شدّد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف عبد المجيد شيخي، يوم أمس الأحد، على أن إعتراف فرنسا بجرائمها سيأتي يوما ما لا محالة، لأنّ التاريخ سيعطي لكل ذي حق حقه.وقال شيخي في حوار لإذاعة سطيف، أن الإحتفاء بذكرى 8 ماي مناسبة لتذكر تضحيات شهداء سقطوا في ظرف وجيز، مؤكدا أن هول المجازر المرتكبة في تلك الفترة لم يسمح بإحصاء عدد الشهداء رغم أن بعض المصادر الأمريكية تتحدث عن سقوط تسعين ألف شهيد.
و كشف شيخي في معرض حديثه، بأنّ التربص بالجزائريين كان مخططا له قبل 8 ماي بسنة تقريبًا، وذلك بعد استنفار الجيوش الفرنسية في تونس والمغرب ورفع مستوى التدريب، مشيرًا بأنّ الجيش الفرنسي كان على علم بأن شيئًا ما سيحدث وهو ماجعله يستقطب جنودًا من خارج الجزائر.وأوضح شيخي بأنّ الشرارات الأولى وقعت في 01 ماي بسعيدة ثم العاصمة، فيما بلغت هذه المظاهرات أوجها في سطيف قالمة وخراطة، مجددًا التأكيد بأنّ ما حدث يعتبر انتفاضة حقيقة في تاريخ البلاد أعطت شعلة لنوفمبر 1954، التي جاءت بالنصر والإستقلال.، مضيفًا : “علينا أن نسجل بأن ما وقع في الجزائر لم يكن سهلا، وما يكتبه الآخرون وما يضعونه في تقاريرهم لا يهمنا . نحن لا ننتظر أن تنشر الورود في طريقنا”.
مجازر 8 ماي كان مخططًا لها من طرف المستعمر بعد استنفار جيوشه في تونس والمغرب
هذا و أشاد شيخي بقرار الرئيس تبون ترسيم هذه المناسبة يوما وطنيا للذاكرة، مشيرًا في هذا الخصوص إلى ذكاء وحكمة وواقعية الرئيس لربطه يين ألم المجازر مع الذاكرة.
وعرج المتحدث على إحتفالات ستينية الإستقلال، مشيرًا إلى كونها تعتبر وقفة على مسار الجزائر في ستين عاما بايجابياتها وأخطائها كذلك ، دون نسيان بأنّ فترة الاستعمار قد خلفت رواسب ثقيلة خاصة في الإمكانيات و الطاقات، حيث أشار في هذا الصدد : ” بأنّ فرنسا نهبت كل شي في 62 ولم تترك لنا فلسا واحدا ، مع ذلك الجزائر واصلت ووقفت من جديد”.وأوضح شيخي بأن الهدف من تواصل إحتفالات ستينية الإستقلال على مدار سنة تقريبًا، هو إيصال هذه المسيرة لأبنائنا كما وقعت. وفي الأخير أكد شيخي بأن الدولة تعمل اليوم على تقليص رواسب الماضي الاقتصادية والإجتماعية بأمل وتفاؤل وعمل للمستقبل، مشيرًا إلى ضرورة النظر إلى ما حولنا للمحافظة على ما تم تحقيقه من مكاسب منجزة.
جمال الدين أيوب
