن بعد قمة بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف الأسبوع الماضي، حيث كان الملف السوري، حسب تقارير صحفية، “هامشياً” على جدولها المعقد، من باب الوصول إلى “تفاهمات صغيرة” تخص تمديد التفويض الأممي لملف المساعدات الإنسانية “عبر الحدود” .ووفقا للمتتبعين للشأن السوري، فان اللقاء هذا، هو أول جهد سياسي مركز من إدارة بايدن حول سوريا وإن هذه الخطوة تأتي في خضم انقسام فريق بايدن حول كيفية المضي قدماً بين “الواقعيين” الداعين إلى “نفض الأيادي” من هذا الملف بخفض سقف التوقعات، والاكتفاء بملف الممرات الإنسانية “عبر الحدود” ومحاربة تنظيم “داعش” الارهابي والملف الكيماوي، والنظر إليه باعتباره ملحقاً لملفات أخرى، خصوصاً الاتفاق النووي مع إيران، وبين آخرين يريدون رفع سقف الموقف الأمريكي وممارسة الضغوط على موسكو ودمشق في ملفات سياسية وعسكرية في سوريا. ومن ثم يأتي وضع هذا الاجتماع ضمن التموضع بين الفريقين.
دعوة الجامعة العربية لإثارة مسألة اعادة العلاقات لحالتها الطبيعية مع سوريا
وتأتي دعوة الجامعة العربية لحضور الاجتماع في خطوة ترمي إلى إثارة مسألة اعادة العلاقات لحالتها الطبيعية مع دمشق بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظرائه في “السبع الكبار” وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي، بهدف الضغط على روسيا للموافقة على قرار الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا “عبر الحدود”، بحسب تقارير صحفية.
وتضيف التقارير أن الولايات المتحدة تريد إثارة موضوع رغبة دول عربية إعادة دمشق إلى الجامعة العربية، بموجب اقتراحات عربية ودعوات روسية عبر عنها وزير الخارجية سيرغي لافروف في جولته العربية الأخيرة ولقاءاته مع عدد من الوزراء.وتقول المصادر إن واشنطن وباريس، هذه الأخيرة التي كانت صامتة ثم مقتصرة على ملاحظات عبر القنوات الدبلوماسية، أبلغت دولاً عربية وأوروبية بضرورة ألا يكون “التطبيع العربي” مجانياً والتريث به إلى ما بعد معرفة موقف روسيا من التصويت على القرار الدولي لتمديد المساعدات الانسانية “عبر الحدود” قبل انتهاء صلاحيته الشهر المقبل.
من جهتها، تصر الحكومة السورية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى أراضيها عبر التنسيق معها، وليس عبر المعابر في الشمال السوري، و التي مازالت خارج سيطرتها.
واعتبرت سوريا في وقت سابق ، أن موضوع إدخال المساعدات إلى البلاد عبر المعابر الحدودية يهدف إلى “انتهاك” سيادتها، وذلك في ظل دعوات إلى تجديد قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي بعبور المساعدات عبر الحدود، و الذي تنتهي صلاحيته في 10 يوليو المقبل.وكان مساعد وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، قال إن موضوع إيصال المساعدات عبر الحدود (المعابر)، يأتي “ضمن سياق استثمار الدول المعادية بالموضوع الإنساني”. وتابع، أن هذا الموضوع “يهدف إلى انتهاك السيادة السورية، وتوفير مختلف وسائل الدعم للمجموعات الإرهابية، وهنا تظهر خطورة هذا الموضوع لجهة عدم إمكانية ضبط المواد التي يتم إدخالها”. ومنذ يوليو 2014 يتم نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عن طريق أربعة معابر حدودية، بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي يتم مراجعته وتجديده سنويا، قبل أن يقتصر الأمر على معبر واحد.وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد دعا، الأربعاء الماضي، مجلس الأمن الدولي إلى التوصل إلى اتفاق لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا لعام آخر، قبل انتهاء تفويضها في يوليو القادم.