صالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب … استذكار أدباء شهداء اغتيلوا من طرف الاستعمار الفرنسي
أقيم يوم أول أمس بالجزائر العاصمة استذكار لأدباء جزائريين شهداء وظفوا أقلامهم للدفاع عن الجزائر وشخصية الإنسان الجزائري وتم اغتيالهم من طرف الاستعمار الفرنسي.وتناول مشاركون، في ندوة بصالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب، المسار الأدبي والنضالي لعدد من هؤلاء الأدباء كأحمد رضا حوحو والربيع بوشامة والعربي التبسي وكذا محمد الأمين العمودي وعبد الكريم العقون ومولود فرعون.
وقال في هذا الإطار الأكاديمي والكاتب أحمد حمدي أن اغتيال هؤلاء كان “إرهاب دولة” حيث “كان مخططا له” من طرف فرنسا الاستعمارية وهذا بالاعتماد على تنظيمات ك “منظمة الجيش السري” و”اليد الحمراء”، داعيا إلى “ضرورة فتح الأرشيف المتعلق بهذه الاغتيالات”.وتطرق حمدي إلى ظروف اغتيال بعض هؤلاء الأدباء وإنتاجهم الأدبي كالقاص أحمد رضا حوحو الذي أعدم بقسنطينة في 1956 ومحمد الأمين العمودي الذي اختطف بدوره وقتل بالبويرة في 1957 بالإضافة إلى عبد الكريم العقون الذي اعتقل وأعدم بالعاصمة في 1959.
وأضاف أن هؤلاء الأدباء كانوا “من الجيل الأول للأدباء الجزائريين”، وإضافة إلى “دفاعهم عن الجزائر وشخصية الانسان الجزائري في نصوصهم فقد قدموا كذلك خدمات جليلة فيما يتعلق بالحفاظ على اللغة العربية”.وعادت من جهتها الأكاديمية فازية فرعون، إبنة مولود فرعون، إلى الإنتاج الأدبي لوالدها، الذي اغتيل في مارس 1962 من طرف “منظمة الجيش السري”، متطرقة بالخصوص لرواية “مدينة الورود” التي كتبها في 1958 ونشرت بعد وفاته.
وأعادت فازية تقديم دراسة تحليلية نقدية لباحثة يابانية حاولت من خلالها أن تؤكد أن كتابات والدها لم تكن “بسيطة” وإنما تميزت ب “شعرية أدبية خاصة بها”، ضاربة المثل ب “مدينة الورود” التي تتناول الحياة الاجتماعية في الجزائر إبان الثورة التحريرية.
واعتبر من جهته الأكاديمي محمد شريف اغبالو أن مؤلفات فرعون “حملت خطابا معاكسا للخطاب الفرنسي الذي همش الهوية والوجود الجزائري”، حيث دافعت كتاباته عن “البعد الوطني الجزائري وثمنت التراث الثقافي الجزائري، كما عكست الخصوصية الجزائرية في الأدب”.وعرفت أيضا هذه الندوة حضور عدد من أقارب هؤلاء الأدباء الشهداء على غرار علي فرعون، إبن مولود فرعون ورئيس “مؤسسة علي فرعون للثقافة والتربية”، حيث عاد في كلمة له إلى أهم المحطات لتي ميزت الأعوام الأخيرة لحياة والده.
وكانت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي قد أشرفت صباح أمس الجمعة على افتتاح البرنامج الثقافي لسيلا 2022 الذي يحتضن إيطاليا ضيف شرف. وتعرف هذه التظاهرة، التي تقام تحت شعار “الكتاب جسر الذاكرة”، مشاركة 1250 دار نشر، منها 266 جزائرية، تقترح أزيد من 300.000 عنوان في شتى المجالات، وستستمر فعالياتها إلى غاية 1 أبريل المقبل.