شخصيات ثقافية و علمية و فنية بوهران صنعت التميز في 2021
كان عام 2021 متميزا بالنسبة لوهران من خلال تألق عدة شخصيات حققت انجازات في مجالات أدبية و علمية و فنية و مسرحية بعد سنوات من العطاء دون أن تتوقف أو ثنيها عن المواصلة رغم الظرف الصحي الناجم عن جائحة كورونا.ويعتبر هذا التألق مفخرة للجزائر لما حققه المتوجون من نجاحات بارزة تجلت سواء في تجسيد مشاريع بحثية علمية و فكرية لخدمة المجتمع أو في إبداع فني خطف الأضواء في مهرجانات كان فيها التنافس على أشده بين المتبارين في شتى التظاهرات الوطنية.
واستطاع الأكاديمي عبد الملك مرتاض أن يصنع مسارا متميزا في الأدب على الصعيدين الوطني والعربي مما أهله أن يتوج بجائزة “العويس” في حقل الدراسات الأدبية والنقد التي منحتها له مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية (الإمارات العربية المتحدة) في دورتها أل 17 للعام 2020 -2021 نظير ما قدمه من مؤلفات تناولت حقولا عدة في الأدب وفي نظرية النقد.وفي تصريح لوأج أوضح الأديب الجزائري مرتاض الذي تحصل على العديد من الجوائز من جامعات وهيئات جزائرية والذي كان أول رئيس للمجلس الأعلى للغة العربية قائلا” أنا سعيد جدا بهذه الجائزة التي تعتبر بمثابة نوبل العرب وأهديها إلى كل الشعب الجزائري و أتمنى أن ينالها كتاب و نقاد جزائريون آخرون”.
للتذكير ألف الناقد مرتاض 80 كتابا في النقد الأدبي و السيرة النبوية و تاريخ الأدب الجزائري وغيرها وتناول في كتبه زهاء 18 حقلا من المعرفة.وفي المجال العلمي نال البرفيسور نصر الدين براشد أستاذ بجامعة العلوم و التكنولوجية ” محمد بوضياف ” لوهران على وسام الشمس المشرقة ، قلادة الأشعة الذهبية الذي سلمه له سفير اليابان في الجزائر كونو أكيرا.وقد تم إسداء المهندس في الإلكترونيك نصر الدين براشد بهذا التشريف العالي المقام الذي منحه جلالة امبراطور اليابان نظير جهوده لعدة عقود في إطار توطيد التعاون بين الجزائر و اليابان في مجال التعليم العالي والبحث العلمي .وأردف ذات الأستاذ الجامعي -والذي يعد مدير مخبر أبحاث الأنظمة الذكية بالمؤسسة الجامعية المذكورة- بأن ” هذا التوشيح يعتبر مفخرة لجامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران ونقطة انطلاق لمزيد من المشاريع” ، معربا أيضا عن استعداده لمواصلة جهوده لوضع مشاريع تعاون جديدة بين الجزائر و اليابان في مجال التعليم العالي و البحث العلمي.
ولا يختلف اثنان عن الكفاءة الإبداعية للفنانة فضيلة حشماوي التي تعتبر إحدى سيدات الركح بوهران وبالجزائر بصفة عامة جعلها تتألق بتونس من خلال تكريمها في فعاليات الدورة 22 للمهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية الذي نظم في ديسمبر الجاري.
وصرحت الممثلة حشماوي -التي أدت أدوار في عدة مسرحيات لا تزال خالدة وفي أعمال تلفزيونية منها مسلسل “أولاد الحلال”- أن هذا التكريم جاء في وقته خاصة أن الساحة الفنية و الثقافية تمر بظروف صعبة بسبب فيروس كورونا الذي مس مختلف المجالات ، معربة عن فرحتها العارمة بهذا التكريم الذي “كان رائعا وخاصا في بلد الفنون و الثقافة تونس الشقيقة التي اعتبرها بلدي الثاني”.ومنحت صفحة مجموعة فنون للمرئيات التي تبث عبر شبكة الانترنت وسام التميز من الدرجة الأولى للخطاط كور نور الدين تقديرا لمساهمته في خدمة الفن وترقية الخط العربي الذي كرمه كور بدوره بفتح بوهران أول رواق فني متخصص في الخط العربي على مستوى الوطن.
وهران تتألق وطنيا
وخلال تتويج الصحفيين الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها السابعة التي أشرف عليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون حازت الصحفية نصيرة غرناطي من إذاعة الباهية على الجائزة الثانية في فئة الإعلام الإذاعي .وفي إطار جائزة رضا حمياني للصحافة الاقتصادية 2021 المنظمة من طرف الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين فازت بالجائزة التشجيعية الأولى الصحفية زكية كبير من جريدة ” الجمهورية ” الصادرة بوهران.وفي الفن الرابع صنعت الفرقة الهاوية ” ملائكة الخشبة ” التابعة لجمعية قطار الفن الفرجة من خلال مشاركتها في مهرجانات وطنية وتمكنت من حصد ثلاث جوائز عن جدارة و استحقاق خلال عام 2021 .
ونالت الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل في الطبعة الثانية للأيام الوطنية للمسرح الملتزم و الكوميديا الساخرة ببرج بونعامة (ولاية تيسمسيلت) في يوليو الماضي فيما كانت الجائزة الأخرى لأحسن عرض متكامل ” البرنوس الذهبي ” في الطبعة 19 للأيام الوطنية لمسرح مكرة دورة المرحوم موسى لاكروت بسيدي بلعباس نوفمبر الماضي.أما جائزة أحسن إخراج وجائزة أحسن نص مسرحي عن مسرحية ” الخيش و خياشة ” فكانت في فعاليات الطبعة الأولى للأيام الوطنية للفنانة الراحلة ” فتيحة بربار ” لمسرح الشباب ببومرداس في ديسمبر الجاري.
وبفضل ما تزخر به عاصمة الغرب الجزائري من طاقات فنية لاسيما في فن الخشبة تم اختيارها من طرف مسرح كنعان الوطني الذي ينشط بغزة بدولة فلسطين لفتح فرع له بوهران مع تعيين المخرج المسرحي و السينمائي بلفاضل سيدي محمد رئيسا له وتمثيل فرع الجزائر في التظاهرات التي تنظمها هذه المؤسسة المسرحية في الدول العربية.
وسيبقى عام 2021 راسخا في أذهان هؤلاء الذين شرفوا وهران والجزائر بصفة عامة في شتى حقول الأدب و العلم و الفن لتضاف نجاحاتهم في رصيد من سبقوهم الذين حققوا إنجازات ما تزال خالدة، ويأمل كل هؤلاء المتوجون أن يكون التألق الكبير لمدينتهم التي ستستضيف الدورة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط في صيف 2022.
ق.ث/الوكالات