
ناقشت محكمة الجنايات الإبتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية القتل العمدي المتابع فيها شاب في الثلاثينيات من عمره و كان ضحيته زميله في العمل بمحل للأكل السريع حيث قضت بإدانة المتهم بالسجن المؤبد.
و تعود وقائع القضية لتاريخ السابع أوت من سنة 2023 على الساعة 18:40 مساءا عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية للأمن الولائي مكالمة هاتفية من مواطن عن وجود شخص ملقى على الأرض داخل محل لبيع المأكولات السريعة بحي “سانبيار” بوهران لتعرضه للاعتداء بواسطة سلاح أبيض، وبعد تنقلهم إلى هناك مع عناصر الحماية المدنية وجدوا جثة هامدة للمرحوم ملطخة بالدماء وأثار طعنات بالسلاح الأبيض على مستوى الظهر و ظاهر الكف وساعد اليد اليسرى و العثور على سكين ملطخ بالدم ملقى على طاولة بالمحل، حينها تم نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثت بمستشفى وهران و ضبط أداة الجريمة المتمثل في سكين ذو مقبض بلاستيكي ابيض على شفرته دم، كما تم استرجاع جهاز DVR بتسجيلات الفيديو لكاميرات المراقبة للمحل،وبعد عرض الجثة على الطبيب الشرعي حرر تقرير أولي على أن الوفاة كانت ناتجة عن جرح عميق في الصدر تسبب في نزيف حاد.
ليتم فتح تحقيق في الجريمة و سماع الشهود العاملين بالمحل أنهم بينما كانوا يزاولون عملهم سمعوا مناوشات كلامية بين المرحوم و المشتبه فيه تطور إلى شجار بعد دخولهما إلى مطبخ المحل وبعد سماعهم للصراخ توجهوا نحوهما ليجدوا المرحوم يحمل بيده خشبة تمديد العجين و يعاني من نزيف دموي من ظهره و شاهدوا المشتبه فيه يحمل بيده سكين مطبخ ملطخ بالدم قام مباشرة بالتخلص منه و رميه على طاولة العمل بالمطبخ ولاذ بالفرار وأن المرحوم لفظ أنفاسه قبل وصول فرقة الإسعاف.
استكمالا للتحقيق تم سماع صاحب محل بيع المأكولات السريعة مكان الواقعة حيث صرح أنه لم يكن متواجد بالمكان أثناء تعرض المرحوم للاعتداء القاتل و علم بوجود خلاف بين المرحوم و المشتبه فيه و الذي يعد أخيه غير الشقيق، وقبل وفاته إتصل به وأبلغه عن قيام المشتبه فيه بسرقة مبلغ مالي من صندوق المحل و كان يكلف المرحوم قيد حياته بتسيير المحل في غيابه،من جهته شقيق المرحوم صرح أن أخيه المتوفى ابلغه قيد حياته عن وجود مشاكل بينه وبين الجاني أخ مالك المحل و العامل معه بسبب الغيرة والحقد لتكليفه من طرف مالك المحل بتسييره.
و بعد توقيف المشتبه فيه صرح أنه تشاجر مع صديقه المقرب و زميله في العمل حوالي الساعة السادسة مساءا داخل المحل بعدما دخل معه في مناوشات كلامية واتهمه بسرقة من الصندوق مبلغ مالي ، وأقر له بأخذ قطعة نقدية من فئة 50 دج من الصندوق أمامه لشراء سجائر فبدأ بالصراخ عليه وقام بالاتصال هاتفيا بصاحب المحل و الذي يعتبر أخيه من أمه لإخطاره بسرقة مبلغ مالي ثم قام بالدخول إلى المطبخ ولحقه و واجهه وهو حامل لوراق العجين وحاول مرة أخرى الدخول معه في عراك ووقع تشابك بالأيدي وحين تغلب عليه حاول الاستدارة لامساك سكين لضربه فالتقط سكين كان موضوع على الطاولة وطعنه على ظهره من الجهة اليسرى طعنة واحدة في تلك اللحظة قام زملائه بفك الشجار وقام بترك السكين و خرج من المحل، وأكد انه لم يصاب بأي جروح أو خدوش على مستوى جسده وأنه طعن المرحوم على مستوى الظهر في لحظة غضب هو بسبب خوفه من طرده من المحل الذي يبيت فيه ولديه خلاف مع المرحوم منذ مدة.
خلال جلسة المحاكمة تمسك المتهم بسابق تصريحاته مؤكدا أن المرحوم صديقه المقرب و زميله في العمل و كانا يبوحان بأسرارهما لبعضهما البعض و في لحظة غضب و سوء تفاهم وقعت الكارثة و هو نادم عليها خاصة أن نيته لم تكن قتله.ممثل الحق العام خلال مرافعته ترك خيار توقيع العقوبة لهيئة المحكمة بين الإعدام و المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب