الرياضة

صعود استثنائي لنادي عين البرد بسيدي بلعباس إلى القسم الأول بعد سنوات من الكفاح والتكوين المحلي

في واحدة من أروع لحظات الرياضة الجزائرية، نجح نادي عين البرد لكرة اليد في تدوين اسمه بحروف مضيئة في سجل الكرة الصغيرة، بعدما حقق صعودًا تاريخيًا إلى القسم الأول، واضعًا حدًا لسنوات من الانتظار والتحدي المتكرر.

 

روح محلية مدعّمة بخبرة و صعود بطعم الإصرار

 

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام أبناء عين البرد، بل كان مليئًا بالمصاعب والإخفاقات المتكررة في اللحظات الأخيرة. لكن هذا الموسم كان مختلفًا. الفريق أظهر شخصية قوية وعزيمة فولاذية، تُوجت بفوز دراماتيكي في نهائي “البلاي أوف” أمام منافس عنيد هو نجمة وهران، بنتيجة (31-30)، في مباراة احتضنتها قاعة تليلات. وكان التأهل إلى هذا الدور قد جاء بعد تخطي نادي بوقادير في نصف النهائي (33-30).

سر هذا النجاح لم يكن في الأسماء فقط، بل في الاستراتيجية. فالفريق اعتمد بنسبة كبيرة على لاعبين نشأوا في مدرسته التكوينية، وهو ما يُعد إنجازًا بحد ذاته. فقط أربعة عناصر تم استقدامهم من خارج المدينة ، أما الباقي فهم أبناء النادي.هذا المجد لم يكن ليتحقق دون جهود لاعبين أعطوا كل ما لديهم في الملعب، وهم قرازيب عبد المجيد، قادي عباس، سعيد محمود، وبوخاتم طيب،  قليل عبد الوحيد، ميرازي أمين، داني الكبير ياسين، زواد محمد أمين، خليل براهيم حسام الدين، بلحاج أمين، داودي عماد، سعيد جمعي، عربي عبد النور، سعيد يونس، كعباش نصرو، باركا هاشمي، دموش أمين، قداوي علاء الدين، وبورطال زعطار عبد الإله، وغيرهم من الجنود المجهولين الذين قاتلوا حتى اللحظة الأخيرة.

 

كواليس النجاح من  طاقم استثنائي

 

المدرب حدو محمد، ومساعده حميدة حسام، شكّلا الثنائي الذهبي الذي قاد الكتيبة للنجاح، بدعم إداري وتنظيمي لافت من يعقوبي عمر، بوخديمي قدور، وعسال أمين. أما الجانب الصحي، فقد كان في أيدٍ أمينة مع بلحرش عبد الحكيم وبوخلخال غالم، اللذين تابعا جاهزية اللاعبين طيلة الموسم.

 

مدرسة تصنع الأبطال و نموذج نادر في الجزائر

 

النجاح لم يكن وليد اللحظة. فمدرسة النادي التكوينية بقيادة المدربين لحول عبد القادر، بلعرج عبد الحكيم وبوشنتوف فيصل، تفرز سنويًا مواهب تُبهر. ففريق أقل من 17 سنة بلغ ربع نهائي كأس الجمهورية، فيما تأهل فريق أقل من 19 سنة إلى ثمن النهائي، ما يؤكد صلابة قاعدة النادي.نادٍ يُكوّن لاعبيه منذ فئة “الكتاكيت” وحتى “الأكابر”، ويشرف على تدريبهم أساتذة وتربويون ولاعبون سابقون متطوعون، هو نادٍ استثنائي. واللافت أن نادي عين البرد، إلى جانب نادي الأبيار، فقط، يملكان هذا النموذج الفريد في الجزائر.

 

تاريخ يُكتب من العدم …. بين العزيمة والصعوبات

 

رئيس النادي يعقوبي عمر عبّر عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، وذكّر بأن النادي تأسس سنة 2009 وسط غياب البنية التحتية، حتى القاعة الرياضية لم تكن متاحة. كانت البداية من ملاعب المدارس، واليوم صار النادي يحتضن أكثر من 180 لاعبًا من مختلف الفئات.

ووجّه شكره إلى كل من ساهم في هذا المشروع من الطاقم الإداري السابق، المدرب السابق عين القط محمد أمين، السلطات المحلية، والمسؤول عن القاعة السيد نحيلة علي، الذي سهل كل الظروف اللوجستية.ورغم قلة الإمكانيات، وغياب وسائل نقل دائمة أو مبيت للفرق، إلا أن الفريق استطاع كتابة واحدة من أجمل القصص الرياضية في البلاد. وقال عسال أمين، المسؤول المالي، إن روح العائلة والتضامن بين أبناء الفريق كانت السر الحقيقي وراء هذا التتويج.

 

ما حققه فريق عين البرد لكرة اليد ليس مجرد صعود رياضي، بل هو مثال يُحتذى في التخطيط، الإصرار، والاستثمار في الشباب. إنها رسالة بأن النجاح ممكن مهما كانت الإمكانيات، ما دام هناك إيمان بالفكرة وتفانٍ في التنفيذ.

 

 فتحي . م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى