
تزخر ولاية وهران، بعدد من الشواطئ الخلابة والعذراء، التي تستقطب الباحثين عن الراحة والمتعة خلال موسم الاصطياف وحتى يروق للبعض كل عطلة أسبوع ومن أهم الشواطئ المتواجدة بالجهة الشرقية شاطئ “كاب روسو”، والواقع بإقليم بلدية قديل على بعد عدة كيلومترات من منطقة بلقايد.
وبمجرد الوصول، يتفاجأ الزائر لأول مرة، بسحر المكان وهدوئه وجمال المناظر الطبيعية، خاصة بوجود مساحة شاسعة من الرمال الصفراء التي افتقدتها معظم شواطئ الولاية، بفعل العوامل الطبيعية والبناء فوق الشاطئ، كما يتميز الشاطئ بلون مياهه الصافية وحجاره البنية المنتشرة على امتداده، وهو محاط بسلسلة جبال على مد البصر. يلجأ معظم قاصدي الشاطئ إلى المبيت عدة أيام بالمنطقة، ونصب الخيام بعد التزود بالمؤونة والماء الضروري لعدة أيام، وسط سهرات سمر في قعدة شبانية بامتياز، فيما يدعو بعض محبي المتعة على الشواطئ، توفير وسائل نقل مباشرة للشاطئ عبر القوارب، ويرى قاصدو الشاطئ بأن جمال المنطقة وعذريتها يجب الحفاظ عليها،
وبعيد عن شواطئ الكورنيش الوهراني يعرف شاطئ الجوني إقبال كبير للبسطاء و “الزوالية ” وذلك بالنظر إلى موقعه المتواجد أسفل منطقة الجوالق، التي تبعد كثيرا عن الساحل الوهراني ما حرم العديد من قاطنيها من متعة الاصطياف على الشواطئ بسبب صعوبة التنقل إليها،حيت يعرف هدا الشاطئ الاصطناعي، إقبالا كبيرا لسكان المدينة و يساهم في استقطاب الوافدين إليها من ولايات أخرى،على اعتبار أنه الأقرب لوسط وهران و الوحيد المتواجد على مستوى البلدية الأم، بالمقابل فإن أقرب شاطئ طبيعي للمدينة يبعد حوالي 20 كيلومترا ويعد التنقل إليه بمثابة معاناة للمواطنين من ذوي الدخل الضعيف و من لا يملكون سيارات خاصة.
فوق الرمال الاصطناعية، تنتشر الشمسيات المفتوحة و الخيام الصغيرة و تلك الخيام التقليدية التي يصنعها البعض بقطع القماش و الأغطية للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة، والمميز في هذا الشاطئ، هو كونه محرما على مافيا الشمسيات و الطاولات التي تفرض منطقها على غالبية شواطئ الوطن وهو تحديدا ما ضاعف إقبال العائلات البسيطة و الشباب عليه، ففي «الجوني» كل مصطاف يجلب شمسيته معه ويستمتع بالجلوس مجانا في المكان الذي يفضله و يختاره، مع ذلك فقد قابلنا مواطنين أبدوا استيائهم من ضعف خدمات التجهيز في المنطقة،و انعدام نقاط لتأجير الشمسيات و الكراسي، ما يعد مشكلة حقيقية خاصة بالنسبة للمصطافين القادمين من ولايات أخرى والذين يقصدون الشاطئ الاصطناعي دون أمتعة أو معدات تخييم.
رغم إغراء المجانية و حداثة تاريخ فتح الشاطئ أمام المصطافين،إلا أننا لاحظنا خلال تواجدنا فيه،بأن وضعه لا يختلف كثيرا عن وضع بعض الشواطئ الأخرى واسعة الحركية،فقد لفت انتباهنا تدفق سيول المياه القذرة المتسربة من المراحيض الموجودة عند حدود الشاطئ والتي تفتقر لتوصيلات صرف الصحي ما حول مسار مخلفاتها مباشرة نحو الرمال، و جعلها تقترب من أماكن تواجد المصطافين الذين يضطر غالبيتهم إلى الاستقرار على الصخور بدل الاستمتاع بالرمال، هربا من هذه القذارة، المثيرة للاشمئزاز و التي بدا جليا بأنها تراكمت و لم تنظف .
مقابل ذلك يجد بعض الأطفال والمراهقين،متعة كبيرة في الاستحمام بمياه المرشات المحاذية للمراحيض حيث قابلنا العديد منهم و هم في طريقهم للاغتسال، أين عبروا عن رضاهم التام بنوعية هذه الحمامات، التي قالوا، بأنها غطت على قذارة المراحيض و اتساخها، وهو ما يهدد بانتقال القمامة إلى الشاطئ، كما حذر منه بعض المصطافين الذين ينزلون يوميا إلى البحر،
نقص الخدمات يفسد المتعة
اتفق جل رواد الشاطئ الاصطناعي، بأن نقص الخدمات يعد النقطة السوداء التي تفسد متعة الاصطياف فيه، حيث تحدثوا عن نقائص لاحظناها فعلا، على غرار انعدام أكشاك أو محلات لبيع المأكولات و المشروبات، وهو ما يلزم المصطافين بإحضار وجبات جاهزة من منازلهم، الأمر الذي قال، بعض القادمين من مناطق بعيدة بأنه غير ممكن و غير صحي كذلك، حيث تقتصر الخدمة التجارية الوحيدة المتوفرة في المكان على طاولة صغيرة، لشابين يعرضان بعض الحلويات و قارورات من المياه المعدنية.
كريمة ر